نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انقسامات داخل الحرس الوطني في السويداء... الهجري أمام خطر انفجار أمني - اجتماعي - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 05:35 صباحاً
حينما شكّل الشيخ حكمت الهجري الحرس الوطني في السويداء، كتبت "النهار" عن المزيج الغريب داخل الفصيل العسكري، الذي جمع بين ضبّاط وعناصر نظام بشّار الأسد، ومنهم من كان يتعاون مع المخابرات العسكرية وتجّار المخدرات، وبين الفصائل المحلية التي كانت تعارض النظام وتشتبك مع عصاباته، فبات المتقاتلون في جيش واحد.
هذا المزيج بدأ ينقسم من الداخل ويمهّد لانفجار كبير. قبل أسابيع، خطف أحد قادة الحرس الوطني ويدعى سليم حميد قيادياً في حركة "رجال الكرامة" على خلفية إشكالات سابقة، لكن الأزمة الأعمق انفجرت قبل أيام قليلة، حينما عقد مسؤولون من الحرس الوطني اجتماعاً كبيراً دون علم قائد الحرس، ما دفع الأخير لفصل كبار القادة.
وفي تفاصيل حصلت عليها "النهار" من مصدر في السويداء، فإن وفداً أميركياً زار السويداء والتقى الهجري، وعقد لقاءً آخر في مقر الفرقة 15 حضرته مجموعة من المسؤولين في الحرس الوطني بينهم طارق المغوش وطارق خويص.
ووفق المعلومات، فإن قائد الحرس الوطني العميد جهاد الغوطاني لم يكن يعلم بالزيارة، ووصل بعد مغادرة الوفد الأميركي، فحصل تلاسن وتضارب بين عدد من قادة وعناصر الحرس الوطني، على خلفية عدم معرفة الغوطاني وبعض القيادات بالزيارة.
وبحسب المصدر نفسه، فإن الزيارة كانت بهدف الاطلاع على مجريات التحقيقات الجارية مع محتجزي الأمن العام الذين أُلقي القبض عليهم خلال المواجهات الأخيرة في المحافظة.
وعلى خلفية الإشكال الذي حصل، أصدر الغوطاني قراراً بإلغاء المكتب الأمني في قيادة الحرس الوطني وتسليمه إلى ضباط يعيّنهم قائد الحرس الوطني مباشرة. وأصدر أيضاً قراراً إدارياً بإلغاء عقود كل من طارق خويص، طارق المغوش، إضافةً إلى جميع الأفراد التابعين لهما، مع إحالتهم إلى القضاء المختص للنظر في المخالفات المرتبطة بهم.

الحرس الوطني في السويداء.
حالة التململ والانقسام والعشوائية التي تصيب الحرس الوطني انعكست عليه شعبياً أيضاً. وخلال الأسابيع الأخيرة، تلقت وحدات وفصائل داخل الحرس انتقادات كثيرة، بعدما خرج عناصرها بزيّ عسكري وسلاح بين المدنيين ونفذوا استعراضاً عسكرياً رددوا فيه هتافات مذهبية، ما أثار غضباً واسعاً في السويداء.
بيان جبل الباشان
الانقسام في السويداء ليس محصوراً بالحرس الوطني نفسه، بل بالبيئة الدرزية، وكان آخر عوامل التشرذم البيان الذي أصدره الهجري، استبدل خلاله تسمية جبل العرب بجبل الباشان، وهو تعبير عبري مذكور في التوراة مقّدس عند اليهود، ويعني المنطقة الجغرافية الممتدة بين الجولان وشرق الأردن وجنوب سوريا وجبل الشيخ.
"النهار" تواصلت مع عدد من المصادر في السويداء للوقوف عند رأيها ورأي المجتمع الدرزي من تغيير التسمية. المصادر رصدت تململاً بين أوساط بعض أهالي السويداء، وقالت إن الناس غاضبون بسبب غياب المواد الغذائية والمحروقات ومهدّدون بإخلاء مراكز الإيواء دون وجود بديل، وكانوا ينتظرون حلولاً بدل تغيير التسميات.
مصدر مطلع قال إن الهجري يحاول من خلال هذه البيانات ربط موقفه السياسي ومعه السويداء بإسرائيل، وهو على اتصال مستمر بالإسرائيليين، وصرف نظر الناس عن الوعود والالتزامات التي تعهّد بها، وبينها فتح الممر بين السويداء وإسرائيل، لأنه لم يتمكّن من الإيفاء بها ولم يحسّن ظروف الناس، بل على العكس صعّد الخلاف مع دمشق دون حلول بديلة.
في المحصلة، فإن استمرار الهجري على موقفه سيعمّق أكثر من الفجوات الاجتماعية والأمنية في السويداء، وسيزيد من الضغط الذي قد ينفجر في وقت ليس ببعيد إثر تردّي الأوضاع سريعاً، فيما أحد الحلول البديلة يتمثّل بممارسات الإدارة الكردية الذاتية التي تفاوض دمشق للتوصّل معها إلى صيغة تحيّد الانفجار الذي حصل في جنوب سوريا قبل أشهر.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : انقسامات داخل الحرس الوطني في السويداء... الهجري أمام خطر انفجار أمني - اجتماعي - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 05:35 صباحاً