نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصة صغيرة: محمد حسنين هيكل... بين الصحافة والسياسة - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 10:20 صباحاً
يُعدّ كتاب "بين الصحافة والسياسة" من المؤلفات المحورية التي توثق تجربة محمد حسنين هيكل، أحد أبرز أعلام الصحافة العربية، ونغوص في فصوله مع ميشيل تويني في "قصة صغيرة".
هيكل، الذي بدأ مشواره في جريدة "الأخبار"، انتقل إلى الأهرام عام 1957، وبقي فيها حتى عام 1974، حين أُقيل بقرار من الرئيس أنور السادات. إقالته لم تكن مجرد نهاية لعلاقة مهنية، بل كانت نتيجة لصراع خفيّ بين سلطة الصحافة وسلطة الحكم في بلد لطالما كان الإعلام فيه ساحةً للمواجهة السياسية.
مُنع هيكل بعد إقالته من الكتابة في أيّ وسيلة إعلامية أخرى، في خطوة تعكس مدى الهيمنة السياسية على الإعلام في عهد السادات. ولا يُخفى أن تلك المرحلة اتسمت بكثير من القمع، كما يتضح من قضايا أخرى كقضية نوال السعداوي التي سجنت في العهد نفسه.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
كان هيكل مستشاراً للرئيس جمال عبد الناصر، وذراعه اليمنى، ومحرّر خطاباته، حتى لُقّب بـ"ضمير عبد الناصر" و"كاتبه". يخصّص الكاتب في هذا العمل فصولاً مطوّلة عن تلك العلاقة، تحمل دلالات على تداخل الصحافة بالسياسة، حيث لا حدود فاصلة بين السلطتين.
في مقدمة الكتاب، يبدأ هيكل بإهداء مؤثر لأولاده، ولشباب مصر والأمة العربية: "حتى لا يضيع منهم الغد، لسبب لا ذنب لهم فيه، سوى أنهم لم يكونوا معنا بالأمس". هكذا، يرسّخ فكرة محورية: التاريخ رسمٌ لما هو آتٍ.
الكتاب لا يقتصر على التاريخ السياسي، بل يغوص في تفاصيل مسيرة هيكل الصحافية. يروي كيف بدأ عام 1936 دون أن يعرف أحداً، ومن خلفية مختلفة، لكنه سرعان ما تميّز، واشتغل مراسلاً حربياً، وهي تجربة وصفها بأنها كانت نقطة تحوّل مهمة في حياته المهنية.

محمد حسنين هيكل.
في أحد الفصول المفصلية، يستعرض دوره في ثورة تموز/يوليو 1952، ووقوفه إلى جانب عبد الناصر في لحظات حاسمة، ناصحاً ومحذّراً، ومحللاً موقف ونستون تشرشل والرأي العام العالمي والتوازنات في المنطقة بين إيران ومصر والنفط والسياسة.
في ختام الكتاب، يقدّم هيكل خلاصة لمسيرته ورؤيته، موصياً بما يشبه رسالة للقرّاء العرب: لمن أراد فهم تاريخ مصر، والفرق بين عهد عبد الناصر وما سبقه وما تلاه، وبين السادات، ولمن أراد التعمق في معنى الصحافة المكتوبة ودورها، فإن هذا الكتاب لا غنى عنه.
0 تعليق