قمة شرم الشيخ للسلام تنطلق بمشاركة 30 دولة ومنظمة - شبكة جدة الإخبارية

أعلنت القناة الأولى المصرية في خبر عاجل، أن فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام ستبدأ بعد قليل في المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة 30 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، في حدث استثنائي يُقام بمناسبة التوقيع الرسمي على اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، الذي أنهى صراعًا داميًا استمر لعامين وتسبب في مآسٍ إنسانية هائلة.

ويُعد هذا الحدث تتويجًا لجهود دبلوماسية غير مسبوقة، قادتها مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشراكة مع أطراف دولية فاعلة، على رأسها الولايات المتحدة، بهدف إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط، وفتح صفحة جديدة في ملف القضية الفلسطينية.

العميد سمير راغب: مصر حققت اختراقًا دبلوماسيًا كان يُعتقد أنه مستحيل

وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "صباح البلد" على فضائية صدى البلد، وصف العميد سمير راغب، الخبير الأمني والاستراتيجي، الاتفاق الذي تم توقيعه في شرم الشيخ بأنه "اختراق دبلوماسي حقيقي"، تجاوز سقف التوقعات حتى لدى أبرز المراقبين والدول المعنية بالوساطة.

وقال راغب:"اتفاق السلام الذي شهدناه اليوم لم يكن متوقعًا. حتى بعض الدول الفاعلة في ملف الوساطة اعتبرت تحقيقه مستحيلًا.. لكن مصر تمكنت من الوصول إلى أفضل ما هو متاح، ضمن أقصى ما هو ممكن سياسيًا ودبلوماسيًا."

المبادرة مصرية منذ البداية.. والدور الأمريكي كان حاسمًا في الضغط على إسرائيل

وكشف راغب أن المبادرة التي جرى توقيعها اليوم كانت في الأصل تصورًا مصريًا تم طرحه بهدوء في مايو 2024، وتم العمل عليه في كواليس دبلوماسية شديدة الحساسية. وأوضح أن جميع البنود الإيجابية في الاتفاق تعود إلى الصيغة المصرية، والتي راعت توازن المصالح بين الأطراف، دون التفريط في الحقوق الفلسطينية.

أما عن البنود الأخرى، فأشار إلى أن مصر وافقت عليها انطلاقًا من إدراكها للحاجة إلى دعم الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، قائلاً:"ترامب هو الوحيد القادر على الضغط الفعلي على الحكومة الإسرائيلية في هذه المرحلة. لا توجد قوة أخرى يمكنها لعب هذا الدور الآن."

الرابح الحقيقي: الشعب الفلسطيني في غزة

وأكد راغب أن الرابح الأول والأخير من هذا الاتفاق هو الشعب الفلسطيني، وتحديدًا المدنيون في غزة، الذين دفعوا ثمن الحرب خلال العامين الماضيين، في ظل دمار واسع، وحصار خانق، وأزمات إنسانية غير مسبوقة.

وأضاف أن صمود الشارع الفلسطيني، وتضحياته، لعبا دورًا كبيرًا في تحفيز المجتمع الدولي على التدخل، كما أن التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني كان ملموسًا خلال القمة، حيث أبدت معظم الوفود المشاركة دعمًا واضحًا للحقوق الفلسطينية، وثمنت الدور الذي لعبته مصر في إعادة ضبط المسار السياسي.

رسائل القمة: مصر تقود المنطقة نحو مرحلة جديدة من الاستقرار

وتتزامن قمة شرم الشيخ مع حضور سياسي رفيع المستوى من أكثر من 30 دولة ومنظمة، من بينهم قادة دول كبرى، ومنظمات أممية، وكيانات إقليمية، ما يعكس إجماعًا دوليًا على مركزية الدور المصري في قضايا السلام والأمن بالشرق الأوسط.

ويُتوقع أن تُصدر القمة بيانًا ختاميًا مشتركًا، يضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، تشمل خطوات إعادة الإعمار في غزة، وإطلاق مفاوضات الحل النهائي، وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان عدم تكرار النزاع.