في خطوة إيجابية من جانب بريطانيا، أعلنت، اليوم السبت، إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وذلك في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية بريطاني منذ 14 عامًا.

بريطانيا تعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال تواجده في العاصمة السورية دمشق، حيث أجرى مباحثات مع مسؤولين سوريين أن:" المملكة المتحدة تدعم الحكومة السورية في تنفيذ التزاماتها الدولية، لا سيما في الملفات الإنسانية والأمنية".

وأعلنت الحكومة البريطانية أن استئناف العلاقات تأتي في إطار مقاربة دبلوماسية جديدة تهدف إلى الانخراط مع الأطراف الفاعلة في المنطقة لتحقيق الاستقرار، ودعم جهود الحل السياسي تحت رعاية الأمم المتحدة.

حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني

بالتوازي مع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين لندن ودمشق، أعلنت بريطانيا تخصيص حزمة مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني، لتلبية الاحتياجات العاجلة للسوريين المتضررين من الأزمة المستمرة، وتشمل المساعدات دعمًا للقطاع الصحي والغذائي ومشروعات إيواء النازحين.

واليوم، التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في دمشق، مع الرئيس السوري أحمد الشرع لبحث تعزيز التعاون، بعد أن بدأت المملكة المتحدة رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وتعمل سوريا على تحسين علاقاتها مع الدول الغربية في أعقاب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي في هجوم قادته جماعة هيئة تحرير الشام والتي كان يتزعمها في يوم من الأيام الشرع.

وذكر مكتب الشرع أن لامي والرئيس بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون وآخر المستجدات الإقليمية والدولية. وفي وقت لاحق، التقى لامي نظيره السوري أسعد الشيباني، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.

وفي أبريل الماضي، رفعت الحكومة البريطانية عقوباتها عن اثنتي عشرة جهة سورية، بما في ذلك دوائر حكومية ووسائل إعلام، للمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد الإطاحة بالأسد. وقبل ذلك بأسابيع، رفعت المملكة المتحدة عقوباتها عن عشرين شركة سورية. معظمها بنوك وشركات نفط. 

وتشهد سوريا مرحلة جديدة، حيث تسعى الإدارة التي يتزعمها أحمد الشرع إلى إعادة وضع سوريا على المسار الإقليمي والدولي الصحيح والانفتاح على تحالفات جديدة، ومحاولة رفع وتخفيف المعاناة التي عاشها السوريين خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد وأدت إلى أحداث أزمة إنسانية واقتصادية وأمنية خانقة.