يجيب عن هذا التساؤل الدكتور هانى حسن زكريا استشارى الجراحة العامة وجراحات القولون والمستقيم والشرج؛ موضحاً أن أعراض سرطان القولون قد تكون خفية في بدايتها؛ ولكن بمجرد ظهور أى منها على المريض التوجه فورا للطبيب المتخصص للمساعدة في العلاج المبكر وإجراء منظار قولوني؛ فكلما كان العلاج مبكرا كلما ازدادت فرص الشفاء، وهذه الأعراض تتلخص في النزيف الشرجي أو نزيف مختلط بالبراز، متكرر أو غير مبرر، وآلام البطن وتقلصات مستمرة وأحيانا الشعور بعدم الإفراغ الكامل بعد التبرز، إلى جانب الالتهاب المزمن في القولون مثل القولون التقرحي أو دار كرون.
واضطراب في عادات الإخراج مثل إمساك أو إسهال مستمر أو تناوب بينهم بدون سبب واضح، بالإضافة إلى فقدان وزن سريع بدون رجيم أو مرض واضح، وأنيميا غير مفسرة (خاصة نقص الحديد)؛ خاصًة في ورم القولون الأيمن.

 

ويوضح الدكتور هانى في تصريح صحفي، أن هذا النوع من السرطان كان أقل شيوعًا زمان، إلا إن الإصابة به قد شهد تزايداً مؤخرا والأسباب تعود إلى العادات الغذائية السيئة مثل الإفراط في أكل اللحوم المصنعة (لانشون، هوت دوج، سوسيس).

ومن الأسباب الواضحة أيضاً، يضيف الدكتور هانى لـ"اليوم السابع"، قلة الألياف في الأغذية التي يتناولها الشخص في حميته الغذائية والألياف تتوفر بنسبة كبيرة فى الخضروات والفاكهة على سبيل المثال، ونقصها يؤثر بشكل سلبى على حالة القولون، بالإضافة إلى قلة الحركة والسمنة، والتدخين وتناول الكحوليات.
ويستطرد الدكتور هانى قائلاً، لا يمكننا إغفال العوامل الوراثية أيضاً؛ ففرص الإصابة تزداد في حالة وجود تاريخ عائلي بمرض سرطان القولون أو الزوائد اللحمية polyps.

ويؤكد أن إهمال الفحوصات الطبية خطأ كبير ولا يساعد على لاكتشاف المبكر للمرض؛ فالغالبية من الناس لا تجرى فحوصات دورية.

ما هي أحدث أساليب العلاج؟
وبالنسبة لطرق العلاج من سرطان القولون ، فهى تتحدد وفق العلاج مرحلة الإصابة، ولكن بشكل عام تُعد الجراحة الدقيقة بالمنظار أو الجراحة الروبوتية، من أحدث أساليب العلاج الجراحى، إضافة إلى العلاج المناعي (Immunotherapy): ، وهو مفيد لبعض الحالات المتقدمة، وأيضاً العلاج الموجه (Targeted Therapy): الذى يستهدف جينات معينة في الورم.
والعلاج الكيماويChemotherapy في المراحل المتقدمة أو قبل وبعد استئصال الورم والعلاج الإشعاعي Radiotherapy في حالات أورام سرطان المستقيم.

 

هل يمكن الشفاء من سرطان القولون؟
يوضح الدكتور هانى أن نسب نجاح العلاج تعتمد على مرحلة الإصابة بالسرطان، ففي المرحلة الأولى يكون الورم محدوداً داخل الغشاء المخاطي المبطن للقولون، وتكون نسبة الشفاء حوالى 100 % بعد إجراء الجراحة.

 

وفى المرحلة الثانية يكون الورم قد انتقل لعضلات جدار القولون ونسبة الشفاء في هذه المرحلة تبقى مرتفعة أيضا، بعد التدخل الجراحى .

أما بالنسبة للمرحلة الثالثة؛ فيكون الورم قد وصل إلى الغدد الليمفاوية، وهنا يحتاج المريض إلى إجراء جراحة إلى جانب تلقى جلسات العلاج الكيماوىChemotherapy ، ونسبة الشفاء فيه تتراوح بين 60 % و 70 % .

وفى المرحلة الرابع يكون الورم قد انتشر لأعضاء أخرى كأورام ثانوية مثل الكبد أو الرئة، وهنا تكون الجراحة معقدة، والعلاج يعتمد على الحالة، وهدفه غالبًا السيطرة على المرض ونسب الشفاء في هذه المرحلة ضعيفة.

 

كيف يمكن دعم المريض نفسياً؟
يؤكد الدكتور هانى، أن الجانب النفسى جزء أساسى ومهم في رحلة علاج مريض السرطان بشكل عام، ويمكن توجيه الدعم النفسى له، من خلال الاستماع للمريض جيدا بدون توجيه لوم أو شفقة،  محاولة توجيه رسائل لطمأنته بأن العلاج ممكن وليس مستحيلاً .
ومن المهم أيضًا تشجيعه على الكلام والتعبير عن مشاعره بصراحة، و تجنب الحديث بصورة سلبية أو توقع الأسوأ.
ومشاركة المريض إنجازاته الصغيرة يوميًا، وإبداء الإعجاب بها ، وأيضا من المهم مرافقته أثناء جلسات العلاج .
وينوه الدكتور هانى بأن بعض الحالات تستلزم الاستعانة بإخصائى نفسي.

 

ما سبل الوقاية من سرطان القولون؟
بالنسبة لطرق الوقاية من الإصابة بسرطان القولون ، يوضح الدكتور هانى أنه سبل الوقاية بسيطة ومتاحة لأى شخص، في مقدمتها اتباع نظاما غذائيا صحيا غنيا بالألياف، قليل الدهون واللحوم المصنعة، وممارسة الرياضة بانتظام.
و الحفاظ على وزن صحي، التوقف عن التدخين والكحول، والحرص على إجراء الفحص الدورى  (colonoscopy):، خاصةً بعد سن 45  أو من سن  40 في حالة وجود تاريخ مرضى في العائلة بسرطان القولون، فهذا الفحص يساعد على اكتشاف الزوائد (polyps) قبل أن تتحول إلى سرطان.