أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن مصر ترفض تمامًا أي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة، مشددًا على أن هذا الأمر يمثل "خطًا أحمر" لمصر والأردن لا يمكن تجاوزه، لافتًا إلى أن هناك تغيرًا إيجابيًا في طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية مع هذا الملف.

وأوضح عبد العاطي، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة ON، أن القاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على أن يُعقد المؤتمر خلال أسابيع قليلة، بالتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، والصين، وروسيا، وعدد من القوى الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن التحضيرات للمؤتمر انتهت بالكامل، بما في ذلك أجندة العمل والمخرجات والمستهدفات، والجوانب التنظيمية الأخرى، موضحًا أن المؤتمر سيمتد على مدار يومين، يتضمنان أربع ورش عمل تتناول أبرز القضايا المطروحة، أبرزها: دور القطاع الخاص في إعادة الإعمار، الترتيبات الأمنية، حوكمة قطاع غزة، وآليات تثبيت الفلسطينيين على أرضهم من خلال مشروعات سريعة مثل إنشاء وحدات سكنية مسبقة التجهيز.

وشدد عبد العاطي على أن مستقبل غزة بعد الحرب لن يكون رهينًا للفراغ أو الفصائل فقط، موضحًا أن الرؤية المصرية تضع السلطة الوطنية الفلسطينية في مقدمة الجهات التي يجب أن تدير قطاع غزة، مقترحًا تشكيل لجنة تكنوقراط غير فصائلية تتولى إدارة القطاع لمدة ستة أشهر بالتنسيق الكامل مع السلطة، إلى جانب عرض مصر تدريب الشرطة الفلسطينية وإعادة نشرها لفرض الأمن والنظام.

وفيما يتعلق بإمكانية نشر قوات دولية أو عربية في غزة، أكد وزير الخارجية أنه لا مانع من ذلك حال توفر أفق سياسي واضح يقود لتجسيد الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مصر قد تشارك في هذه القوة، إذا كان الهدف هو التمهيد لإقامة الدولة الفلسطينية وفق جدول زمني محدد، مضيفًا: "كل الأفكار مطروحة بشرط أن تكون في إطار مشروع سياسي حقيقي لإنهاء الصراع".

واختتم عبد العاطي بالتأكيد على أن الأفكار والمبادرات المصرية تحظى باهتمام واسع وقابلة للتطبيق على الأرض، مشددًا على أن لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية، وهي قناعة راسخة لدى مصر والمجتمع الدولي، وأن القاهرة تواصل حراكها السياسي والدبلوماسي لتثبيت الفلسطينيين على أرضهم، وتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.