نصوص قصيرة جداً - شبكة جدة الإخبارية

ميديا بلس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نصوص قصيرة جداً - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 07:35 مساءً

(1)

يجلسان في لحظة لقاءٍ حميمي.. تتحرك أصابعهما إمّا لالتقاط حبات اللوز أو الارتشاف من الكأس البارد. رأساهما منكفئان على الهاتف مستغرقة عيونهما، يتبادلان معاً عبر الهاتف حديثاً مغرياً..

ثمّ يبتسمان ولا تنطق شفاههما بكلمةٍ واحدة.

(2)

في صخب جلسوا بقرب النهر.

تحدثوا.

ارتفع نقاشهم.

احتّدوا

شتموا بعضهم بعضاً.

ثم التهموا طعامهم.

امتدت أيديهم على بعض بصخب.

واندلقت ألسنتهم الخشبية بعنفٍ من جوف الأفعى كاللهب.

ولم يلقوا نظرةً واحدةً خلف النافذة الزجاجية من ورائهم ومن أمامهم.. للهدوء المائي المنساب نحو الشمال.

وحين كنت أنظر بحنو إلى النيل المضطرب تذكرت رواية الصخب العنف، سمعته يهمس لي همس الحكماء، فتى أسمر خمري اللون غضّ الإيهاب يجري من الجنوب إلى الشمال: هل تليق بي هذه الثرثرة من جديد في هذا الأوان؟.

ربتُّ على كتفه وقبلت خده الخَفِر. وقلت له تحمّل هي ثرثرات دبقات لا تنتهي فوق النيل.

(3)

تعوّدت أن أقرأ الكتاب من البداية، ذات مرة غامرت وقرأته من الصفحة الأخيرة.. وحين وصلت لصفحته الأولى مللت، لم أكمله... وتركته جانباً.

(4)

الجسر الخشبي (Wood Bridge)

نص:

حين جلست على الرمل البارد بقرب الشاطئ.. كانت طيور بيضاء تتراقص تحت غيمة.

ورأيت ذلك الجسر الخشبي الأنيق ممتداً إلى نقطة عميقة في جوف اللون.

بعيداً هو داخل البحر.. كأنه يعانق موجةً هائمة.

طلبت كأساً مشعة برذاذها من الجعة منتظراً تلك التي ستأخذني عميقاً إلى لجة عينيها الخضراوين.. وإلى اخضرار العاصفة في دمها..!

سألت من يملك الجواب:

- إلى أين يمضي هذا الجسر؟

- إلى هناك.. وسط البحر حيث كل عاشقٍ تحت ظلال الليل والبحر والنجوم يقطف قبلته من شفتي حبيبته بحرية مطلقة.

حين جاءت عاشقتي قلت لها: هيا نعبر الجسر..

هيا نعبر إلى الحرية، هيا نعبر إلى نجم يغرق في البحر،

هناك حيث يطيب لنا سرقة القبلات بعيداً بعيداً عن أعين هذه الشبابيك المعتمة.

كان الجسر يتضاحك مثلنا..

يتنهد ويرقص حين خطرنا فوقه.

وحين وصلنا نهايته هالنا اتساع المكان في حلقة مربعة يتنفس البحر حولها ويقذف عشاقه مداعباً برذاذات آهاته المالحة وهم يتبادلون القبلات الطويلة والتنهدات.

قبلتها ونسينا الزمن أو نسانا.

ولم يكن على الجسر سوانا

حسبناها بضع ثوانٍ

بضع دقائق

بضع ساعات.

أو آهات

ولم نفق الاّ حين أطلت الشمس خجلةً من وسط الماء تطل علينا في نعاسها ودفئها.

عندها دعوتها حين رجعنا للشاطئ إلى كأسٍ مشتركٍ (Wood Bridge) لنواصل قبلاتنا من جديد بعيداً في بعدٍ فيزيقي وميتافيزيقي آخرين.

وكي لا نفيق

من غيبوبة المطلق.

(5)

تهويمات ليلية

حيث القبلة تنام على سرير شفتي

يستيقظ الجسد المرمري

فيمتص رحيقاً من نبيذ الرغبة،

وترتجف الضحكة على أطراف أصابع القدمين،

وندخل معاً في أعماق الغابة السوداء،

ويسيل الصنوبر من أغصان الشجر

يسيل تحت ضوءٍ بعيدٍ يلوح فيه الفجر العاجي

كأنه بعض من ضياءِ الشمس الناعسة

أفتش عن الأزهار مضطجعةً في خلايا الجسد

هناك عند العشب المبتل نرتوي

ونريق أحلامنا على ضفاف الوله المنكسر،

أجلس ضحكتك الجذلى على ركبتي

وأناجي الزرقة في عينيك وفي قلبي كل الكلام يغيض

تهمي الغيمات مطراً تهمي الضحكات، والآلام في القلب لم تزل كلها.

(6)

? Any Rubbish please

في رحلتنا القصيرة إلى مدينة (د) لم يقدّم لنا في الطائرة غير قطعٍ من البسكويت وشربة ماء.

مرت المضيفة الهندية بعد دقائق حاملةً صينية بلاستيكية فارغة:

- ? Any rubbish أي فضلات؟

وضعت لها بقايا ما تناولت، أما جاري الراكب الأمريكي الممتعض الطويل ذو الشعر الأشقر الذي لم يرد على تحيتي حين وجدته محتلّاً مقعدي، فقد أدخل يده في جيب سرواله وقدم لها قطعاً ممزقة من الورق الملون.

لمعت عينا المضيفة الهندية وصاحت:

I thought you will give some money

لاحت على وجهه الممتعض سحابة ابتسامة باردة وقال: !..it is، وهي كذلك.

حين تفقدَّتها بفضولية وجدتها بالفعل قطعاً ممزقة مهترئة من العملات النقدية الهندية والمصرية والفلبينية والإندونيسية والإيرانية والسورية والعراقية.. ووو..........

قالت المضيفة لزميلتها الفلبينية:

?Do you think all of these currencies are Rubbish

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : نصوص قصيرة جداً - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 07:35 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق