حربا غزة وإيران... بوابة "الإخوان" للعودة إلى المشهد في تونس؟ - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حربا غزة وإيران... بوابة "الإخوان" للعودة إلى المشهد في تونس؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم السبت 28 يونيو 2025 07:20 صباحاً

لم يكن دعم القضية الفلسطينية، ثم التعاطف مع إيران في حربها ضد إسرائيل، مسألة تحرّك الشارع التونسي فحسب، بل تحوّلت هاتان القضيتان إلى متنفس وبوابة محتملة للأحزاب، ولا سيما الإسلاميين، للعودة إلى المشهد السياسي.
فمنذ اندلاع الأحداث في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، مروراً بالحرب الإيرانية-الإسرائيلية، لم يهدأ حراك الشارع التونسي، إذ شهدت البلاد عشرات التظاهرات والمسيرات المناهضة لإسرائيل. ونُظّمت نهاية الأسبوع تظاهرة احتجاجية ضد الحرب على إيران.
قبل أيام، انطلقت قافلة بريّة تحت اسم "قافلة الصمود" باتجاه معبر رفح، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة، بمشاركة مئات الناشطين وعدد من الشخصيات السياسية. لكن القافلة عادت أدراجها بعد أن منعتها سلطات شرقي ليبيا من مواصلة طريقها بسبب عدم تقديمها التراخيص القانونية اللازمة لدخول الأراضي المصرية.

استثمار القضية؟
في ظل أزمتهم المستمرة منذ إعلان "التدابير الاستثنائية"، تراجع الحضور الشعبي للإسلاميين في تونس، حتى باتوا عاجزين عن تنظيم أيّ تحركات احتجاجية ذات زخم شعبي. لكن الحراك التضامنيّ مع قضايا الشرق الأوسط شكّل، وفق عدد من المراقبين، مدخلاً مناسباً لهم لإعادة التموضع السياسي.
ويقول المحلل السياسي خليل الرقيق لـ"النهار" إن "الإخوان في تونس فقدوا كل تعاطف شعبي معهم، لذلك يحاولون العودة إلى المشهد من خلال التسلل إلى أي تجمّع شعبي، بهدف تلميع صورتهم".
ويضيف: "البداية كانت مع التظاهرات المساندة لغزة، بما في ذلك المشاركة في قافلة الصمود، ثم جاءت التحركات الأخيرة المناصرة لإيران". ويؤكد أن الإسلاميين يدركون تماماً مكانة القضية الفلسطينية في وجدان التونسيين، وكرههم العميق لإسرائيل، لذلك يسعون إلى استثمار هذا التعاطف الشعبي للظهور بصورة المتضامن والمناصر.
لكن، بحسب الرقيق، فإن هذه المحاولات سرعان ما تنكشف حقيقتها، كما حصل مع "قافلة الصمود"، التي وصفها بأنها تحوّلت إلى "منصة لتصفية الحسابات السياسية، بعد أن تسلّل إليها الإسلاميون وسرقوا أهدافها الإنسانية، محوّلين إياها إلى ساحة لخدمة أجنداتهم".
ويتابع: "هم لا يتحرّكون بشكل مباشر، بل يندسّون وسط الجماهير، ثمّ يحاولون تمرير شعاراتهم وخطاباتهم، ورفع صور قياداتهم، في مشهد اعتدنا عليه في تحركاتهم السابقة".
ويرى أن هذه الأساليب، التي وصفها بـ"العناوين المخاتلة"، تُعدّ من "تكتيكات الجماعة التقليدية"، التي تعتمد على الاختباء خلف الفعاليات الجماهيرية لتجنيد الدعم أو كسب الشرعية.

حالة من الركود السياسي
رغم الاتهامات التي تطال "الإخوان" بتوظيف الأحداث الإقليمية، فإن مراقبين يرون أن هذه الظاهرة لا تقتصر عليهم وحدهم، بل تشمل طيفاً واسعاً من القوى السياسية التونسية، في ظل ما يصفونه بـ"ركود المشهد السياسي".
ويقول المحلل السياسي إبراهيم الغربي لـ"النهار" إن "الإخوان في تونس ليسوا الطرف الوحيد الذي سعى إلى استثمار التعاطف الشعبي مع غزة ثم إيران"، مشيراً إلى أن "حالة الجمود التي يعيشها المشهد السياسي دفعت كثيراً من الفاعلين إلى التفاعل مع هذين الملفين بشكل مفرط".
ويضيف: "أصبحت كل الفعاليات التي تنظمها الأحزاب، سواء أكانت في موقع المعارضة أم الموالاة، تضع في صدارة أجندتها القضية الفلسطينية وتطورات الشرق الأوسط، في محاولة لجذب المزيد من المشاركين والمتعاطفين".
ويخلص إلى أن هذه الظاهرة تعكس فراغاً في الساحة السياسية الداخلية، حيث حلّت القضايا الإقليمية محل النقاشات الوطنية الجوهرية، في ظل غياب المبادرات الجادة لمعالجة أزمات البلاد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق