المتداول: تصريح منسوب الى "مستشار الامن القومي الاميركي"، وايضا الى "السيناتور الأميركي جاي ساليفان"، جاء فيه أن "مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي". 

الحقيقة: مستشار الأمن القومي الاميركي لم يدلِ بهذا التصريح. في الواقع، من يتولى هذا المنصب بالوكالة حاليا هو وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو، بعد إقالة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المستشار مايك والتز، في 1 ايار 2025. وروبيو لم يقل كلاماً مماثلاً. ومن يظهر في الصورة المتناقلة هو مستشار الامن القومي السابق جيك ساليفان. وبالنسبة الى "السيناتور جاي ساليفان" المزعوم، فيتبين أنّ لا وجود له. وقد نشر هذا التصريح حساب مشبوه في أكس حمل هذا الاسم قبل أن يستبدله بآخر. أما قائل هذا الكلام، فهو الحاخام يعقوب بيرين في شباط 1994. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

منذ ايام، ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصريح نسبته حسابات الى "مستشار الامن القومي الاميركي جاي سوليفان"، ناشرة صورته. وكتبت (من دون تدخل): "مستشار الأمن القومي الأميركي جاي سوليفان: مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي... حياة اليهود أكثر قيمة من أي حياة أخرى". وفي الوقت ذاته، ادعت حسابات أخرى ان صاحب التصريح هو "السيناتور الاميركي جاي سوليفان". ونشرت لقطة لمنشور في أكس حمل هذا الاسم Jay Sullivan، وتضمّن هذا الكلام. وكتبت (من دون تدخل): "في تغريدة ذات طابع عنصري، السيناتور الأميركي جاي سوليفان: مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي". 

وقد استقطبت هذه المنشورات اهتمام مستخدمين كثيرين، وحصدت آلاف التعليقات والمشاركات. 

حقيقة "جاي ساليفان" 

ولكن هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

أولا، من يتولى منصب مستشار الامن القومي الاميركي حالياً هو وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو، وهو تكليف بالوكالة، بعد إقالة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المستشار مايك والتز، في 1 ايار 2025، إثر تسريبٍ في إحدى مجموعات الدردشة، وتعيينه سفيرا لدى الأمم المتحدة.

ووزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو لم يقل كلاماً مماثلاً، وفقا لما يبينه البحث. 

وبالنسبة الى الصورة المتناقلة، فإن من يظهر فيها هو جيك ساليفان Jake Sullivan، مستشار الامن القومي الاميركي خلال عهد الرئيس الاميركي السابق جو بايدن.

الصورة مؤرشفة في موقع آلامي

وقد التقطت له خلال حديثه الى وسائل الإعلام، في قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض بواشنطن، في 26 تشرين الاول 2021، عن الزيارة المرتقبة للرئيس بايدن لغلاسكو لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ" (آلامي- Newscom). 

الرصيد لجيم لوسكالزو Jim LoScalzo. 

ويمكن الاطلاع على كلام ساليفان منشورا في موقع ارشيف البيت الابيض الخاص بعهد بايدن.

ماذا عن السيناتور جاي ساليفان المزعوم؟ 

لا اثر لهذا الاسم بين اسماء السيناتور في الولايات المتحدة الاميركية. هناك سيناتور اسم عائلته سالفيان  Sullivan، ولكن اسمه الاول هو دان، Dan Sullivan، وهو جمهوري عن ولاية الاسكا. 

وهذا يعني، إذاً، ان "السيناتور  جاي ساليفان" المذكور في المنشورات، شخصية مختلقة. ويبدو ان لغطاً حصل، اذ أن هذا الاسم حمله حساب جاي ساليفان Jay Sullivan في اكس، jaysullivancool@، والذي تناقل مستخدمون لقطة لمنشوره، قبل استبداله بجون سيلفرشتاين John Silverstein... ويحذف المنشور. 

لقطة للحساب في اكس

ويدّعي حساب jaysullivancool@ أنه المؤسس المشارك لشركة ميشن لين وميريك Mission Lane & Merick، مضيفاً في قسم التعريف رابطا يقود الى مقهى. الا انه لم نعثر على موقع لشركة بهذا الاسم، بينما توجد شركة Mission Lane مختصة بالخدمات المالية، وبنك Merrick. 

في المقابل، أمكن العثور على آثار لتعريف سابق بالحساب جاء فيه انه "كبير مسؤولي الاستخبارات في شركة سايبر ميتا بالولايات المتحدة. المؤسس المشارك لشركة ميشن لين وميريك. عضو فخور في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC) عن ولاية أركنساس". ولم يمكننا العثور على دليل يؤكد صحة ذلك.  

وكلّ هذا يلقي شكوكاً حول الحساب وما يدعيه بشأن هويته. والمؤكد ان الصورة التي نشره له مولدة بالذكاء الاصطناعي، وفقاً لنتيجة فحصها في مواقع متخصصة بكشف الصور الزائفة، مثل Hive Google وHive Moderation وSightengine. 

وتصويباً للأمور، فإن ما كتبه حساب jaysullivancool@ في منشوره، الذي ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي اخيراً، قبل أن يحذفه، وتداول مستخدمون لقطة محفوظة له، هو: "مليون عربي لا يساوون ظفر يهودي-  الحاخام يعقوب بيرين". ثم أضاف بخط كبير: "يجب أن نوقف الهجمات الايرانية على اسرائيل".  

وهذا يعني ان الحساب نسب الى الحاخام يعقوب بيرين Rabbi Yaacov Perrin الكلام عن "ميلون عربي...".

وهذا الامر صحيح. فوفقاً لمقالة مؤرشفة في موقع صحيفة "لوس انجلس تايمز" في 28 شباط 1994، قال الحاخام يعقوب بيرين هذا الكلام في كلمة ألقاها، الاحد 27 منه، في تأبين المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين، الذي قتل 29 فلسطينيا خلال الصلاة في المسجد الابراهيمي في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، في 25 منه، قبل القضاء عليه. 

صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل 

وبدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران وإسرائيل صامد اليوم الأربعاء، بعد يوم من إشارة البلدين إلى انتهاء حربهما الجوية على الأقل في الوقت الراهن، على ما ذكرت وكالة "رويترز". 

وأعلن كل طرف منهما أمس الثلثاء الانتصار في الحرب التي استمرت 12 يوما وشاركت فيها الولايات المتحدة بضربات جوية دعما لإسرائيل لتدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.

وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت متأخر من أمس الثلثاء إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران "واعدة" وإن واشنطن تأمل التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد.

وأضاف في مقابلة مع فوكس نيوز: "نتحدث بالفعل مع أحدنا الآخر، ليس فقط بشكل مباشر ولكن أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران".

وتابع: "علينا الآن أن نجلس مع الإيرانيين ونتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية من أننا سنحقق ذلك".

وشنت إسرائيل حربا جوية مفاجئة في 13 حزيران، مستهدفة المنشآت النووية الإيرانية وقتلت قادة عسكريين كبارا، في أشد ضربة تتعرض لها الجمهورية الإسلامية منذ حرب الثمانينيات مع العراق.

وردت إيران، التي تنفي السعي لصنع أسلحة نووية، بإطلاق صواريخ اخترقت دفاعات إسرائيل بأعداد كبيرة لأول مرة.

وقالت السلطات الإيرانية إن 610 أشخاص قتلوا من جراء الغارات الإسرائيلية وأصيب خمسة آلاف. وأدى القصف الإيراني على إسرائيل إلى مقتل 28 شخصا.