نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رقابة عسكرية صارمة في إسرائيل تحول دون معرفة الحجم الفعلي للخسائر خلال الحرب مع إيران - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 09:10 مساءً
أقرّت إسرائيل بوقوع ما لا يقل عن 50 ضربة صاروخية في كل أنحاء البلاد خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إيران، لكن الحجم الفعلي للأضرار غير معلن بسبب القيود العسكرية الصارمة المفروضة على التغطية الإعلامية.
ولطالما مارست إسرائيل رقابة على المواد المكتوبة أو المرئية المنشورة تحت بند "الأمن القومي"، وهو مصطلح فضفاض وفق القانون.
وتعود جذور الرقابة إلى ما قبل قيام اسرائيل في العام 1948 عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.
لكن الهجمات الصاروخية الأخيرة من إيران والتي لم تنجح منظومة الدفاعات الجوية في اعتراضها ما تسبب بمقتل 28 شخصاً، دفعت إلى تشديد القيود أكثر.

يتجمع ضباط الشرطة الإسرائيلية أمام مبنى تعرض لقصف إيراني في تل أبيب (أ ف ب)
وبحسب مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي المسؤول عن شؤون الإعلام والاعتماد الصحافي، فإن أي بث من "منطقة قتال أو موقع سقوط صاروخ" يتطلب إذناً مكتوباً من الرقابة العسكرية.
وتزداد صرامة هذه القيود خصوصاً عندما تسقط الصواريخ قرب قواعد عسكرية أو مصافي نفط أو منشآت تعتبر استراتيجية.
ويقول أستاذ علم اجتماع المتخصص في قضايا الإعلام في جامعة تل أبيب جيروم بوردون "هناك بالطبع بُعد حقيقي للأمن القومي، فلا تريد (إسرائيل) أن تُطلع العدو على المواقع الدقيقة التي سقطت فيها صواريخه أو تساعده على تحسين دقته في الاستهداف".
ويضيف: "لكن هذا أيضاً يُبقي الغموض قائماً حول مدى ضعف الدولة أمام التهديدات الخارجية. من المحتمل أننا لن نعرف أبدا حجم الضرر الحقيقي".
- "فرض رواية مضادة" -
خلال الحرب، ركزت الحكومة على ما وصفته بالنجاحات العسكرية، وأشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الثلاثاء بـ "نصر تاريخي" على إيران.
لكن بالنسبة لبوردون، فإن تشديد الرقابة الإعلامية يعكس أيضاً رغبة في "فرض رواية مضادة"، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية شديدة بسبب حربها في غزة، التي أسفرت عن مقتل اكثر من 56 ألف شخص، وتسببت في أوضاع إنسانية كارثية.
وفي 19 حزيران/يونيو، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إيران بـ"استهداف المستشفيات والمباني السكنية بشكل متعمد"، بعد إصابة مستشفى في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل، ما أدى إلى إصابة نحو 40 شخصاً.
واتهم كاتس إيران بارتكاب "أخطر جرائم الحرب"، في حين نفت طهران استهداف المستشفى عمداً.
من ناحية ثانية، تواجه إسرائيل انتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتهمونها بتدمير البنية التحتية للمرافق الصحية في قطاع غزة من خلال استهداف المستشفيات بحجة استخدامها من قبل المقاتلين الفلسطينيين.
خلال حربها مع إيران، أعاقت الرقابة العسكرية أحياناً تغطية المواقع المدنية التي سقطت فيها صواريخ، بحيث مُنع الصحافيون الأجانب من تصوير لقطات واسعة أو تحديد مواقع سقوط الصواريخ بدقة.
وفي مدينة رامات غان وسط إسرائيل، أوقفت الشرطة الإسرائيلية بثاً مباشراً لوكالتين إعلاميتين أجنبيتين كانتا تصوران مبنى مدمراً بدعوى أنهما تقدمان خدمات لقناة الجزيرة القطرية.
وتحظر إسرائيل منذ أيار/مايو 2024 عمل قناة الجزيرة على أراضيها.
وجاء ذلك على خلفية صراع طويل الأمد بين الجزيرة وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصاعد خلال الحرب في قطاع غزة.
واتهم الجيش الإسرائيلي العديد من صحافيي القناة في غزة بأنهم "إرهابيون" مرتبطون بحركة حماس وكانوا ضالعين في الهجوم غير المسبوق الذي شنته الاخيرة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى لاندلاع الحرب في القطاع.
- مكاسب سياسية -
قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إنها عملت على منع بث "محتوى غير قانوني" وفقاً لـ"سياسة" وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
ويعرف عن بن غفير خطابه الناري ضد المنتقدين، وقد تعهد في 16 حزيران/يونيو اتخاذ إجراءات صارمة ضد من "يُقوّض أمن الدولة".
أما وزير الاتصالات شلومو كرعي فتبنى اللهجة نفسها قائلاً "لا تسامح مع من يساعد العدو".
وبالنسبة للباحثة في المعهد الإسرائيلي للديموقراطية تيهيلا شوارتز ألتشولر فإن "الوزيرين يُرددان مزاعم تتجاوز الصلاحيات القانونية الممنوحة لهما، وهي أيضا تصريحات متطرفة للغاية".
وتضيف "عادة ما يُحدثان ضجة كبيرة بهدف تحقيق مكاسب سياسية من وراء هذه الدعاية".
وترى شوارتز ألتشولر أن الأمر لا يقتصر على الحسابات السياسية فقط، بل يتعداها إلى كون "هؤلاء المسؤولين يُظهرون انعدام ثقة عميقا وعداء حقيقيا تجاه وسائل الإعلام الإسرائيلية الليبرالية وخصوصا الإعلام الاجنبي".
ويبدو أن "طلبات التوضيح" التي تلقاها مكتب الصحافة الإسرائيلي كثيرة، إذ رد الخميس ببيان أكد فيه التزامه بـ "حرية الصحافة ... كحق أساسي".
وأكد المكتب أنه لا يميز "بين الصحافيين الإسرائيليين وغير الإسرائيليين".
0 تعليق