مسؤولو كبرى الشركات الأميركية في الجزائر: تعاون اقتصادي بعمقٍ سياسي استراتيجي - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسؤولو كبرى الشركات الأميركية في الجزائر: تعاون اقتصادي بعمقٍ سياسي استراتيجي - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 09:10 مساءً

في توقيتٍ يبدو محسوباً بعناية، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كبار مسؤولي شركتي الطاقة الأميركيتين العملاقتين "إكسون موبيل" و"شيفرون"، في مشهد لا يقتصر على البعد الاقتصادي فحسب، بل يعكس تحوّلاً سياسياً استراتيجياً في علاقات الجزائر بواشنطن. هذه الزيارة التي جاءت في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين، عنوانها الطاقة، وعمقها الجيوسياسة.
وقال مراقبون إن استقبال الرئيس تبون لمسؤولي كبرى شركات الطاقة الأميركية، في هذا التوقيت تحديداً، يضفي على علاقات الجزائر وواشنطن عمقاً اقتصادياً محكوماً باستراتيجية سياسية واضحة.
ولشركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون" وزن كبير في سوق الطاقة الدولية، واهتمامهما بالجزائر ليس وليد اللحظة، بل يُعدّ امتداداً لسنوات من التعاون.
وكانت رسائل التقارب بين الجزائر والولايات المتحدة واضحة منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدءاً من اتفاقات عسكرية وصولاً إلى التعاون الاقتصادي عبر مشاريع طاقوية مهمّة. تقاربٌ دفع محللين إلى الحديث عن ابتعادٍ تدريجي لروسيا عن الجزائر، واقتراب أميركي لافت منها.
وأعلنت شركة المحروقات الجزائرية "سوناطراك"، في كانون الثاني/ يناير الماضي، توقيع اتفاق مع شركة "شيفرون" لإنجاز دراسة حول إمكانيات موارد المحروقات في المياه الإقليمية الجزائرية.

 

تبون مستقبلاً وفد شركة

تبون مستقبلاً وفد شركة

 

ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الجزائر حمزة حسام، في حديثه لـ"النهار"، أن "الاستقبال الشخصي الذي خصّ به الرئيس الجزائري مسؤولي شركتي شيفرون وإكسون موبيل، يُعبّر عن حجم الأولوية التي توليها الدولة الجزائرية للانخراط في شراكات براغماتية ومُربحة مع عمالقة الطاقة العالميين من جهة، ومع الدولة التي تنتمي إليها هذه الشركات، أي الولايات المتحدة من جهة أخرى".
ويضيف أن لدى السلطات الجزائرية، وعلى رأسها الرئيس تبون، "إرادة للذهاب بالشراكات الجزائرية العالمية نحو أفق جديد يُرسّخ مكانة الجزائر كمُصدّر ومموّن موثوق وقارّ في السوق الدولية للمحروقات، وسعياً لإضفاء مزيد من الثقل على موقعها ضمن هذه السوق".
ويُشير حسام إلى أن "الإمكانيّات الهائلة التي تمتلكها كل من شيفرون وإكسون موبيل في مجالات استكشاف الغاز والنفط، إضافة إلى تفوّقهما في صناعة وبيع المشتقات الكيميائية للنفط، وتوليد الطاقة، تجعل من حرص الجزائر على بناء شراكات استراتيجية معهما خياراً مبنيّاً على تقدير دقيق للمكاسب المتوقعة".
ويؤكد أن الجزائر تسعى من خلال هذه الاستثمارات، لا سيما الأميركية منها، إلى جعل قطاع الطاقة "رافعةً لنموّ ناتجها المحلي الخام من جهة، وأداةً لتكريس حضورها الجيوسياسي إقليمياً ودولياً من جهة أخرى".
من جانبه، يرى المحلل السياسي سليمان بومرابط أن العلاقات بين الجزائر وواشنطن تشهد تطوراً متواصلاً، خاصة منذ بداية الولاية الثانية لترامب.
ويؤكد، في حديث مع "النهار"، أن زيارة وفود الشركات الأميركية الكبرى إلى الجزائر واستقبالها من قِبل أعلى سلطة في البلاد، تعكس الاستقرار المميز في علاقات البلدين، وتدفعها نحو مزيد من التعاون الاقتصادي والجيواستراتيجي.
ويلفت بومرابط إلى عوامل أسهمت في تغذية هذا النموّ في العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة، من بينها الأزمة الديبلوماسية الراهنة بين الجزائر وفرنسا، إذ تحاول واشنطن انتزاع حصة أكبر من الاستثمارات في الجزائر على حساب باريس.
ويضيف أن "الولايات المتحدة استثمرت، وتسعى للاستثمار، سياسياً واقتصادياً، في أزمات الجزائر المُعلنة وغير المُعلنة مع شركاء سابقين مثل روسيا"، انطلاقاً من الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها البلاد، وموقعها الاستراتيجي في القارة الأفريقية.
ويشير إلى أن الجزائر، رغم مواقفها المعارضة للولايات المتحدة في مجلس الأمن، ولا سيما في ما يخص القضيتين الفلسطينية والصحراوية، فإنها "أثبتت أنها تسعى إلى علاقة متوازنة ومستقرة مع واشنطن، خارج منطق الصدام تماماً".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق