نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الودائع بخير - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 10:05 صباحاً
أ.أحلام محسن زلزلة
هنيئًا للمحظوظين الّذين خزّنوا أموالهم تحت البلاطة، أو في خزانة جدّهم، أو في قصبة القمح!
هؤلاء ليسوا رجعيّين، بل عباقرة استثماريّون من الطّراز الرّفيع. نجوا من أكبر مصيدة نصبها القطاع المصرفيّ اللّبناني.
أمّا أنت، فلا تيأس!
إذا قرّرت سحب أموالك، فعليك أن تملأ استمارة تنازل عن حقّك، تُرفقها بشهادة حُسن سلوك، ووثيقة رضى النّاهبين، وفحص دم يُثبت أنّك مغفّل منذ أكثر من عشر سنوات... لتُمنح موعداً لسحب غير محدّد، شرط ألّا تكون مصاباً بداء الغضب أو الطّمع!
واعلم عزيزي! أنّ المصرف لا يسرق زبائنه بل يُربّيهم على الزّهد في الدّنيا الفانية، ويُدرّبهم بحُسن نيّة على مفاهيم التّصوّف المادّيّ والحساب الأخروي.
ألا تدري أنّ "المال وسخ الدّنيا"؟
فذات صباح، تساقطت ودائع الخريف مودّعةً اللّبناني، ليجد حسابه المصرفيّ: مفقود... مفقود!
ولماذا العتب؟ أليس من الغباء أن تعامل المصرف كما تعامل "صُرّة جدّتك" أو "زنّار جدّك"؟
من قال لك إنّ البنك حصّالة عيد؟ أو مرتبة سرير؟ أو خزنة العائلة؟
ثمّ... من قال لك إنّك زبون محبوب؟
أنت مُزعج بامتياز، تعدّ أموالك مرّتين، تطلب كوب ماء مع القهوة، وتُرهق المصرف بالمستندات والتّواقيع... بل تريد أن تسحب من حسابك!
يا للجرأة!
المصرف مشكور، قدّم اعتذاراً رسميّاً، وأرفقه بالأسف لتعليق السّحب موقّتاً.
ألا يكفيك هذا الكرم؟
ثمّ، رغم كلّ شيء، يرسل لك رسالة مباركة لإيداع مئة ألف ليرة فائدة سنويّة في حسابك.
ألا يحقّ لك أن تفرح؟ مبلغ باهظ... قد يشتري ربطة خبز أرغفتها بلون الذّهب.
وقد يسمح لك بسحب مئة دولار كلّ شهر، على دفعات، حسب مزاجه، والظّروف المناخيّة المتغيّرة في المنطقة.
لكن... حذار أن ترفع دعوى!
فأتعاب المحامي ستُخصم من حسابك الّذي لا يمكنك سحب فلسٍ منه.
وإن فعلت، ستقضي عمرك في انتظار حكم العدالة المحجوزة مع أموالك في المصرف.
فلمَ لا ترتاح من زينة الدّنيا؟ لمَ لا تهاجر أو تكتب منشوراً تنعى فيه أموالك الّتي رحلت ذات صباح حزين؟
فأنت، ببساطة، مواطن بلا حظّ وبلا فرصة.
وتظن – وفي بعض الظّنّ إثم – أنّ الوطن مجرّد مؤتمر للمحسوبيّة والاستزلام.
وتعتقد أن أموالك محفوظة... ولكنّها غير متاحة.
فالمصرف مثلك تماماً، متضرّر... وهو يعتقد أنّ الأموال، مع مرور الوقت، أصبحت من حقّه الشّرعي.
ماذا لو رضيت الـ"هيركات"، أو "الكابيتال كونترول"؟
أليست أموالك مجرّد مساهمة وطنيّة لإعادة هيكلة المصارف؟
ألا يستحقّ اقتصاد الوطن بعض التّضحية؟
أنت في مهمّة وطنيّة كبرى... والعوض على الله.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الودائع بخير - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 10:05 صباحاً