إيران "في عزلة" بينما يتّحد الشّرق الأوسط دعماً لوقف النّار في غزة - شبكة جدة الإخبارية

في الوقت الذي يرحب فيه الشرق الأوسط على نطاق واسع بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة، تجد إيران نفسها في واحدة من أضعف لحظاتها منذ ثورتها الإسلامية عام 1979، بحسبب تحليل لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

لطالما عملت طهران على ما تصفه بـ"محور المقاومة" ودعمته على مدى عقود، داعمةً الجماعات المسلحة والدول المتحالفة معها ضد إسرائيل والولايات المتحدة. ولكن مع قصف إسرائيل لقطاع غزة، وجّهت أيضاً نيرانها نحو كبار القادة في الخارج لتلك الجماعات المسلحة مثل "حماس" و"حزب الله"، وحتى أعلى المستويات في البرنامج العسكري والنووي الإيراني، ما أسفر عن مقتل الكثيرين.

في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجولة في الشرق الأوسط من المرجح أن تحظى بإشادة إسرائيل والدول العربية، لن تكون إيران حاضرة في المفاوضات، إذ لا تزال تكافح للتعافي من حرب حزيران/يونيو التي استمرت 12 يوماً.

سيكون رد فعل النظام في طهران خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، سواء بالهجوم أو محاولة إعادة بناء اقتصادها المتعثر في الداخل، حاسماً.

وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية لـ"أ ب": "لا شك بأن هذه لحظة ليست مدعاة للفخر لإيران". وأضاف: "نظام تحالفاتها في المنطقة في حالة خراب، لكن هذا لا يعني أن محور المقاومة لم يعد موجوداً".

إيرانيون يحملون أعلامًا إيرانية وفلسطينية خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل في طعهران (أ ب).

سعت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية إلى وصف وقف إطلاق النار في غزة بأنه انتصار لـ"حماس"، على الرغم من أن الحرب دمرت قطاع غزة وقتلت أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، لكنها تقول إن حوالي نصف القتلى من النساء والأطفال.

رحبت وزارة الخارجية الإيرانية "بأي قرار يضمن وقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين". وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ذلك يوم السبت، قائلاً للتلفزيون الرسمي إن "حماس" قررت قبول الاتفاق"، وأن طهران "دعمت دائماً أي خطة، وأي إجراء يؤدي إلى وقف الجرائم والإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل ضد شعب غزة.

ويظل الخوف من مزيد من الضربات الإسرائيلية، وخاصة على إيران، حاداً في أذهان الرأي العام، نظراً لأن الكثير من الدفاعات الجوية الإيرانية ربما تكون قد دمرتها إسرائيل في حزيران الماضي. لم يستأنف خامنئي روتينه المعتاد المتمثل في إلقاء الخطب الأسبوعية على الجماهير. من دون أي تفسير، تجنبت إيران إقامة احتفال عسكري كبير بمناسبة انتهاء الحرب الإيرانية العراقية في أيلول/سبتمبر، والذي عادةً ما يشهد كبار المسؤولين عرضاً للطائرات المسيرة وقاذفات الصواريخ.

كما عانى الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الدولية وانخفاض أسعار الطاقة العالمية.