بعد عقود من التوتر... العلاقات المصرية الإيرانية أمام اختبار جديد - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد عقود من التوتر... العلاقات المصرية الإيرانية أمام اختبار جديد - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 07:20 صباحاً

بعد سنوات طويلة من التوتر بين مصر وإيران، بدأت العلاقات بين البلدين تشهد مساراً متسارعاً نحو التقارب، بلغ ذروته حين أقدمت طهران، قبل نحو أسبوعين، على خطوة طالما تعثّرت سابقاً بسبب الخلافات، إذ قررت تغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي" قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. وقد رحّبت القاهرة بهذه الخطوة على لسان وزير خارجيتها بدر عبد العاطي.

لكن الضربات التي وجّهتها إسرائيل والولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية، ورد فعل طهران بقصف قاعدة عسكرية أميركية على الأراضي القطرية، أثارت قلقاً واسعاً في عدد من دول الخليج، الأمر الذي قد ينعكس على وتيرة التقارب بين القاهرة وطهران، وخصوصاً أن مصر تعتبر أن تهديد أمن الخليج يُعد تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

 

مؤثرات الحرب
يرى الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية، أن للحرب تأثيراً مباشراً على مسار تطور العلاقات بين البلدين. ويقول لـ"النهار": "العلاقات المصرية – الإيرانية اتخذت خلال الفترة الأخيرة منحى أكثر إيجابية، وكان التمثيل الديبلوماسي الكامل قريباً من التحقق، إلا أن التطورات العسكرية الأخيرة دفعت بهذا الملف إلى التأجيل، ولو جزئياً، مع وجود عوامل إقليمية ودولية أخرى ستؤثر في المرحلة المقبلة".

 

علاقات معقدة ومتقلبة
بدورها، تصف الدكتورة نهى بكر، عضو الهيئة الاستشارية للمجلس المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، العلاقات المصرية – الإيرانية بأنها "من أعقد العلاقات في منطقة الشرق الأوسط". وتقول لـ"النهار": "شهدت العلاقة بين البلدين تحولات متكررة على مدار العقود الماضية، تعكس التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كلا البلدين".

وتضيف: "بعد الثورة الإسلامية في إيران وتوقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، أعلنت طهران قطع العلاقات، وتصاعد التوتر حين أطلقت اسم قاتل السادات على أحد شوارع العاصمة الإيرانية. ومنذ ذلك الوقت، بقيت العلاقات الديبلوماسية مجمّدة، فيما تبنت مصر موقفاً حذراً من محاولات الهيمنة الإيرانية في الخليج، مؤكدة مراراً أن أمن الخليج هو جزء لا يتجزأ من أمنها القومي".
وتشير بكر إلى أن "العلاقة بين القاهرة وطهران لم تكن يوماً ثابتة، بل تتأرجح بحسب التوازنات والمصالح، ورغم محاولات التقارب، إلا أن هناك عوامل عديدة لا تزال تعرقل تطوير التعاون الثنائي".

 

تحالفات متبدّلة
ويرى لاشين أن "التطورات العسكرية الأخيرة في المنطقة التي أصبحت على صفيح ساخن، ساهمت في تجميد المسار الإيجابي الذي كانت تسير فيه العلاقات المصرية – الإيرانية، وربما تفرض المرحلة المقبلة تحالفات جديدة على الطرفين".
ويضيف: "الفيصل الرئيسي سيكون مدى قدرة طهران على إدارة تفاوض فعّال مع واشنطن. أما القاهرة، فهي حريصة على الحفاظ على حيادها وتوازنها السياسي في الإقليم، وتخشى أن تجد نفسها مضطرة إلى الانخراط في تحالفات قد تُفقدها هذا التوازن".
ويختم: "رغم التقدّم المحرز في العلاقات مؤخراً، إلا أن هذه العلاقات لا تزال رهينة اللحظة السياسية الراهنة، ومعادلات التوازنات الدولية والإقليمية. ومع ذلك، من غير المرجح أن تُفرّط القاهرة وطهران في ما تحقق من تفاهمات إيجابية خلال الأشهر الماضية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق