غياب غير مسبوق لخامنئي أثار تساؤلات وتكهنات قبل أن يطل في عاشوراء (فيديو) - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غياب غير مسبوق لخامنئي أثار تساؤلات وتكهنات قبل أن يطل في عاشوراء (فيديو) - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 12:55 صباحاً

أظهر مقطع مصور بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي  خلال مشاركته في ليلة التاسع من محرم التي تسبق يوم عاشوراء، في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب  التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل في 13 حزيران/ يونيو والتي قتل فيها عدد من كبار القادة والعلماء النوويين.

 

الظهور الأخير لخامنئي كان في لقاء عام في 11 حزيران/يونيو، عندما زار نواب البرلمان الإيراني مكتبه في حسينية الإمام الخميني. بعد يومين، شنّت إسرائيل هجومًا جويًا مفاجئًا على إيران. خلال 12 يومًا من الحرب بين إيران وإسرائيل، لم يظهر خامنئي في أي لقاءات أو خطابات علنية، واكتفى بتوجيه ثلاث رسائل مصوّرة فقط.

 

الرسالة الأولى صدرت في اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي، في 13 حزيران، والثانية بعد ذلك بأسلوع في 18 حزيران، والثالثة في30 حزيران. وصدرت الرسالة الثالثة بعد يومين من إعلان وقف النار بين إيران وإسرائيل، لكن القائد الإيراني لم يشر فيها إلى الهدنة.

 

خلال 36 عامًا من زعامته، كان آية الله خامنئي يلتقي سنويًا في الثاني من تموز كبار المسؤولين القضائيين في إيران، لكن هذا اللقاء لم يعقد هذا العام. والأهم من ذلك، أنّه لم يحضر جلسات عزاء محرم الحرام التي تُعقد في مكتبه، في حضور الشعب وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. كل هذه الأدلة تشير إلى أنه يقيم في مكان أو أماكن آمنة لحمايته من محاولات اغتيال محتملة من إسرائيل.

 

خلال أيام الحرب على إيران، هدّد مسؤولون إسرائيليون صراحةً باستهداف آية الله خامنئي، بل إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمّح إلى تأييده لهذا الأمر، مدعيًا أنه منع تنفيذه. ويزعم بعض المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم علي لاريجاني، مستشار المرشد، أن إسرائيل حاولت، بعد هجوم فاشل على جلسة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني التي حضرها رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وقادة عسكريون كبار، وكذلك الهجوم على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في 20 حزيران، استهداف مقر إقامة القائد الإيراني، لكنها فشلت في ذلك. الهدف الرئيسي لإسرائيل من اغتيال خامنئي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، هو تعطيل غرفة القيادة الرئيسية للحرب، وإشاعة الاضطرابات والفوضى الأمنية، بما يمهد الطريق لتغيير النظام السياسي في إيران.

 

AFP__20250618__62UN44N__v2__MidRes__Tops

 

 

 

لهذا السبب، يعتقد الكثيرون في إيران أن غياب خامنئي كتن في الواقع رد فعل استراتيجياً على خطة العدو الاسرائيلي، وإجراء صحيحاً وعقلانياً لحماية الجمهورية الإسلامية وإدارة القوات العسكرية والسياسية والأمنية، خصوصا في ظروف الحرب. في المقابل، يرى معارضو الجمهورية الإسلامية أن هذا الغياب تعارض مع مواقف المرشد السابقة، التي أكد فيها أنه في حال وقوع حرب، سيقف في طليعة الشعب ضد العدو المعتدي. وقد انتشرت في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لتصريحات خامنئي في هذا الخصوص على وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

ويقول معارضو المرشد إنه لم يكن ينبغي أن يختفي عن الأنظار في مثل هذه الظروف ويقطع اتصاله بالشعب.

 

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، ظل أنصار الرأيين ينخرطون في نقاشات وسجالات مستمرة، سواء في اللقاءات المباشرة بين الناس أو من خلال آلاف المقالات والرسائل والتعليقات التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام. لم يصدر أي مسؤول إيراني رسمي تصريحاً عن غياب القائد في الأماكن العامة، باستثناء مهدي فضائلي، أحد أعضاء مكتب خامنئي، الذي رد على سؤال مقدم برنامج تلفزيوني عن صحة القائد بقوله، من دون تقديم إجابة واضحة، إن اهتمام الشعب بحالة القائد يعكس المحبة والارتباط بين الشعب والقيادة.

