العلاقة الإسرائيلية - الإيرانية... بين التطبيع المحتمل و"التدجين" - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقة الإسرائيلية - الإيرانية... بين التطبيع المحتمل و"التدجين" - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 05:30 صباحاً

شهد عام 1979 الانتقال الدراماتيكي للعلاقات الإسرائيلية – الإيرانية. فبعدما كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل في 1950 تحت حكم الشاه، صارت من أبرز الدول الداعية "لإزالة" إسرائيل تحت حكم المرشد. وبعد التعاون السياسي والاقتصادي والأمني الذي ساد بين الدولتين، كانت الحروب المباشرة وغير المباشرة سمة العلاقة بين تل أبيب وطهران.

حرب الـ12 يوماً، وَفق ما أسماها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هي المنعطف الأبرز والأكثر تأثيراً في التاريخ الحديث للعلاقة بين الدولتين، كونها الحرب المباشرة الأولى بعد مناوشات حصلت في 2024؛ وتداعياتها سوف تكون قصيرة وطويلة الأمد. السؤال الأبرز اليوم هو: هل تشهد العلاقات الإسرائيلية – الإيرانية منعطفاً جديداً إثر المتغيّرات الاستراتيجية؟

ثمّة مقاربتان لهذه القضيّة. تقول الأولى إن العلاقات بين الطرفين "لن تشهد تطبيعاً"، أولاً، لأن إيران لن تستسلم للخسائر التي تكبدتها في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر، وقد تعود إلى تطوير برنامجيها النووي والصاروخي، وتنشيط فصائلها؛ وثانياً، لأن عقيدة النظام الإيراني وأيديولوجيته يقومان على العداء لإسرائيل. ففتح علاقات طبيعية بين طهران وتل أبيب "قد يهدّد" وجود النظام الإيراني، من دون أن ينفي ذلك - في الآن عينه - حصول "تدجين" ما، لأن حرب إيران على إسرائيل قد تفرض على نظام خامنئي تهديداً وجودياً.

يستبعد محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصرة في جامعة قطر، سيناريو تطبيع العلاقات بين إسرائيل وإيران، ويعتقد أنّه "ليس وارداً على الإطلاق"، في الأمدين القصير والطويل. برأيه، التركيز الإسرائيلي سينصبّ على "تقييم أضرار" الحرب على إيران، وكيفية "تعامل" النظام الإيراني مع البرنامج النووي والخطوات التي سيقوم بها على هذا المستوى.

 

علم كبير لإيران (أ ف ب).

علم كبير لإيران (أ ف ب).

 

وفي حديث لـ"النهار"، لا يرى الزويري أفقاً لعلاقات إسرائيلية – إيرانية محتملة في ظل "العداء المستحكم" بينهما، والحرب الأخيرة وما تركته من تداعيات، وهذا واقع يتفق عليه مراقبون وخبراء يشيرون إلى أن فكرة النظام الإيراني تقوم على "إزالة" إسرائيل وإنهاء وجودها، والانعطاف بشكل جذريّ عن هذه الأيديولوجيا يُفقد النظام الإيراني هويته.

على المقلب الآخر، تقول المقاربة الثانية إن إيران فقدت في السنتين الأخيرتين قدراتها العسكرية، وخسرت حلفاءها الإقليميين من النظام السوري إلى "حزب الله" و"حماس"، ودُمّر برنامجها النووي، وتضرّر برنامجها الصاروخي، وانهار اقتصادها إثر العقوبات... وهذه كلّها عوامل أضعفت مقومات النظام، وإن لم تبلغ مستوى سقوطه. وهذه العوامل تتلاقى مع إرادة أميركية – إسرائيلية جدّية يعبّر عنها ترامب الذي يقول إن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً، ويوحي بأن إيران ستعود دولة طبيعية من دون قدرات عسكرية محلية وإقليمية متقدمة، وستعقد اتفاقاً مع الولايات المتحدة، ثم تعود إلى منظومة عمل المجتمع الدولي، وستبدّل مشاريعها تلقائياً من إزالة إسرائيل إلى الاندماج بالمنطقة، ما قد يفتح الباب على احتمال "فتح علاقات ما" مع إسرائيل.

 

quoterotated.svg

السؤال الأبرز اليوم هو: هل تشهد العلاقات الإسرائيلية – الإيرانية منعطفاً جديداً إثر المتغيّرات الاستراتيجية؟

quote.svg

 

ثمّة اتجاه فكري في داخل إيران قد يعزّز اتجاهها نحو تسوية العلاقات مع إسرائيل، تعبّر عنه شريحة ملحوظة، تدعو النظام الإيراني إلى الانكفاء عن الحروب المستمرة في المنطقة وتغذية الصراعات، والانصراف نحو الاهتمام بالشؤون المحلية، في ظل انهيار الاقتصاد إثر العقوبات. وقد تصاعدت مطالب هذه الفئة بوقف دعم الفصائل في المنطقة، ولا سيما "حزب الله".

في المحصلة، فإن المقاربتين تحتملان الكثير من البحث والتفحّص، وإن كانت إيران أمام احتمالين؛ فإن دراسة نتائج وتبعات كل احتمال تحتاج عمليةً دقيقة، فقد يكون استمرار النظام مرتبطاً بالعلاقة الإيرانية – الإسرائيلية، خصوصاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتمكّن من إخفاء مطامعه في إسقاط النظام الإيراني بسبب "عدائه" لإسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق