النظام الإيراني لم يَنجُ… بل تُرك ليواجه مصيره! - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النظام الإيراني لم يَنجُ… بل تُرك ليواجه مصيره! - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الجمعة 27 يونيو 2025 05:30 صباحاً

لا تزال تجربة إسقاط نظام صدام حسين ماثلة أمام الأميركيين، ما جعل هناك مخاطرة للاستجابة للرغبة الإسرائيلية في إسقاط النظام الإيراني، وتركت المسألة للإيرانيين أنفسهم، لذلك قال ترامب: "إن حدث تغيير للنظام فليكن، لكنني لا أريدهُ!". كانت رؤيته واقعية، فإن النظام الإيراني على عكس نظام البعث في العراق، لا يتلخص في شخص المرشد خامنئي. ولذلك فإن إسقاطه الآن سيحتاج إلى تدخل عسكري على الأرض من قوات أجنبية إلى جانب إسناد من المعارضة في الداخل، وهذا الأمر فيه مخاطرة على المصالح الأميركية في المنطقة وأهداف ترامب تتعلق بالمكسب لا بالخسارة!
وعلى غرار ما فعله مع حركة طالبان في أفغانستان، لدى ترامب نظرة براغماتية تجاه نظام الملالي في إيران بعدما استجاب للمفاوضات وأبدى انفتاحه على استعادة العلاقات والاستثمارات الأميركية. وتشير تصريحات الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عقب وقف الحرب، إلى أن طهران مستعدة لحل الخلافات مع واشنطن وباقية على المحادثات معها!

النظام والمعارضة في اختبار!
تركت حرب الـ12 يوماً، نظام ولاية الفقيه في اختبار مع مستقبله، إذ كشفت عن حجم الاختراق الذي واجهه من جانب الاستخبارات الإسرائيلية، التي استغلت أزمات الأقليات والمعارضة والطبقات الفقيرة، أي أزمات النظام نفسه، حيث أظهرت التحقيقات مع العملاء أنه تم استقطابهم لأمور تتعلق بأزماتهم المعيشية، وثمة آخرون كانوا ينفذون خططاً تم وضعها من قِبل جماعات متطرفة ينتمون إليها، وتتعامل مع استخبارات أجنبية. 
لذلك يمكن القول إن النظام الإيراني من حظهِ وجود حكومة بزشكيان الإصلاحية التي خففت من وطأة الاحتقان الداخلي ما ساعد على مواجهة هذه الحرب. لكنه لم ينج بعد، بل تم تركه ليواجه مصيره، فإن كان ترامب قد أفسح الطريق أمام إسرائيل والمعارضة الإيرانية لتجرب حظها وقد فشلت، كذلك على النظام التغيير الآن، بما فيه الخروج من عزلته وحل قضاياه السياسية والاقتصادية والأمنية إن كان يريد التصدي لهذا الحجم من الاستقطاب الذي تشكل على يد معارضين في الداخل والخارج. كما أن هذه الحرب ستولّد تياراً من داخل النظام نفسه يطالبه بالإصلاح الذاتي.

AFP__20250625__63QG6MV__v1__MidRes__Iran

 

 

أما بالنسبة للمعارضة، فقد واجهت اختباراً عملياً لمدى تأثيرها على الأرض، إذ لم تقدم بديلاً مقنعاً للشعب حتى يدعمها لتغيير هذا النظام، ولا حتى للأميركيين، فهي إما جماعات مسلحة تنشط في حيز جغرافي حدودي وأهدافها انفصالية عرقية أو مذهبية وتنتظر فراغ السلطة في مناطقها، مثل حركات التحرير في كردستان أو بلوشستان أو الأحواز، أو أنها جماعات لا تملك قاعدة واسعة لكنها تركز على الثأر بإسقاط النظام مثل جماعة "مجاهدي خلق". 

وزعماء هذه المعارضة التي لم تحرك خطاباتهم ساكناً في الداخل، اقتصرت خطتهم على استغلال الحركات السياسية والاجتماعية التي تطالب بالتغيير والحياة الجديدة والتي هي ذات قاعدة أوسع، بجعلها مطيةً لهم إذا ما انتفضت، بعدما يتم استهداف النظام ورموزه خلال العمليات الإرهابية التي نفذها جيش من العملاء تحت وطأة الضربات الإسرائيلية. 

كان الجامع بين قوى المعارضة الإيرانية هي عوامل الفشل، وذلك بمغازلة القوى الغربية الرافضة لإيران النووية وانتظار كل منها تسلمها صولجان السلطة، وليس النضال ضد نظام استبدادي، مثل نجل الشاه، رضا بهلوي الذي حلم بالعودة إلى ملكية دستورية، ومريم رجوي التي ترفض استبداد النظام بينما تستمر على رأس  جماعتها منذ أكثر من ثلاثين عاماً. ناهيك عن الصراع بين الأقوام الإيرانية داخل المساحة الجغرافية الواحدة مثلما بين العرب والكرد في خوزستان أو الكرد والأذر في أذربيجان الغربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق