نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتفاق إيران وإسرائيل: انفراجة مرتقبة للأسواق واستبعاد شبح اضطرابات سلاسل الإمداد - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 09:10 صباحاً
في خطوة طال انتظارها، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، رسمياً حيز التنفيذ، ليشكل انفراجة محورية في مسار التهدئة بالشرق الأوسط، وبادرة أمل كبيرة لأسواق التجارة العالمية وسلاسل الإمداد التي كانت تحت ضغط متصاعد خلال الأسابيع الماضية.
وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية التوصل إلى الاتفاق مع إسرائيل، وهو ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن بدء سريان وقف إطلاق النار خلال ست ساعات من لحظة الإعلان، ويستمر مبدئياً لمدة 12 ساعة، على أن يُعتبر النزاع منتهياً رسمياً بعدها.
وقال ترامب في منشور رسمي: "أهنئ إيران وإسرائيل على امتلاكهما الشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، التي كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمر الشرق الأوسط بأكمله".
.jpg)
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (وكالات)
انفراجة مرتقبة
وتعليقاً على هذه التطورات، يرى أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات والبحوث، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن هذا الاتفاق يُعد مؤشراً إيجابياً حيوياً ليس فقط للتهدئة الإقليمية، بل أيضاً لمستقبل الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد التي كانت في مرمى النيران.
ويضيف أن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل أدى إلى تصاعد المخاوف من توسع نطاق النزاع ليطال ممرات شحن استراتيجية مثل مضيق هرمز والبحر الأحمر، وهو ما كان ينذر بإرباك تدفقات السلع والطاقة عالمياً.
ويشير إلى أن "الاتفاق يساهم في تبديد السيناريو الأكثر إثارة للقلق وهو الغلق الموقت أو الجزئي لمضيق هرمز"، وهو ما كان سيؤدي إلى موجات اضطراب في أسواق الطاقة العالمية، إذ يمر عبر هذا الممر الضيق نحو خُمس صادرات النفط العالمية وأكثر من ثلث الغاز الطبيعي المسال.
كما أن أي تعطيل في المضيق كان سيترجم فوراً إلى ارتفاع في تكاليف النقل والتأمين، واضطرار الأسواق اللجوء إلى بدائل أطول وأعلى تكلفة، لذلك فإن "استقرار الأوضاع الحالية قد يمهد الطريق نحو استعادة التوازن في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية بشكل تدريجي، شرط تثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق حل دائم وشامل".
ويشدد أبو بكر الديب على أن "الاتفاق يجنب العالم الدخول في سيناريوات إعادة هيكلة شاملة لسلاسل الإمداد"، مؤكداً أن الوقت ما زال مطلوباً لاستعادة الاستقرار الكامل، غير أن هذه الهدنة تشكل خطوة مفصلية في هذا الاتجاه.
انفراجة قوية
هذا، وقد شهدت الساعات الأخيرة قبيل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، تصعيداً خطيراً تمثل في هجوم إيراني استهدف قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، حيث أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية نجحت في اعتراض الهجوم الصاروخي، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء القطرية.
ورغم أن هذا الهجوم كان ينذر بتبعات خطيرة على مسار التصعيد في المنطقة، فإن الاتفاق المعلن لوقف إطلاق النار شكل انفراجة نحو احتواء النزاع، وفتح الباب أمام مؤشرات إيجابية على صعيد استقرار المنظومة الاقتصادية العالمية.
.jpg)
مضيق هرمز (وكالات)
مؤشرات واعدة
وفي السياق ذاته، يرى وضاح الطه، الخبير والمحلل المالي والاقتصادي، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، أن "اتفاق التهدئة يحمل في طياته مؤشرات واعدة، أهمها الابتعاد عن سيناريو ارتفاع تكاليف الشحن واضطرابات سلاسل الإمداد"، مشيراً إلى أن هذا التطور يبعث برسالة طمأنة قوية للأسواق ويعيد التوازن التدريجي لمنظومة الاقتصاد العالمي.
ويضيف "يُنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ليس فقط كنجاح دبلوماسي في تفادي كارثة إقليمية، بل كرافعة اقتصادية جديدة قد تُسهم في تقليل الاضطرابات في أسواق الطاقة، وضبط مسارات التجارة الدولية، شريطة البناء على هذا الإنجاز لتحقيق سلام دائم".
ويؤكد أن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز والذي مثل أحد أكبر التهديدات خلال الصراع الأخيرة، يعد خطوة غير قابلة للتنفيذ عملياً لعدة أسباب جوهرية، أهمها: الاعتبارات القانونية، حيث إن الممر الملاحي الفعلي للمضيق يقع ضمن المياه الإقليمية العمانية، وأي إغلاق يُعد خرقاً صارخاً للقانون الدولي.
بالإضافة إلى الأثر العكسي على إيران نفسها والتي تعتمد على المضيق لتصدير نفطها، وبالتالي فإن إغلاقه يعني فرض حصار ذاتي على اقتصادها، وأخيراً استفزاز القوى الكبرى، حيث تعتبر معظم القوى العظمى دول مستوردة للنفط، وأي تعطيل للإمدادات من شأنه إثارة ردود فعل قوية ومباشرة من هذه الدول.
0 تعليق