اقصر الحروب أكثرها تغييرًا - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اقصر الحروب أكثرها تغييرًا - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025 01:20 مساءً

انطوني ابي عبد الله

 

 

مع اعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وقف النار، تكون منطقة الشرق الأوسط قد شهدت على واحدة من أقصر الحروب في تاريخ العالم لكن لا شكّ في أنها قد تكون أكثرها تغييرًا. فبعد حرب دامت 12 يومًا دخلت فيها قوى إقليمية ودولية وجرّ اليها البعض الآخر، فكيف إذن بـ12 يومًا فقط أن ترسم فجرًا جديدًا للشرق الأوسط  تهندسه؟ 
مما لاشكّ فيه أن حرب الـ12 يومًا كما سماها ترامب كبدّت كلاً من إسرائيل وإيران خسائر مادية وبشرية ضخمة.
فقد تكبّدت إسرائيل مئات ملايين الدولارات يوميًا لتتصدّى صواريخها الاعتراضية للصواريخ والمسيرات الإيرانية، ناهيك بمئات ملايين أخرى لتشغيل نظام "مقلاع داود" وباقي أنظمة الحماية المتخصصة بإسقاطال الصواريخ القصيرة والطويلة المدى، وقد قدرت الأضرار المادية بنحو 400 مليون دولار بين أحياء بئر السبع وحيفا وتل أبيب  ومبانيها، في حين اقتصرت الخسائر البشرية على 30 قتيلًا.
أما في المقلب الآخر، فكان للنظام الإيراني الكمّ الأكبر من الخسائر الكبيرة والجسيمة التي تقدر بالمليارات والتي طاولت مناطق مدنية وعسكرية عديدة ،ناهيك بتدمير المنشآت النووية نطنز، فوردو واصفهان التي إستغرق إنشاؤها سنواتٍ طوال وسلسلة طويلة من النقاشات والتفاوض، والتي ستكلف عملية إعادة بنائها ثمنًا باهظًا في حال حصلت أساسًا. لكن تكلفة إيران الكبرى كانت في خسائرها البشرية إذ قتل نحو 650 شخصًا واصيب الآلاف وبين القتلى قادة عسكريون كبار كرئيس الأركان محمد حسين باقري وقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي. 
بين خسائر إيران وخسائر اسرائيل تبقى الولايات المتحدة الرّابح الأكبر من هذه الحرب، إذ استطاعت ترسيخ نفسها قوة بارزة ولاعباً أساسياً على الخارطة الشرق أوسطية، كما استطاعت تسديد ضربة قوية لتهديد دائمٍ لها ولقوة بارزة على الساحة الدولية والتي قد تأخذ وقتًا لتتعافى من هذه الضربة الأمر الذي يؤمن استدامة و حماية في وجه كل خطر يحدق  بإسرائيل، الولاية الـ51 لأميركا في الشرق الأوسط.
قد تظهر الحرب إيران واسرائيل كسائر الحروب التي يشهدها عالمنا، ولكن لمن يقارب الأحداث الإقليمية عن كثب يمكنه ملاحظة تغيّرات عدة، أولها أن الردّ على كل من أميركا وإسرائيل اقتصر فقط على الجمهورية الإسلامية في إيران من  دون تحرّك أي من االأذرع المسلحة لنظام خامنئي إن كان في اليمن أو العراق أو لبنان الأمر الذي قد يدل على بداية نهاية مفهوم "وحدة الساحات".
ثانيًها، ورغم شدّة الضربات على إيران من أميركا واسرائيل، إلا أن الردّ كان إما خجولًا و إما غير مجدٍ، فبعدما ألحقت الولايات المتحدة الدمار بثلاث منشآت نووية لإيران، بادلتها الجمهورية الإسلامية بضرب قاعدة أميركية في قطر حفاظًا على ماء الوجه، بعد إبلاغ الولايات المتحدة والدوحة الأمر الذي قد يدل على عدم إستطاعة إيران التصعيد وانكفاء وهج قوتها.
مع إنتهاء حربٍ،أخافت العالم من أن ترمي الدّول في أتون حرب عالمية ثالثة، استطاعت الولايات المتحدة أن تقوم بحسم المعركة وإحراز ضربة مشلة للنظام الإيراني قد تمنعه من الصعود إلى مكانته السابقةنفسها  الأمر الذي سيرسم ملامح جديدة لشرق أوسط جديد.
لكن السؤال الأهم للمرحلة المقبلة يبقى هل من الممكن لهذا الشرق الأوسط الذي لم يعرف يومًا الهدوء أن يبصر السلام بعد عقود من إستعمال القوة والحديد والنار؟

المقاربة الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الاعلامية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق