نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يخسر "حقّه المشروع" بنوبل للسّلام… ما الذي ينتظر الكوكب الآن؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 07:40 مساءً
خاسر سيّئ دونالد ترامب. أثبت بما لا يدع مجالاً للشك هذه المقولة في انتخابات عام 2020 التي "لم يخسرها" لمصلحة منافسه جو بايدن، بل سُرقت منه بمجموعة من المؤامرات المعقّدة التي فنّدها واحدةً واحدة، ورفع عشرات القضايا أمام القضاء الأميركي لم يستطع تمرير واحدة منها. ووصل به عدم قبوله الاعتراف بالهزيمة إلى دفع مناصريه صوب الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2021، حيث اجتاحوه في حينها اعتراضاً على سلبه حقه المشروع بالفوز في الانتخابات.
في "الحقّ المشروع" بالفوز، يظهر الذكاء اللامع للرئيس الأميركي، فهو يسوّق لأفكاره بصفتها حقائق دامغة لا يمكن نقدها ولا حتى مناقشتها. تصير حجّته بأنه فاز حتماً، أسئلةً مثل: هل تصدّقون أن "الناعس جو" (بايدن) يفوز عليّ في الانتخابات؟ أو كيف أخسر وأنا أكثر الرؤساء شعبية في تاريخ أميركا؟ أو أن يحاجج بما لا يمكن إثباته علمياً: قارنوا بين الحشود في تجمعاتي الانتخابية وتلك التي نظّمها جو.
هذا التكتيك الناجح في شدّ عصب مناصريه هو إحدى لاءاته التي بنى عليها سيرة حياته: لا يخسر. لا يكذب. لا يعتذر. لا يخطئ. وما لم ينل ما يريد، فالخلل في الآخر الذي حجب عنه حقه.
واعتماداً على التكتيك عينه، حوّل ترامب حلمه بنيل جائزة نوبل للسلام إلى مطلب بالاعتراف بما يستحقه بديهياً. حجّته؟ أوقف ثماني حروب. لكن حجّته الأساسية هي باراك أوباما، فالرئيس الأسبق نالها في عام 2009 بعد تسعة أشهر فقط على دخوله البيت الأبيض، "من دون أن يوقف أي حرب، ومن دون أن يستحقها حتماً". أوباما مجدداً. ترامب، بحسب مناوئيه الساخرين، لديه ما يمكن ترجمته بـ"متلازمة الهوس بأوباما"، ODS أو Obama Derangement Syndrome، ومن أعراضها التركيز المفرط على أوباما ومهاجمته والغيرة الشديدة منه، وهي المتلازمة التي يُتَّهم ترامب بأنه ترشّح للانتخابات الرئاسية بسببها. عوارضها مستمرّة لدى الرئيس ولن تخفّ قبل أن يتعادل مع زميله في الجائزة العزيزة على قلبه.

من المقرر أن يتوجه ترامب إلى الشرق الأوسط للاحتفال بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. (أ ف ب)
لم يفز ترامب بجائزة نوبل الجمعة الفائت كما بات معروفاً أكثر من أي خبر آخر. وهي من المرّات النادرة، إن لم تكن غير المسبوقة، التي يتحوّل فيها عدم فوز شخص بجائزة نوبل إلى حدث. فمن أدبيات التعامل مع هذه الجائزة المرموقة، بأفرعها كافة، ألّا يُشهِر من يظنّون في أنفسهم استحقاقاً لها رغبتهم بنيلها، كما لا يطالبون بها علناً، وغالباً ما يتواضعون عند إعلان أسمائهم مدّعين مفاجأتهم السارّة بها. وأحياناً، يتواضعون أكثر مما ينبغي، كما مع أوباما الذي قال في حينها إنه لا يشعر بأنه يستحق أن يكون بين المُلهمين الذين فازوا بها قبله، وإنه لا يعتبرها تكريماً لإنجازاته الشخصية، بل تأكيداً للقيادة الأميركية نيابةً عن طموحات الشعوب في الأمم كافة.
أمّا ترامب، وفي تعليقه على عدم فوزه، فقال إن الفائزة الفنزويلية ماريا كورينا ماكادو اتصلت به، وليس العكس، لتخبره أنها "قبلت بالجائزة تكريماً له، لأنه يستحقها حقاً". المعارضة الفنزويلية الشرسة لنظام الرئيس الحالي نيكولاس مادورو أعطت حليفها الكبير جائزة ترضية متجنّبةً غضباً محتملاً لا تحتاجه حالياً. وترامب بدا كمن يعبّر عن خيبة أمل متوقّعة لأن الجائزة لا تُعطى إلا لليبراليين، وترك للناطق الرسمي في البيت الأبيض اتّهام اللجنة النروجية بأنها تضع السياسة فوق السلام، وأنها أهانت جهود الرئيس في السلام. مع أن الجائزة لا تُمنح حصراً لمن يفضّون حروباً، بل تتعدّاها إلى مدافعين عن حقوق الإنسان والحرية والعدالة وضدّ القمع، وصولاً إلى تقديم مساعدات إنسانية كبرى كالأم تيريزا مثلاً.
قاعدة ترامب الشعبية الوفية أخذت مظلومية "رئيس السلام وصانعه" على عاتقها. مناصرو "ماغا" عزوا سبب حجبها عن ترامب إلى متلازمة الهوس بترامب،TDS أو Trump Derangement Syndrome، وأعراضها البديهية كره ترامب وظلمه وحجب حقوقه البديهية.
غضب هذه القاعدة وصل إلى حدّ القول إن ترامب لا يحتاج إلى هذه الجائزة التي تمنحها "نكتة"، كما سمّتها لارا زوجة ابنه إيريك. واستحسنت الغالبية تأسيس "جائزة ترامب للسلام"، يقوم فيها الرئيس مقام المخترع النروجي الراحل ألفرد نوبل.
قد يكون هذا الحل مفيداً، إذ يكفي الله المؤمنين شرّ القتال، وشبيهاً بتأسيس ترامب منصّته الاجتماعية الخاصة حين طُرد من معظم المنصّات في عام 2021. لكن أبواب نوبل لم تُغلق في وجهه بعد. ولدى اللجنة ثلاث فرص أخرى لمنح ترامب حقّه الشرعي قبل نهاية ولايته في بداية عام 2029. ثلاث مرّات سيكون السؤال فيها كلّ مرة ليس: من فاز بالجائزة؟ بل: هل خسر ترامب مجدّداً؟ ما الذي سيحدث للكوكب الآن؟
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ترامب يخسر "حقّه المشروع" بنوبل للسّلام… ما الذي ينتظر الكوكب الآن؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 07:40 مساءً