 

الأطباء وفريق الحماية

وكتب أحد المستخدمين المؤيدين لخامنئي أن القائد غالبا ما يأخذ في الاعتبار آراء مجموعتين حتى لو كان له رأي مخالف: الأطباء وفريق الحماية. وأرجع سبب غيابه إلى التزام رأي فريق الحماية المتخصص.

 

ويرى أنصار الجمهورية الإسلامية أن اختفاء القائد في مكان آمن كان تصرفاً صحيحاً وعقلانياً تمامًا، لأن حماية حياته أهم من أي أمر آخر في مواجهة إسرائيل. ويستند هؤلاء إلى عقد الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعاتها على عمق 40 مترًا تحت الأرض في الأشهر الأخيرة، مؤكدين أن حماية الشخصيات المهمة في الظروف الحربية ضرورة لا غنى عنها. وخلال هذه الفترة، نشر أنصار خامنئي العديد من النصوص ومقاطع الفيديو والصور ذات الطابع العاطفي، التي تؤيد مواقفه ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وقراراته الصائبة وفي الوقت المناسب خلال السنوات الماضية. وجاءت هذه المواد ردًا على مقطع فيديو نُشر بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي على إيران من معارضي الجمهورية الإسلامية، يظهر فيه خامنئي وهو يقول إن الشعب الإيراني يمكن أن يطمئن إلى أنه لن تكون هناك حرب ولن تتفاوض الجمهورية الإسلامية مباشرة مع الولايات المتحدة!

 

ونشر أنصار خامنئي صورًا ومقاطع فيديو من السنوات التي أمضاها رئيسًا لإيران، حيث كان موجوداً في جبهات الحرب ضد العراق، مؤكدين أن شجاعته لم تتغير، وأن من قاوم نظام الشاه لمدة 15 عامًا، وقاد الحرب ضد العراق لمدة 8 سنوات، وواجه الولايات المتحدة وإسرائيل لمدة 36 عامًا، لا يمكن أن يخشى العدو الآن، لكن العقلانية تقتضي ألا يعرض نفسه للخطر.

وكتب محسن مهديان، مدير صحيفة "همشهري"، عن غياب المرشد عن مراسم عزاء الإمام الحسين في مكتب آية الله خامنئي، قائلاً إن العقلانية في مواجهة نتنياهو، الذي وصفه بـ"الجلاد المجنون"، هي شجاعة في ذاتها، وغياب القائد ليس مجرد إجراء أمني، بل هو فعل عاطفي وحماسي وعقلاني ورمزي.

 

ويرى الكاتب أن غياب خامنئي أظهر للتاريخ مظلومية أمة، وكشف خبث المؤسسات الدولية التي التزمت الصمت إزاء تهديد زعيم دولة، بينما تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

 

وأصدر بعض مراجع التقليد الشيعية، مثل آية الله ناصر مكارم شيرازي وآية الله نوري همداني، فتاوى منفصلة اعتبرت أن أي اعتداء على مراجع الشيعة، بما في ذلك آية الله خامنئي، بمثابة محاربة وإفساد في الأرض، وأوجبت قتل مرتكبي ذلك شرعًا. وفي سياق مراسم العزاء، أعلن مهدي رسولي، أحد المداحين المقربين من الحكومة، تحت تأثير الأجواء العاطفية، أنه مستعد لتقديم مكافأة لمن يقتل ترامب بناءً على هذه الفتوى!

 

وقبل ظهوره في مجلس عاشوراء، وصلت التسائلات الى حد ما اذا كان خامنئي سيعتمد نهج السيد حسن نصرالله، الأمين العام السابق لـ"حزب الله"، ولا يظهر علناً، مكتفيًا برسائل تلفزيونية مع وصول عدد محدود جدًا من الأشخاص إليه؟ أو أن الأوضاع ستعود إلى طبيعتها بعد فترة؟
 

في كل الأحوال، يُعدّ هذا الوضع الجديد لخامنئي، والذي لم يكن متوقعًا من قبل، حالة استثنائية. ورغم أنه وفر فرصة لمعارضيه وللجمهورية الإسلامية للنقد والسخرية، ولأنصاره للتعبير عن الولاء، بدا أن الحفاظ على حياة القائد وسلامته في هذه الظروف الأولوية الأهم والأوجب للجمهورية الإسلامية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق