نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ياسر
حمدي
يكتب:
الرئيس
السيسي..
وكيف
صنعت
القاهرة
معجزة
السلام
في
غزة
ومنعت
تهجير
الفلسطينيين؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 03:50 مساءً
بعد نجاح إتفاق شرم الشيخ للسلام بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، من يراقب المشهد اليوم يدرك أن في السياسة سحرًا لا يُصاغ بالكلمات، لأن في الحضور هيبة لا تُكتسب بالمنصب؛ بل تُولد من الإيمان بالوطن، والرئيس عبد الفتاح السيسي، هو ذلك الرجل الذي لا يتكلم كثيرًا، لكنه متى تحدث؟! تتغيّر مع كلماته موزاين الطاولة.
تراه «السيسي» يجلس أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فينحني الأخير بالإعجاب له حتى وصفه بايدن، ساخرًا أو صادقًا، بـ«ديكتاتور ترامب المفضل»، ثم يأتي بايدن نفسه إلى شرم الشيخ، فيؤدي التحية العسكرية على سلم الطائرة للرجل ذاته! وكأن السياسة قد نسيت كبرياءها أمام الثبات والمبادئ.
وها هو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي جاء إلى القاهرة زائرًا لثلاثة أيام، فخرج منها مؤمنًا بعدالة القضية الفلسطينية! ورئيس إندونيسيا، الذي قال قبل قدومه لمصر أنه قد يستضيف الفلسطينيين مؤقتًا، فإذا به حين التقى الرئيس السيسي، يلوّح بيده معلنًا: «لا للتهجير»! وملك إسبانيا، أول من آمن بعدالة الموقف المصري تجاه نفس القضية، ففتح لمصر أبواب التكنولوجيا البحرية الإسبانية، كأنما أدرك أن الشراكة مع القاهرة ليست خيارًا بل شرفًا سياسيًا!.
وبعد ساعات قليلة وبحسب ما صرح بيه المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، ستُعقد قمة دولية تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام» بمدينة شرم الشيخ، بعد ظهر يوم الإثنين القادم، برئاسة مشتركة بين السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب! وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة.
تهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي، وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم!.
من يتعجب من هذا كله، لم يشهد البدايات؛ لم يرَ الرئيس السيسي يوم دخل موسكو بعد ثورة الثلاثين من يونيو، وزيرًا للدفاع، والرئيس بوتين يصطحبه إلى مقر القيادة الإستراتيجية للجيش الروسي! المكان الذي لم يدخله حتى رئيس دولة الصين نفسه! لم يشهد بوتين وهو يمنحه سترته في نهاية اللقاء، في إيماءة لا تفسرها الدبلوماسية، بل الإحترام.
ولم يرَ المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل، التي قالت يومًا إن ما جرى في مصر انقلاب، ثم جلست مع الرئيس عبد الفتاح السيسي مرة واحدة، خرجت بعدها تقول: «ندعم جهود الجيش المصري في محاربة الإرهاب»، وترسل شركات «سيمنز» العالمية لتبني أعظم محطات الطاقة الكهربائية في البلاد!.
باختصار شديد، في قديم الزمان كان هناك رجل يُدعى «الرفاعي»، يروض الأفاعي بالهدوء والحكمة، اليوم، صار لمصر رفاعي جديد، لا يروض الأفاعي بسحرٍ ولا بخداع،
بل بعقلٍ واعي يُمسك بزمام السياسة، وصمتٍ يُربك الخصوم، وثقةٍ تُعيد رسم خريطة العالم من جديد.
إتفاق شرم الشيخ للسلام، الذي أوقف ضرب النار على غزة سلام يحمل شعار «صنع في مصر»، فمنذ اللحظة الأولى التي اشتعلت فيها حرب الطغيان في القطاع كانت مصر حاضرة منذ اللحظة الأولى، عين العالم عليها، هل تنحرف القاهرة نحو الصراع؟ أم تخطط لإخراج الفلسطينيين من هذا المأزق، وتفكك مؤامرة التهجير؟.
عرفت مصر منذ اللحظة الأولى طبيعة النوايا الإسرائيلية، فقررت أن تدير بحكمة شديدة معركة كبرى تتجاوز حدود الحرب نفسها، كانت تعرف أن وراء الصواريخ والدماء مشروعًا أكبر يراد فرضه على المنطقة، وأن الصمت ليس خيارًا أمام دولة بحجم مصر التي تعلم متى تتحرك؟ ومتى تمسك بخيوط اللعبة بين يديها، لتمنع الانفجار وتقطع الطريق على المؤامرة الأكبر؟.
