نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منصات
التواصل
تبكي
صالح
الجعفراوي..
صحفي
غزة
الشجاع
الذي
واجه
الرصاص
بالكاميرا - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 12:50 صباحاً
قبل ساعات، في مساء أمس الأحد 12 أكتوبر عام 2025، بينما كان الصحفي الشاب صالح الجعفراوي يمارس عمله في توثيق آثار الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، حلت اللحظة المفجعة التي طويت فيها صفحة حياة امتدت لستة وعشرين عامًا.
وفقًا للشهود والعيون، فإن عناصر من مليشيا مسلحة أطلقت النار على الجعفراوي أثناء قيامه بتغطيته الصحفية، حيث أصيب بسبع رصاصات مميتة، وجاء في رواية المراسلة نور خالد أن المسلحين استهدفوا في صباح ذلك اليوم عددًا من الشبان في حي الصبرة، وكان الصحفي صالح الجعفراوي بينهم، فيما تداول الناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورًا للصحفي بعد لحظات من استشهاده، مؤكدين أنه جرى اختطافه وإعدامه على يد المسلحين. وأفادت مصادر طبية بأن جثمان الشهيد نُقل إلى مستشفى المعمداني، بعد أن فُقد الاتصال به أثناء تغطيته للجرائم الإسرائيلية في المنطقة.
مسيرة صوت غزة
وُلد صالح عامر الجعفراوي في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1998 في قطاع غزة، وعاش حتى لحظة استشهاده وهو في السادسة والعشرين من عمره، حاملاً بين يديه كاميرا وهاتفًا محمولاً ليكون صوتًا للذين صمتتهم الرصاصات. لم يكن الجعفراوي صحفيًا تقليديًا، بل كان ناشطًا ومؤثرًا فلسطينيًا استطاع عبر عدسته أن يوثق معاناة المدنيين في غزة خلال عامين كاملين من الحرب والإبادة.
انطلقت مسيرته الصحفية مع اندلاع الأحداث في غزة، فأصبح اسمه مرتبطًا بتغطية القصف والمستشفيات والملاجئ، وهو ينقل أصوات المدنيين المحاصرين بكل ما أوتي من قوة.
حصد الجعفراوي شعبية واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد متابعيه ثلاثة ملايين شخص على إنستغرام، إضافة إلى متابعين عبر إكس ويوتيوب، فأصبحت مقاطعه مصدرًا أساسيًا لفهم الواقع اليومي لغزة من خلال عيون أبنائها، بسبب تغطيته حرب الإبادة والتجويع، وضعت إسرائيل الجعفراوي في "النشرة الحمراء" تمهيدًا لاستهدافه مثلما استهدفت صحفيين آخرين مثل مراسلي الجزيرة، وبينهم أنس الشريف.
ساحات العزاء الافتراضية
تحولت منصات التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن استشهاد صالح الجعفراوي إلى ساحات افتراضية للعزاء، امتلأت بتعليقات المواطنين والمتابعين الذين شاركوا في تأبينه وذكر مناقبه.
كتب أحد الناشطين على فيسبوك: "أحزنني ارتقاء صالح الجعفراوي، كما أحزنني من قبل ارتقاء أنس الشريف، وكل شهيد من أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة". بينما نشرت ناشطة أخرى آيات من القرآن الكريم: "فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ".
وجاء في تعليق آخر: "إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع ولانقول إلا مايرضي ربنا وإنا لفراقكم ياشهداءنا الأبرار لمحزونون". هذه التفاعلات لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت شهادات حية على الأثر الذي تركه الجعفراوي في قلوب المتابعين الذين عاشوا معه يوميات الحرب عبر عدسته، ومثلت امتدادًا طبيعيًا للعلاقة الوطيدة التي بنها الجعفراوي مع جمهوره على مدار عامين كاملين.
كلماته الأخيرة
آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي على منصاته الاجتماعية كان توثيقًا حيًا لآثار الدمار في حي الصبرة، حيث كان يقوم بتغطية الجرائم الإسرائيلية التي خلفها العدوان في ذلك الحي الجنوبي من مدينة غزة. وقبل لحظات من استشهاده، كان الجعفراوي ينقل عبر حسابه في إنستجرام الصورة الكاملة للدمار الذي حل بالمنطقة، مظهرًا المعاناة الإنسانية للسكان والنازحين.
