"حماس" تكسب إيران تخسر.. رؤية من طهران - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حماس" تكسب إيران تخسر.. رؤية من طهران - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 04:05 صباحاً

 

علي صالح آبادي – مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح" – السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر.
الحروب قد تبدأ كملهاة، لكنها لا تنتهي إلا بمأساة، ويمكن رؤية آثار ذلك في الحروب كافة. ففي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كسرت حركة "حماس" الجدار الحديدي ودخلت إسرائيل.
هذا الحدث، الذي أراده محور "المقاومة" ضربة قاصمة لإسرائيل وأميركا، تحوّل إلى "كوميديا مريرة"، إذ شهدت شوارع طهران احتفالات وتوزيع حلوى وإطلاق ألعاب نارية، لكن النهاية جاءت تراجيدية لهذه الجماعة التي سعت إلى تدمير إسرائيل وأميركا مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي فُرض بضغط أميركي بعد عامين من الحرب. 
وهنا يُطرح السؤال: ما الجدوى التي جنتها فلسطين أو إيران من هذه الحرب؟
الصراع الممتد منذ 77 عاماً بين العرب وإسرائيل كان في جوهره صراعاً عبرياً-عربياً-غربياً، ودخول إيران إليه بعد انسحاب الدول العربية كان خطأً مكلفاً. لذلك، آن الأوان لأن تترك إيران هذا النزاع أو السلام فيه لأطرافه الأصليين.
فالهجمات التي شنّتها "حماس" و"حزب الله" والحوثيون على إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر أدّت إلى ثلاث مواجهات مباشرة بين إيران وإسرائيل، كلفت الطرفين خسائر بشرية ومادية كبيرة. ولو لم تبدأ "حماس" الحرب، لما اندلعت المواجهات بين إسرائيل وإيران، ولما دفعت طهران ثمن نزاع عبري-عربي لا يعنيها مباشرة.
ولو لم تشارك "حماس" و"حزب الله" في الهجمات، لما استهدفت إسرائيل قادة إيران العسكريين ومراكزها الاستخبارية. كذلك، لولا تلك الهجمات لما قُصفت منشآت نطنز وفردو وأصفهان النووية، ولما اغتيل العلماء النوويون، الذين كان يمكن أن يشكلوا رصيداً استراتيجياً للأجيال المقبلة.
والعقوبات الدولية لم تكن لتُعاد، ولا الدولار كان سيتجاوز 100 ألف تومان، ولا الذهب ليبلغ أكثر من 100 مليون تومان. 
ومع ذلك، لا تزال العقيدة الرسمية في طهران قائمة على دعم "حماس" و"حزب الله"، وهو ما ترجمته زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي للبنان، رغم أن أي دولة عربية لم تعد مستعدة للانخراط في تلك المغامرات. بل على العكس، تدعم الدول العربية والإسلامية، مثل تركيا وباكستان، بقوة خطة السلام المكونة من 20 بنداً التي طرحها دونالد ترامب، وقد شكرت "حماس" نفسها ترامب على جهوده.
الواقع أن إيران بدأت تخسر أوراقها التقليدية: فـ"حزب الله" فقد قدرته الردعية القديمة، ويخضع لضغوط أميركية وسعودية وتركية وفرنسية لنزع سلاحه. والشيء نفسه ينطبق على "الحشد الشعبي" في العراق، الذي تُمارس عليه ضغوط للاندماج في الجيش العراقي.
من جهة أخرى، تربط باكستان اتفاقية دفاعية مع السعودية، وقد أبلغت طهران أن أي هجوم على الرياض سيُعد هجوماً على باكستان نفسها. والأهم أن ترامب، بعد قصف إيران  قاعدة "العديد" في قطر والهجوم الإسرائيلي على اجتماع قيادة "حماس" في الدوحة، أصدر أمراً يقضي بحماية قطر من أي هجوم خارجي. أما تركيا وأذربيجان، فهما في خلاف مصالح مع إيران وتستضيفان وجوداً إسرائيلياً فعّالاً.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط تتغير ضد المصالح الوطنية الإيرانية. وإيران اليوم أمام مفترق طرق: إما مواصلة العقيدة القديمة المكلفة، أو تغيير الاتجاه نحو التسوية والقبول بخطة السلام وحل الدولتين والتفاهم مع الولايات المتحدة.
ورغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها "حماس"، أسفرت مقاومتها عن نتائج ملموسة، منها إدانة بنيامين نتنياهو بجرائم حرب من المحكمة الجنائية الدولية، واعتراف 160دولة بدولة فلسطين المستقلة.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : "حماس" تكسب إيران تخسر.. رؤية من طهران - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 04:05 صباحاً