تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها تظهر اعتقال جهاز الأمن الوطني العراقي للأمين العام لمنظمّة "جهاد التبيين" محمد الدنبوس، بعد إدلائه أخيراً بتصريحات مثيرة للجدل. إلا أنَّ هذا الادّعاء خاطئ، والصورة المتناقلة مفبركة، زائفة. ولم يُعلَن اعتقال الدنبوس. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

في الادّعاء المتناقل، صورة تظهر متهماً يرتدي بدلة اعتقال صفراء، راكعا بين عنصرين من جهاز الأمن الوطني العراقي، وفي الخلف جدارية عليها شعار جهاز الأمن الوطني ودائرة العمليات والدعم الاستخباري. وقد أرفقت بتعليق (من دون تدخّل): "الامن الوطني يلقي القبض على محمد الدنبوس بعد تصريحاته الاخيرة، وطعنه بشرف العراقيين".

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:

1- لم تنقل أي جهة رسمية عراقية أمنية أو قضائية خبراً يتعلق باعتقال محمد الدنبوس، أو إصدار مذكرة إلقاء قبض بحقّه. كذلك، لم تنقل وكالة الانباء العراقية (واع) الرسمية خبراً مشابهاً. وكذلك الأمر بالنسبة إلى وسائل الإعلام الأخرى، الامر الذي ينفي الادّعاءات المتداولة بشأنه. 

2-     الصورة مفبركة، وتعود نسختها الأصلية إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021. وهي لاعتقال المدعو صباح الكناني في بغداد، بتهمة الابتزاز والرشوة. وتم استبدال وجه الكناني بوجه الدنبوس في الصورة المتناقلة، لتظهر بهذا الشكل المضلّل.

لقطة شاشة للصورة الأصلية (الإنترنت - واع)

في السياق الحقيقي للصورة، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إلقاء القبض على المدعو صباح الكناني بتهمة الابتزاز ومتلبّساً بالرشوة لأحد المديرين العامين في وزارة الصناعة والمعادن العراقية، بمبلغ 30 ألف دولار وبالجرم المشهود.

وقال الجهاز في بيان رسمي إنَّه "تم توقيفه بعد إصدار محكمة تحقيق الكرخ الأولى مذكرة قبض بحقّه. وسيتم تدوين أقواله وإحالته على الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه".

وفي مايو/أيار الماضي، تم الإفراج عن الكناني، الذي يعرّف نفسه بأنَّه "رئيس مؤسسة الإصلاح والتغيير معاً لمحاربة الفاسدين من اجل مستقبل باهر".

وأفرج عنه بعد شموله بقانون العفو العام الذي أقرّه البرلمان العراقي، بحسب وسائل إعلام محلية. وظهر في مقاطع فيديو خلال استقبال أنصار له، قبل أن ينشط مجدّداً في حسابه على منصة فايسبوك.

ويأتي تداول الصورة المفبركة بالمزاعم الخاطئة، بالتزامن مع تصريحات أطلقها الأمين العام لمنظمة جهاد التبيين محمد الدنبوس، في لقاء تلفزيوني على قناة "زاكروس"، وقال فيها إنَّ "كل من يبغض إيران عليه أن يسأل أمّه، وافتخر بأن أكون إيراني"، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، اذ اعتبر مستخدمون أن كلامه طعن بشرف النساء العراقيات، وتنازل عن الهوية الوطنية.

ويشار الى أن الدنبوس كان اعتقل عام 2021، وحكمت عليه محكمة جنايات البصرة بالحبس لمدة 6 أشهر بتهمة الإساءة إلى الرئيس السابق لجهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، والتواطؤ من دون تقديم أدلّة، قبل أن يظهر مجدّداً في الإعلام بعد إكمال فترة حبسه.