دراسة تكشف سبب تحطيم تماثيل حتشبسوت - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة تكشف سبب تحطيم تماثيل حتشبسوت - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 07:20 مساءً

كشفت دراسة أثرية حديثة أنّ التماثيل المحطمة للملكة الفرعونية حتشبسوت لم تُحطَّم خلال حملة محو ذكراها كما كان يُعتقد سابقاً، بل جرى "تعطيلها" طقسيّاً.

يقول جون يي وونغ، الباحث من جامعة تورنتو ومؤلف الدراسة المنشورة في مجلة "أنتيكويتي": "نظراً لأنّ هذه التماثيل اكتُشفت في حالة شديدة التهشّم، فقد افترض الباحثون أنها حُطّمت بعنف من قِبل تحتمس الثالث (ابن أخيها وخليفتها)، ربما بدافع الكراهية".

كانت حتشبسوت قد تولّت الحكم بداية كوصية على عرش ابن أخيها تحتمس الثالث، ثم نصّبت نفسها لاحقاً فرعوناً مشاركاً. وبعد وفاتها، أُزيلت صورها وأسماؤها من المعالم، ما دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بأنّ تحتمس سعى إلى إعادة كتابة التاريخ، بينما رأى آخرون أنّ الدافع كان الكراهية.

 

شظايا تمثال جالس لحتشبسوت. (هاري بورتون)

شظايا تمثال جالس لحتشبسوت. (هاري بورتون)

 

لكن وونغ أعاد دراسة تماثيل حتشبسوت المحطّمة من خلال العودة إلى أرشيفات حفريات العشرينيات، بما في ذلك وثائق غير منشورة. وقد مكّنه ذلك من تحديد الأماكن الدقيقة التي اكتُشفت فيها شظايا التماثيل وظروف العثور عليها. وتبيّن له أن أضراراً إضافية لحقت بالتماثيل بعد زمن تحتمس الثالث، حين فُكّكت واستُخدمت كمادة خام، ممّا زاد من تعقيد الصورة. وبعد استبعاد هذه الأضرار المتأخرة، تبيّن أنّ تعامل تحتمس مع تماثيل حتشبسوت كان أكثر دقّة وطقسيّة مما كان يُعتقد.

ويقول وونغ: "كان الأذى الذي سبّبه تحتمس الثالث محدوداً ومنهجياً للغاية؛ فقد كُسرت التماثيل عند نقاط ضعف محددة، بما يتماشى مع ما يُعرف غالباً بتقنية تعطيل التماثيل المصرية". ويضيف: "الأمر مفاجئ إلى حدّ ما، إذ يبدو أنّ التدمير لم يكن بدافع الكراهية أو الانتقام، بل بدوافع عملية وطقسيّة".

 

رأس من تمثال أوزيري لحتشبسوت، مرمّم جزئياً بالجص. (المتروبوليتان)

رأس من تمثال أوزيري لحتشبسوت، مرمّم جزئياً بالجص. (المتروبوليتان)

 

كان المصريون القدماء يعتبرون التماثيل الملكية كيانات ذات قوة روحية، وعندما يريدون التخلص من تمثال - ربما فقط لإفساح المجال في أحد المعابد - كانوا يسبقون ذلك بطقس "تعطيل" عبر كسره عند العنق أو الخصر أو الركبتين، ما يُبطل قوته. ويشرح وونغ أنّ علماء الآثار عثروا على مئات التماثيل المدفونة بهذه الطريقة في معبد الكرنك في الأقصر، من دون أن يكون أصحابها قد تعرّضوا لأيّ عداء بعد وفاتهم.

ورغم أنّ حتشبسوت تعرّضت بالفعل لحملة محو وتهميش، فإنّ نتائج الدراسة تشير إلى أنّ ما جرى كان أعقد وأكثر دقّة مما تصوّره الباحثون سابقاً.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق