نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جعجع في بعبدا... الدولة أولاً - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 05:30 مساءً
أينما حلّ، وأينما جلس، وفي كل لقاء رسمي أو غير رسمي، لا يبدّل سمير جعجع نغمة صوته ولا يخفف من ثقل همّه: قيام دولة فعلية في لبنان.
هذا ما حمله إلى بعبدا، كما حمله سابقاً أينما حلّ في لبنان والمجتمعين العربي والدولي. العنوان واحد، وهو لم يتغيّر منذ نهاية الحرب اللبنانية مع الطائف: لا قيامة للبنان من دون دولة، ولا دولة من دون حصرية السلاح بيدها.
في لقائه مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، لم يبحث جعجع عن مناورات سياسية. جاء ليقول من موقعه السياسي والشعبي والنيابي: على الدولة أن تحكم...
جلس الرجلان، عون وجعجع، وجهاً لوجه. لقاء صريح، هادئ، بلا أقنعة. لا "غسل قلوب" لأن لا ضغائن في الأساس، بل بحث عميق في الملفات الثقيلة: من السلاح غير الشرعي، إلى الإصلاح، إلى الفساد، فالوضع الإقليمي.
جعجع لا يهوى لغة المواربة. قالها بوضوح عقب اللقاء: "أنا رئيس حزب ورئيس كتلة، لكنني لا أسمح لنفسي بأن أستنسب مكان الدولة. وإذا كان لدى حزب الله رأي في ما يحصل بين إسرائيل وإيران، فمكانه الطبيعي هو الحكومة، لا القرار المنفرد".
بهذا الموقف، وضع الإصبع على الجرح الذي ينزف منذ سنوات. فلا جدوى من بناء دولة مؤسسات بظلّ من يحتفظ بقرار الحرب والسلم خارجها.
الواضح أيضاً كان في تقييمه لأداء العهد الحالي، قال جعجع إنه للمرة الأولى منذ سنوات، لم يلمس نفَساً للفساد في دواليب الدولة. وهذا بحدّ ذاته "يُطمئن كبداية"، كما قال، ويدعو إلى البناء عليه.
في الشكل والمضمون، بدت الزيارة رسالة مزدوجة: دعم واضح للمسار السيادي والإصلاحي، ورفض قاطع لمحاولات شيطنة العلاقة بين "القوّات" والعهد. خرج الطرفان من اللقاء مرتاحَين. لا صفقات، بل تفاهمات على العناوين الكبرى.
سمير جعجع لا يملّ من التكرار. لأن المعركة لم تُحسم بعد. لا "تعب من الكلام" حين يكون الكلام عن الدولة.
ولأن كل شيء يبدأ من هناك، من حصرية السلاح، من قرار الدولة، من السيادة... لن يتوقف جعجع. سيواصل رفع الصوت. فالرهان، كما دائماً، ليس على مَن يحكم، بل على كيف يُحكم.
وها هو يقول من بعبدا ما يقوله من معراب، ومن البترون كما من زحلة: لن تقوم دولة في لبنان، ما لم تكن الدولة وحدها من يحمل السلاح ويحسم القرار.
0 تعليق