لم تكن هذه التغطية هي الأولى من نوعه، بل كانت استمرارًا لمسيرة حافلة بالتوثيق اليومي الذي جعل منه مصدرًا أساسيًا للعديد من وسائل الإعلام العالمية، حيث واجه الجعفراوي خلال مسيرته هجمات إعلامية إسرائيلية، اتهمته خلالها بالظهور في مقاطع مزيفة أو نشر معلومات مضللة، ووصل الأمر إلى اتهامه بالتعاون مع إسرائيل، لكنه نفي ذلك دائمًا وأكد أنه "صحفي حر ويجب أن يحظى بحماية دولية"، مشددًا على استمراره في توثيق الجرائم بحق الفلسطينيين. ورغم كل التهديدات التي تعرض لها، استمر في عمله حتى آخر لحظة من حياته.
تفاصيل شخصية وحياة مهجورة
وراء العدسة التي وثقت المعاناة، كان هناك شاب في مقتبل العمر، وُلد في نوفمبر 1998، وعاش كل حياته في قطاع غزة، ليكون شاهد عيان على حلقات متتالية من المعاناة والحروب.
عُرف عن الجعفراوي تواضعه وارتباطه الوثيق بجمهوره، فلم يكن صحفيًا ينقل الأحداث من برج عالٍ، بل كان جزءًا من المعاناة التي يوثقها، يعيش نفس الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة.
امتلك الجعفراوي قدرة فائقة على التواصل مع متابعيه، جعلتهم يتابعون كل ما ينشره بشغف، فتحول إلى مصدر أساسي للأخبار والمعلومات حول الواقع في غزة، وأنشأ قناة على تيليجرام بلغ عدد مشتركيها أكثر من 15 ألف مشترك، بالإضافة إلى حسابه على إنستجرام الذي تجاوز متابعوه الثلاثة ملايين. رغم شعبيته الواسعة، لم تذكر المصادر المتاحة تفاصيل عن أسرته الخاصة، لكنه في الحقيقة كان ينتمي إلى أسرة غزة الكبيرة التي عاشت معه محطات الألم والأمل عبر عدسته.
صلب المواجهة وتوازنات الخطاب
وضعت التغطية الصحفية للجعفراوي إياه في قلب الأحداث، ليس فقط كمراقب، بل كطرف في الصراع. فبينما اعتبره الفلسطينيون والمتعاطفون معهم بطلًا يوثق الحقيقة بلا خوف، اتهمته إسرائيل بالسعي إلى جذب التفاعل على حساب الحقائق المجردة. وقد وضعته إسرائيل على قائمة أهدافها، ما دفعه لنشر صورة للنشرة الحمراء الإسرائيلية مع تعليقات حول التهديدات التي تعرض لها.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة صباح يوم الأحد ذاته عن فتح باب التوبة والعفو العام أمام "أفراد العصابات الذين لم يتورطوا في جرائم قتل"، وذلك لتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية بشكل نهائي.
وأوضحت الوزارة أن بعض العصابات استغلت حالة الفوضى خلال الحرب لارتكاب أعمال خارجة عن القانون، مشيرة إلى أن بعض المنضمين لتلك العصابات لم تتلطخ أيديهم بالدماء. وقد مثل استشهاده في هذا التوقيت بالذات مفارقة مأساوية، حيث كان ينقل آثار الدمار في لحظة كان من المفترض أن تشهد بداية مرحلة جديدة من الاستقرار.
رحل صالح الجعفراوي وبقيت المقاطع التي سجلها، والذين تأثروا بشجاعته وتفانيه، استشهد وهو يؤدي واجبه الصحفي، ضاربًا مثلًا نادرًا في الإصرار والتحدي، ولم تنجح الرصاصات التي اخترقت جسده في إسكات صوته، فما زالت صوره وتسجيلاتها تروي حكاية شعب يرفض الانكسار.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : منصات التواصل تبكي صالح الجعفراوي.. صحفي غزة الشجاع الذي واجه الرصاص بالكاميرا - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 12:50 صباحاً
0 تعليق