تستطيع أن تدرك بسهولة من داخل غرفة المفاوضات في شرم الشيخ أن القاهرة كانت تدفع العالم بأسره نحو هذه اللحظة، فالتطورات الأخيرة كشفت أن مصر لم تكن فقط طرفًا في المفاوضات، بل كانت هي المعادلة ذاتها، هي التي حددت الإيقاع وفرضت الهدوء حين فقد الآخرون القدرة على التوازن.
من شرم الشيخ خرج اتفاق السلام الجديد، لا كهدنة مؤقتة بل كلحظة تاريخية تعيد تثبيت مصر في موقعها الطبيعي، دولة تخوض حروبها بالعقول لا بالمدافع، وتصنع القرار قبل أن تطلبه من أحد، وهذا هو الفارق بين من يملك رؤية ومن يكتفي بالتعليق على الأحداث.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتعامل مع الموقف بمنطق الاستعراض بالكلمات، بل أدار الأزمة بعقل هادئ يرى أبعد مما يراه الآخرون، يعرف أن الثبات ليس ضعفًا بل قوة، وأن ضبط النفس في زمن الفوضى هو أعلى درجات القيادة، في كل خطوة كان يرسم خطًا فاصلًا بين الحكمة والتردد، وبين المسئولية والمزايدة، فخرجت مصر من العاصفة أكثر حضورًا وهيبة، وأثبتت أن من يملك مفاتيح التاريخ لا يمكن لأحد أن يفرض عليه إيقاع المستقبل.
الدور المصري في الوصول إلى إتفاقية السلام كان أشبه بعملية جراحية دقيقة، تتعامل مع كل طرف بحساب، وتفتح طريقًا وسط الحطام، حين فشل الجميع في إدارة الحوار كانت القاهرة تخلق لغة جديدة، تجمع بين الصلابة والمرونة، بين الأمن والسياسة، بين المبدأ والبراجماتية السياسية، حتى صارت كل الأطراف تدرك أنه لا إتفاق من دون مصر، ولا سلام من دون توقيعها أو إشارتها ومباركتها على الأرض.
وفي الخلفية كانت المعركة الأخطر، معركة التهجير، حين حاولت إسرائيل أن تدفع الفلسطينيين إلى الجنوب ثم إلى خارج الأرض كلها، واجهتها القاهرة بوضوح لا لبس فيه، قالت كلمتها التي أصبحت قانونًا على الأرض: لا تهجير من غزة إلى سيناء، لا اليوم ولا غدًا ولا أبدًا، وكانت تلك العبارة وحدها كفيلة بإسقاط المخطط الذي أنفقت عليه إسرائيل شهورًا من الإعداد، لأن من يقف وراءها دولة تعرف وزنها، وقيادة حكيمة تراود الأفاعي، وشعب يعرف أن حدودها ليست أرضًا فقط بل كرامة وتاريخ.
ثم جاءت معركة المساعدات، فحين أغلق الإحتلال الأبواب وترك الناس في العراء، كانت القاهرة هي التي فتحت الطريق، أرغمت إسرائيل على إدخال القوافل، وأعادت للمشهد إنسانيته المسروقة، لم يكن ذلك تفضلًا من أحد بل قرارًا مصريًا نابعًا من ضمير وطني يدرك أن الجوع والوجع لا يمكن أن يكونا ورقة تفاوض، وأن بقاء الفلسطينيين على أرضهم مسئولية لا تقبل المساومة.
وفي عمق كل هذه التفاصيل تجلت عبقرية الرئيس السيسي، ذلك الرجل الذي لا يسعى إلى الظهور ولكنه يحرك المشهد بذكاء وهدوء واتزان، رجل يعمل في صمت، يقرأ الميدان والعقول معًا، يعرف متى يُشعل كلمة؟ ومتى يُطفئ فتنة؟، ومتى يمد خيط الأمل بين الخراب والنجاة؟، فانتصرت القاهرة في معركة العقول كما انتصرت يومًا في معركة السلاح.
إن ما جرى في شرم الشيخ وما سيجري على أرضها بعد ساعات لم يكن مجرد إتفاق، بل كان إعلان ميلاد جديد للدور المصري في المنطقة، إعلان أن مصر ما زالت قلب الشرق النابض، وأن حكمة رئيسها قادرة على ضبط ميزان العالم كلما اختل، وأن القاهرة حين تتحرك فإنها لا تبحث عن مجد عابر، بل تصنع تاريخًا يدوم للأجيال القادمة.. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ياسر حمدي يكتب: الرئيس السيسي.. وكيف صنعت القاهرة معجزة السلام في غزة ومنعت تهجير الفلسطينيين؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 03:50 مساءً