دعت أكثر من 170 منظمة غير حكومية اليوم الثلاثاء إلى تفكيك منظومة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات الغذائية في غزة بسبب مخاوف من أنها تعرض المدنيين لخطر الموت والإصابة.

وتقول السلطات الطبية في قطاع غزة إنّ أكثر من 500 شخص قتلوا في عمليات إطلاق نار جماعي بالقرب من مراكز توزيع المساعدات أو طرق النقل التي تحرسها القوات الإسرائيلية منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملها في أواخر أيار/مايو.

وتستعين المؤسسة بشركات أمن وخدمات لوجستية أميركية خاصة لإدخال الإمدادات إلى غزة، متجاوزة إلى حد بعيد نظاماً تقوده الأمم المتحدة تقول إسرائيل إنه سمح للمسلحين بتحويل مسار المساعدات. ووصفت الأمم المتحدة الخطة بأنها "غير آمنة بطبيعتها" وتشكل انتهاكاً لقواعد حياد المنظمات الإنسانية.

وحتى وقت مبكر من بعد ظهر اليوم في جنيف، حيث صدر الإعلان المشترك، وقعت 171 جمعية خيرية على دعوة موجهة للدول للضغط على إسرائيل لوقف خطة مؤسسة غزة الإنسانية وإعادة نظام توزيع المساعدات الذي تنسقه الأمم المتحدة.

وجاء في البيان: "يواجه الفلسطينيون في غزة خياراً مستحيلاً: إما الموت جوعاً أو المخاطرة بالتعرض لإطلاق النار في أثناء محاولتهم اليائسة الحصول على الغذاء لإطعام أسرهم".

ومن بين المنظمات الموقعة على البيان أوكسفام وأطباء بلا حدود وهيئة إنقاذ الطفولة والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمة العفو الدولية.

يصطف الفلسطينيون للحصول على وجبة ساخنة في نقطة توزيع الأغذية في مدينة غزة في 27 حزيران 2025 (أ ف ب)

وفي ردها على البيان، قالت مؤسسة غزة الإنسانية لرويترز إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة في خمسة أسابيع، وأضافت أن جميع مساعدات المنظمات الإنسانية الأخرى "نُهبت تقريباً".

وقالت مؤسسة غزة الإنسانية لرويترز: "بدلاً من المشاحنات وتوجيه الإهانات من بعيد، نرحب بالمنظمات الإنسانية الأخرى للانضمام إلينا وإطعام الناس في غزة".

وقالت منظمة أطباء بلا حدود للصحافيين في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت اليوم الثلاثاء إن اثنين من مراكزها الصغيرة للرعاية الصحية الأولية استقبلا خلال الشهر الماضي 22 قتيلا و548 جريحاً، وإن القتلى لقوا حتفهم جراء إصابات في الصدر والبطن.

وقال أيتور زابالغوجيزكوا، أحد منسقي الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة "إنها ليست طلقات تحذيرية، وإنما موجهة نحو الناس".

وذكرت راشيل كامينجز، مديرة الشؤون الإنسانية في هيئة إنقاذ الطفولة في غزة، أن أطفالاً قتلوا بالرصاص في أكثر من 50 في المئة من وقائع الإصابات الجماعية قرب مواقع توزيع الغذاء.

وأضافت: "أخبرنا الأطفال بأنهم يتمنون الموت... ليكونوا مع أمهاتهم أو آبائهم الذين قُتلوا. إنهم يريدون أن يكونوا في الجنة ليجدوا الطعام والماء".

وأقر الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين بأن مدنيين فلسطينيين تعرضوا للأذى في مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، وقال إنّ القوات الإسرائيلية أصدرت تعليمات جديدة بعد ما أسماه "الدروس المستفادة".

وقالت إسرائيل مراراً إن قواتها تعمل بالقرب من هذه المراكز من أجل منع وقوع المساعدات في أيدي مقاتلي (حماس).