نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ماذا سيفعل ترامب إذا لم تعد إيران إلى التّفاوض واستأنفت التّخصيب "في غضون أشهر"؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 06:10 صباحاً
بصرف النظر عن النتائج التي أسفرت عنها الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية، بات واضحاً أن حسم مسألة البرنامج النووي الإيراني التي ستبقى عالقة من دون اتفاق أميركي - إيراني، سيشكل استراتيجية الخروج للرئيس الأميركي دونالد ترامب من إيران.
ترجيح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية للتلفزيون السبت، أن تتمكن إيران من معاودة إنتاج اليورانيوم المخصب "في غضون أشهر"، برغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، ليس نبأً ساراً بالنسبة لترامب، الذي يصر على أن البرنامج النووي الإيراني "قد تراجع عقوداً".
يوحي كلام غروسي ضمناً، بأن الخيار العسكري وحده قد لا يكون كافياً لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، لا سيما أن تقارير إيرانية وغير إيرانية، تتحدث عن نجاح طهران في إخراج أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة من المنشآت المستهدفة، قبل الحرب، علماً أن ترامب يرفض الأخذ بهذا الاحتمال ويعتبره من صنع وسائل الإعلام المضللة.
ووسائل الإعلام نفسها في الولايات المتحدة وإسرائيل، تتحدث استناداً إلى صور بالأقمار الاصطناعية، عن عودة بعض النشاط الإيراني حول المنشآت التي تعرضت للقصف.
يعزز مثل هذا التطور، بمعزل عن صحته من عدمه، من وجهة النظر المؤيدة لضرورة معاودة المفاوضات الأميركية - الإيرانية في أسرع وقت ممكن، لأن عودة إيران للتخصيب تعني عودة أميركا وإسرائيل لتجديد الحرب، وفق ما يهدد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما أن عودة ترامب إلى استخدام نبرة تصعيدية حيال النظام الإيراني في اليومين الأخيرين، بعد خطاب مرن عقب وقف النار في 24 حزيران/ يونيو، تشي باعتزام الرئيس الأميركي تصعيد الضغوط القصوى على طهران. وهو كان واضحاً بإعلان عدوله عن احتمال رفع بعض العقوبات، وجدد حملته على مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لأنه أعلن "الانتصار" ولم يشكره على الجهود التي بذلها لإقناع نتنياهو بالتراجع عن استهدافه شخصياً، وصولاً إلى التهديد بقصف إيران مجدداً.
التردد الإيراني في الموافقة على العودة إلى المفاوضات في أقرب وقت، يجعل ترامب أمام مهمة غير منجزة، ويعرّض وقف النار الهش للسقوط، وينذر بتجدد الحرب، مع ما ستجره من اضطراب إقليمي على المدى البعيد، يهدد بزعزعة مبدأ ترامب القائم على فرض السلام من خلال القوة. أي اللجوء إلى التحرك منفرداً لتحقيق أهداف محددة، من دون التورط في "حروب أبدية".
ويرى ترامب أن النظام في إيران لم يعد يملك من أوراق الضغط ما يمكّنه من عدم الذهاب إلى اتفاق يتخلى بموجبه عن تخصيب اليورانيوم. فقد جعلت الحرب الأخيرة الحكم في أضعف وضعية منذ 1979، بينما القوى الحليفة له في المنطقة تميل إلى انتهاج أجندات محلية أكثر من الانخراط في معركة الدفاع عن إيران وفق ما كان عليه الأمر قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من حروب إسرائيلية. يصح هذا الوضع على العراق ولبنان وغزة واليمن، بينما سوريا صارت في المقلب الآخر تماماً.
هل يكفي هذا الواقع السياسي والعسكري الجديد في الشرق الأوسط، لدفع النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات والتسليم بالتخلي عن برنامجه النووي؟
حتى الآن، تتمسك إيران، برغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الحرب والتوازنات الجديدة التي فرضتها الحروب الإسرائيلية منذ 21 شهراً، بالشروط نفسها على صعيد حقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، مع مرونة حيال النسبة التي يمكن أن يتفق عليها مرفقة برقابة مشددة.
يحاذر النظام التنازل في هذه النقطة، لأنه يرى فيها نقطة الانهيار الفعلي.
0 تعليق