الذكاء الاصطناعي يُفكّر... لكن كيف؟ - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي يُفكّر... لكن كيف؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 06:55 صباحاً

في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" ، تناول الكاتب في مقالته المنشورة في الصحيفة رؤية نقديّة معمّقة حول طريقة عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة، خاصة النماذج اللغوية الكبيرة التي تقف وراء برامج المحادثة الذكية مثل "تشات جي بي تي ". المقال يقدّم تجربة شخصية لمهندس برمجيات في غرفة أخبار الصحيفة، كشف من خلالها كيف "يفكر" الذكاء الاصطناعي، وما الذي يحدث خلف واجهاته البراقة التي يتعامل معها المستخدمون يوميًا، من دون معرفة آلياته الداخلية.


بين الإعجاب والانتقاد

يروي المقال كيف أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مذهلة لتسريع العمل وتحليل كميات هائلة من البيانات، لكنه في الوقت نفسه يثير قلقاً متزايداً بسبب الغموض الذي يكتنف طريقة عمله. فالشركات المنتجة لهذه التقنيات لا تتيح للمستخدمين الاطلاع على تفاصيل البيانات التي درّبت بها نماذجها، ولا تسمح لهم بفهم الكيفية التي تُتخذ بها القرارات أو تُنتج بها الإجابات.

ويشبّه الكاتب العلاقة مع الذكاء الاصطناعي بآلة الغسيل: يمكننا استخدامها دون فهم طريقة عملها. لكن الفارق هنا أن ما نُسلّمه للذكاء الاصطناعي ليس ملابس متسخة، بل أفكارنا وإنتاجنا الإبداعي والعقلي.

سباق نحو "الذكاء العام الصناعي"

ينتقد المقال ما يسميه "سباق الشركات الكبرى نحو الذكاء الصناعي العام"، وهو ذلك النموذج القادر على أداء معظم المهام البشرية بكفاءة أعلى من الإنسان. ويشير إلى أن تعريف هذا المصطلح من قبل بعض قادة الصناعة — مثل رئيس شركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان — يركّز على القيمة الاقتصادية أكثر من جوهر "الذكاء" نفسه.

ويرى المقال أن مثل هذا التعريف يجعل الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لزيادة الأرباح بدل أن يكون وسيلة لفهم طبيعة التفكير البشري. فهل يُعتبر الذكاء مجرد القدرة على تحقيق مكاسب مالية؟ سؤال يطرحه المقال ليعيد النقاش إلى معناه الإنساني العميق.

داخل "عقل" الآلة

يشرح المقال بأسلوب مبسّط كيف تعمل النماذج اللغوية الكبيرة من الداخل، موضحاً بأنها لا "تفكر" مثل الإنسان، بل تعالج اللغة من خلال الرياضيات والإحصاء.
الكلمات تُحوّل إلى رموز رقمية، تُعرف باسم "المتجهات"، وتُرتّب داخل فضاء متعدد الأبعاد حيث يمكن للنموذج قياس العلاقات بينها. من خلال هذا التمثيل الرقمي، يتعلم الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالكلمة التالية في الجملة، ما يمنحه القدرة على إنتاج نصوص متماسكة وطبيعية.

ولتبسيط الفكرة، يورد المقال مثالاً من الشعر الإنكليزي، يُظهر كيف يستطيع النموذج إدراك الصلات بين كلمات مثل "حلو" و"حامض"، وكيف يتبدّل المعنى إذا تغيرت الاتجاهات في هذا الفضاء الرقمي.

تجربة نموذج صغير

يستعرض المقال تجربة سابقة للكاتب عام 2017 حين أنشأ نموذجاً لغوياً بسيطاً لتقليد أسلوب الكاتب الأميركي Herman Melville في قصته الشهيرة Bartleby the Scrivener.
بدأ النموذج بكتابة جمل غير مفهومة، ثم تطور تدريجياً حتى كاد يكرر العبارة الأشهر في القصة I would prefer not to، لكنه كتب بدلاً منها I would prefer to yes.

يرى المقال في هذا الخطأ دلالة إنسانية عميقة؛ فحتى في لحظات فشله، يعكس الذكاء الاصطناعي محاكاة غريبة لطبيعة الإنسان — تلك القابلية للخطأ التي تميّزنا عن الآلة.

 

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي

 

دعوة إلى الشفافية والفهم

يختم المقال بدعوة واضحة إلى المزيد من الشفافية والانفتاح في مجال الذكاء الاصطناعي. ويقترح أن تخصص الشركات نسبة بسيطة من استثماراتها الضخمة في الحوسبة لشرح كيفية عمل نماذجها، وأن تتيح بيانات التدريب بشكل علني، وتوفّر بيئات تفاعلية يمكن للمستخدمين فيها تعديل المعايير ورؤية النتائج بأنفسهم.

ويرى المقال أن فتح "العقل الرقمي" أمام الجمهور لا يساهم فقط في بناء الثقة، بل يمنح الناس فرصة لفهم هذه التقنية التي باتت تؤثر في إبداعاتهم وقراراتهم وحتى وعيهم. ووفق ما يخلص المقال، الذكاء الاصطناعي ليس مجرد منتج تجاري، بل تجربة معرفية تمسّ جوهر ما يعنيه أن نكون بشرًا في عصر التكنولوجيا.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الذكاء الاصطناعي يُفكّر... لكن كيف؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 06:55 صباحاً