نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الانتخابات العراقية المقبلة... مشهد مأزوم تحكمه قوى المال والنفوذ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 07:20 مساءً
قبل أشهر من موعد الانتخابات البرلمانية في دورتها السادسة، تعيش الساحة السياسية العراقية حالة من الاضطراب والتصدع، في ظل قرارات متلاحقة بالانسحاب أو المقاطعة، وتباين في مواقف القوى السياسية، ما يجعل المشهد الانتخابي محاطاً بكثير من الضبابية.
ائتلاف النصر: نرفض معادلة المال والنفوذ
ويؤكد المتحدث باسم "ائتلاف النصر" سلام الزبيدي أن قرار الائتلاف بعدم تقديم مرشحين لا يعني الانسحاب من العملية السياسية، بل هو "خيار مدروس" فرضته طبيعة المشهد الانتخابي الحالي، الذي "تطغى عليه قوى المال السياسي والسلطة والنفوذ".
ويقول الزبيدي، في تصريح لـ"النهار"، إن "ائتلاف النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، سيواصل حضوره ضمن تحالف "قوى الدولة الوطنية"، لكنه قرر دعم مرشحين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، بدلاً من الترشح بأسماء من داخله.
ويشير إلى أن الإغراءات التي وُجهت لبعض مرشحي الائتلاف، وضعف جدوى المشاركة في ظل عزوف جماهيري متوقع، كانت من أبرز أسباب القرار.
وينوّه الزبيدي بالتزام الائتلاف بتوجيهات المرجعية الدينية العليا، وخصوصاً في ما يخص إصلاح النظام السياسي، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد.

سلام الزبيدي (أرشيفية)
"المرشح الذهبي" يهدد نزاهة الانتخابات
من جانبه، يحذّر الباحث السياسي والخبير القانوني الدكتور سيف السعدي من أن تزايد الانسحابات، سواء من أحزاب تقليدية أو ناشئة، يكشف عن خلل عميق في بنية العملية السياسية، وتآكل في ثقة الشارع.
ويشير إلى انتشار مفاهيم مثل "المرشح الذهبي"، وسط إنفاق غير مسبوق، يقابله غياب شبه تام للبرامج الانتخابية الجادة.
وينتقد السعدي، في حديث لـ"النهار"، أداء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والأجهزة التقنية، إضافة إلى القانون الانتخابي الحالي، الذي اعتبره "مفصلاً على مقاسات القوى النافذة". ويدعو إلى سن قانون جديد شبيه بالنموذج الأسترالي، وإلى منع الأحزاب المسلحة أو تلك المدعومة من الخارج من خوض الانتخابات.
لا تغيير من خارج النظام
في المقابل، يدعو أمين عام حركة "نازل آخذ حقي" مشرق الفريجي القوى السياسية إلى خوض الانتخابات بدل مقاطعتها، مؤكداً أن التغيير السياسي لا يمكن أن يتحقق من خارج النظام، بل عبر صناديق الاقتراع.
ويقول الفريجي لـ"النهار": "الانتخابات هي الوسيلة الدستورية الوحيدة لتحقيق التغيير السلمي، وقد شاركنا في كل الاستحقاقات منذ التأسيس، وسنواصل المشاركة بكل وضوح"، داعياً الجمهور إلى كسر حلقة الإحباط، وعدم ترك الساحة للمتنفذين وحدهم.
انسحاب العبادي وصعود الحكيم... هزة وشيكة؟
أما المحلل السياسي رافد العطواني، المقرب من "التيار الوطني الشيعي"، فيصف انسحاب العبادي من الترشح بأنه "صدمة كبيرة" داخل "تحالف قوى الدولة"، وخصوصاً أنه تزامن مع نشاط انتخابي مكثف لعمار الحكيم، الحليف الأقرب للعبادي.
ويقول العطواني، لـ"النهار"، إن القرار يعكس "قراءة متشائمة" لمشهد انتخابي تهيمن عليه قوى المال والسلاح، مشيراً إلى احتمال تصاعد الضغوط الأميركية والعقوبات التي قد تطال بعض المكونات المسلحة، الأمر الذي يُنذر بتحولات جوهرية في موازين القوى داخل البرلمان المقبل.
ويضيف أن انسحاب العبادي ربما تأثر بخطاب المرجعية الدينية، الذي تضمّن إشارات واضحة إلى ضرورة الإصلاح الجذري، متوقعاً أن العراق مقبل على هزة سياسية قد تطول، لكنها ستقود في نهاية المطاف إلى إعادة رسم المشهد السياسي والسلطوي داخلياً وإقليمياً.
0 تعليق