الكرة اللبنانية نحو مرحلة جديدة... إصلاحات مطلوبة على درب "التطوير" - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكرة اللبنانية نحو مرحلة جديدة... إصلاحات مطلوبة على درب "التطوير" - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 06:10 مساءً

تلتئم الجمعية العمومية للاتحاد اللبناني لكرة القدم السبت، من أجل انتخاب لجنة تنفيذية لأربع سنوات مقبلة. ولاية قد لا تختلف عن سابقاتها لجهة التحديات التي واجهتها ولا تزال اللعبة الشعبية الأولى، إذ من المنتظر أن يعلن برنامج عمل جديد مع طموحات كبيرة، إنما يبقى تنفيذه منوط بالظروف العامة.

سيستمر المهندس هاشم حيدر في موقعه رئيساً لمرّة سابعة توالياً، وهو الذي خبر كل أنواع الظروف في موقعه الرياضي الأهم على المستوى المحلي، حيث أرسى استقراراً طبيعياً بالحد الممكن، على رغم المحيط الصعب للعبة وبيئتها، فالحروب والأوضاع الأمنية والإقتصادية والمعيشية والصحية كلها انعكست على واقع اللعبة ومنافساتها، إلا أنها استمرّت بالممكن.

 

رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر ورئيس الحكومة نواف سلام. (وكالات)

رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر ورئيس الحكومة نواف سلام. (وكالات)

توحيد الرؤى
وأشار حيدر بعد تزكيته قبل أسابيع قليلة، إلى أنّ المسؤولية ستكون أكبر "في ظل المرحلة الراهنة التي تشهدها البلاد والتي تحتاج الى تضافر جهود الجميع بعيداً من أي اختلافات".

وتابع: "لم نألُ جهداً في توفير أفضل الظروف للعبة، على رغم الصعاب الكثيرة خلال الفترة السابقة التي شهدت أزمات كبيرة في البلاد، اقتصادية ومعيشية وأمنية، وصولاً إلى الحرب الأخيرة، وقد عملنا لتحصين الأندية والحفاظ على وجودها من خلال مساعدات قدمها الاتحاد".

وأعلن أيضاً أنّ المرحلة المقبلة ستشهد مواصلة خطط التطوير، وأضاف: "اللجنة التنفيذية التي ستنبثق عن الجمعية العمومية المقبلة ستكون فريق عمل موحّداً ومتجانساً لتوحيد الرؤى خلف شعار تطوير اللعبة وخصوصاً المنتخبات الوطنية، وهذا الأمر بمنزلة الواجب الوطني، إذ ثمة عمل كبير في مجالات اكتشاف المواهب ورعايتهم، وتوسيع قاعدة المشاركة الكروية لدى الفئات العمرية المختلفة، بما يضمن استدامة التطوّر الفني والبشري".

تحديات بنيوية
يؤمل أن تشهد الحقبة المقبلة نجاحات منتظرة تُعيد إلى اللعبة وهجاً غاب عنها قسراً، لا تزال أسيرة التحديات البنيوية والهيكلية تعوق أي نهضة حقيقية، ولعل توقف النشاط في بعض الفترات وخروج البنية التحتية الأساسية عن الخدمة وترهل هيكيلة الأندية أفضت لأن تراوح اللعبة مكانها بلا تطوّر ملموس.

يعي القيمون على اللعبة تماماً أنّ حيدر الذي يشغل أيضاً مركز نائب رئيس الاتحاد الآسيوي وهو أرفع منصب رياضي لبناني خارجي، حافظ على استقرار نسبي، لكن هذا الاستقرار لم يقترن بإصلاح هيكلي، وخصوصاً على مستوى "العائلة" أي الأندية التي لا تزال ضمن دائرة الهواة بعيداً من أي عمل مؤسساتي منتج، وبالتالي هذا الأمر غيّب وضع استراتيجية وطنية واضحة لتطوير كرة القدم على أكثر من صعيد منها المنتخبات الوطنية والفئات العمرية، والمنشآت والملاعب والتسويق، والحوكمة، خصوصاً أنّ الأندية تعتمد كلياً على تمويل حزبي أو شخصي، من دون مشاريع استثمار مستدام، رغم سعي الاتحاد الى توفير الأرضية الصالحة لهذا الأمر، واعتماد لائحة "هاوية مطوّرة" تمنع اللاعبين من امتلاك حقوقهم، وتمنع الأندية من الدخول في سوق احترافية فعلية، إلى ضعف نظام الانتقالات الداخلية والخارجية، ونقص في تطوير وكلاء اللاعبين المعتمدين.

أرضية بلا توترات
يقرّ أكثر من مسؤول في الأندية أنّ الاتحاد برئاسة حيدر وفّر أرضية بلا توترات، غير أنّ هذا الأمر لم تتم مواكبته بسياسات إنتاجية ترتقي إلى تطوّر اللعبة على المستوى الإقليمي والقاري على الأقل، في غياب تطوير الملاعب، والأكاديميات ودوريات الفئات العمرية القوية.

ويعد استمرار حضور المنتخب الوطني قارياً في منافسات كأس آسيا أفضل الإنجازات في ظل هذه المعضلات التي يرى أهل اللعبة أنها خارجة عن إرادة اللجنة التنفيذية، التي ينحصر همّها الأساسي بتنظيم البطولات وإدارتها بالشكل التنافسي الصحيح، وتطوير المنتخبات الوطنية التي تعتبر واجهة اللعبة.

 

الجمهور اللبناني في المدرجات. (وكالات)

الجمهور اللبناني في المدرجات. (وكالات)


استحقاقات صعبة
تحفل الولاية المقبلة للجنة التنفيذية بمزيد من الاستحقاقات الصعبة، ومن المفترض أن تكون أمام ورشة عمل حقيقية على كل المستويات لاستنهاض مقدرات اللعبة الحالية التي تعتبر ضعيفة مقارنة بالدول المجاورة، ويكمن الفارق هنا أنّ الحكومات في هذه البلدان تولي الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً اهتماماً رسمياً، وهنا "بيت القصيد".

قبل أسابيع قليلة احتفل المنتخب الأردني بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، بحضور ملك البلاد والحكومة واحتضان شعبي عارم، في المقابل أقيم احتفال كبير في مدينة كميل شمعون الرياضية بسبب زراعة أرض الملعب بعشب جديد!

تحتاج كرة القدم اللبنانية إلى منحها فرصاً للتقدم، وهذا لا يقع على عاتق اتحاد اللعبة وحده باعتراف كل مكوّنات اللعبة، بل هو جزء أساسي من منظومة متكاملة.

احتراف منتظر!
يمكن للاتحاد أن يقر إصلاحات أساسية على هيكلة لجانه، من الأمانة العامة مروراً بالمنتخبات والحكام، عبر الاستعانة بخبرات فنية وإدارية، من أجل إقرار دوري محترف حقيقي، وهذا ما سعى إليه حيدر عبر استغلال علاقاته ومنصبه بدعم من الاتحاد الدولي "فيفا" والاتحاد الآسيوي، إنما ثمة موجبات ضمن مسؤولية الحكومة عبر تسهيل استثمار المنشآت وتوفير الدعم للعبة بطرق غير مباشرة، وعلى سبيل المثال فرض ضرائب على الكماليات تذهب إلى الأندية أو المنشآت، وتشجيع الأندية على الدمج أو التوجه نحو الخصخصة والاستثمار لتصبح شركات رياضية مساهمة، فضلاً عن بناء أكاديميات بالشراكة مع الجامعات والبلديات التي لديها ملاعب جيدة نسبياً وقد تكون مدخلاً لحل أزمة الملاعب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق