أحمد منتش

من سجن الخيام في جنوب لبنان الى معتقل انصار ومراكز الاعتقال وأقبية التعذيب التي أقامتها قوات الاحتلال الاسرائيلي والميليشيات التابعة لها داخل الأراضي اللبنانية، بين عامي 1978 و2000، عقود من الألم والمعاناة وثّقتها برسم الرأي العام العالمي هيئات ولدت من رحم هذه السجون والمعتقلات، تواصل نضالها لفضح ممارسات العدو، في أصدق تعبير من شهود عاشوا بأنفسهم هذه التجربة المريرة. 

تحت عنوان "أربعون عاما من أجل حرية المعتقلين والدفاع عن حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب"، أقام "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" و"لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين" و"تجمع معتقلي انصار"، استقبالاً حاشدا في صالة "مسبح الجسر" في الدامور، برعاية الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين وحضور فاعليات سياسية وحزبية ونقابية لبنانية وفلسطينية وعدد من ذوي المفقودين والمعتقلين والأسرى المحررين.   

صور وشعارات للإفراج عن الأسيرات. (أحمد منتش)

بعد النشيد الوطني وتقديم من نائب الأمين العام لـ"مركز الخيام" الأسير المحرر حسيب عبد الحميد، عرض شريط فيديو عن النشاطات التي نظمت طوال العقود السابقة.
رسالة رئيس الجمهورية
ثم تلا عبد الحميد رسالة من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، جاء فيها: "لقد تلقى السيد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون دعوتكم الى المشاركة في حفل الاستقبال تحية لضحايا التعذيب وشهداء لبنان وفلسطين وبمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس مركز الخيام.
يسرنا في هذه المناسبة، أن ننقل اليكم شكر السيد الرئيس على دعوتكم الكريمة، مثنياً على الدور الذي تؤدونه في الإضاءة على الجوانب الانسانية والاجتماعية للفئات التي تضررت جراء الحروب والنزاعات، متمنين لكم دوام النجاح والتوفيق".
عمر زين

المحامي عمر زين.

والقى  المحامي عمر زين كلمة حيا فيها "مركز الخيام" واصفاً مؤسّسه  محمد صفا بأنه "مناضل أممي". كذلك اعتبره "صوتاً حراً مع رفاقه  في الدفاع عن حقوق الانسان، وسبّاقاً في تأسيس مؤسسات كرّست نضالها من أجل حرية  الاسرى والمعتقلين".
وشدد على "ضرورة تدويل قضية الأسرى، والتنسيق خلال المشاركة في المنتديات الدولية و المؤسسات القانونية والحقوقية". 
وتوقف عند الانتهاكات الاسرائيلية في حق الأسرى والمعتقلين، مناشداً الهيئات الانسانية والدولية إنقاذهم ووقف معاناتهم.

محمد صفا 

محمد صفا.

رئيس "مركز الخيام" ومؤسّسه محمد صفا شكر في كلمة رئيس الجمهورية على رسالته، معتبراً أنها "تعبرعن مدى اهتمام فخامته بالقضايا الوطنية والانسانية ".
وذكر بـ"بعض الانجازات الكبرى وأبرزها احتضان الاسرى والمعتقلين، والمشاريع التي عمل عليها مركز الخيام في أكثر من محور واتجاه، وأهمها تحقيق العديد من الانجازات لمصلحة الاسرى المحررين وتشريع قضيتهم التي تحققت بفعل هذا النضال".
وتطرق الى "الحرب الشرسة والتهديدات التي تعرض لها مركز الخيام ورئيسه، وسعي جهات دولية وعربية الى منع دعمه".

واستغرب "الخنوع اللبناني امام الموفدين ولاسيما منهم الموفد الاميركي"، داعياً الى "التحرر من هذا الركود ورفع الصوت". واشار الى "أن المقاومة لم تكن يوماً محصورة بالسلاح أو بجهة"، وأنه "لا يمكن تحجيمها من خلال سحب السلاح الثقيل، لأن المقاومة هي في الفكر والنهج والخيار وإرادة الجنوبيين". 
وذكر بـ"عدد من المقاومين والشهداء وبينهم طربيه العنز الذي اشتبك وحيداً مع جنود العدو وأردى منهم قتلى وجرحى في السبعينات، كما الشهداء الاخضر العربي وخليل الجمل وعلي أيوب وغيرهم وفي الجنوب الذين كان سلاحهم الكلمة والحجر والزيت المغلي".

أسرى مفقودون.

وفي ظل الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، إنتقد رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجة والمغتربين يوسف رجي لـ"عدم التعاطي بحزم وجدية والسعي الى وقف الانتهاكات"، داعياً الى "مواجهة الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية بصيغة جديدة للمقاومة، والعمل على اطار وطني يجمع كل القوى الوطنية والاسلامية وتأسيس مقاومة جديدة جامعة تعمل على مستويات واتجاهات عدة".
ثم جال الحضور على معرض للكتب والصور.