بدأت مصر العمل بالتنسيق مع فصائل فلسطينية من أجل عقد اجتماع وطني يضمّ كل الفصائل، ويهدف إلى توحيد الصفّ الفلسطيني. وتأتي هذه الخطوة بعد توقيع اتفاق بمدينة شرم الشيخ، الخميس، لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة.
وكانت حركة "حماس" قد قالت في بيان لها، الجمعة، إنها تعمل بالتنسيق مع الجانب المصري لعقد اجتماع وطني فلسطيني عاجل، يهدف إلى توحيد الموقف الوطني، في ضوء وقف إطلاق النار.
ويرى محللون مصريون أن إسرائيل استغلت الانقسام الفلسطيني، لفترة طويلة، كذريعة لرفض التفاوض مع الفلسطينيين، ومن ثمّ عرقلة حلّ الدولتين.
وعلمت "النهار" أن القاهرة كانت تدفع نحو تلك الخطوة قبل انعقاد محادثات السلام غير المباشرة بين "حماس" وإسرائيل في شرم الشيخ، خلال الفترة من يوم الاثنين إلى الخميس الماضي، والتي أسفرت عن اتفاق لوقف الحرب.

خطوة مهمة
يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي، لـ"النهار"، إن "خطوة عقد حوار فلسطيني – فلسطيني مهمة، وتأتي في ظلّ ضغط كبير على الحركة، كي تخضع للديموقراطية والإجماع، ولعلّ توقيع اتفاق وقف الحرب يكون بادرة أمل".
ويعقّب الديبلوماسي الذي شغل أيضاً منصب مستشار أمين عام جامعة الدول العربية: "هذا الاتفاق قد يفتح المجال لحوار وطني فلسطيني، ينقذ القطاع من إدارته عبر سلطة دولية أو ربما إنكليزية (في ما يشبه الانتداب)، وهذا وضع لا أظنّ أن أحداً سيقبله، لن تقبله مصر ولا السعودية، ولا أي دولة عربية أخرى".
وبرغم دخول الاتفاق حيّز التنفيذ قبل أيام قليلة، إلا أن كثيرين يتخوفون من هشاشته، ويلفت بيومي إلى أن "الظروف الراهنة مضطربة وبالغة التعقيد، وتستدعي الحوار بين الفلسطينيين لتوحيد صفّهم".

خطة وإطار
من جانبها، ترى المحللة السياسية والباحثة الفلسطينية في الشؤون الدولية الدكتورة تمارا حداد أن "عمل مصر على تنظيم اجتماع وطني فلسطيني خطوة مهمة بتوقيت حساس".
وتضيف حداد في حديث لـ"النهار": "التوقيت يأتي بعد توقيع حماس اتفاق وقف الحرب بناءً على خطة ترامب، ما يجعل الخطة وكأنها إطار تفاوضي لإدارة القطاع، تحديداً في اليوم التالي لوقف الحرب. وقد أصبح هناك متغيّر مهم، وهو إما أن يُدار القطاع بوصاية دولية، أو يُجرى حوار فلسطيني لتولّي إدارة القطاع".
وتعتقد حداد أن "مصر تعلم تماماً أن هناك ضرورة لأن تكون إدارة القطاع فلسطينية، بعد أن يتم إنهاء حالة الانقسام والانفصال الداخلي". وتشير إلى أن "هذا يأتي في إطار استمرار القاهرة في لعب دور كوسيط وشريك رئيسي في حفظ الأمن الإقليمي، والأمن القومي المصري، بما يفضي إلى استقرار القطاع، ودفع السلطة الفلسطينية نحو بناء دولة، والتمهيد لإعادة إعمار غزة، وإبقاء إدارتها فلسطينية خالصة".
وتلفت حداد إلى أنه "في نهاية المطاف، فإن نجاح الحوار يتوقف على الإرادة السياسية ونية الفصائل الفلسطينية، وتحديداً فتح وحماس، وتقديم كلا الطرفين تنازلات كي يتم تأسيس حكومة وطنية تنهي الانقسام".
وتختتم حديثها قائلة: "إما أن ينجح الحوار ويكون بداية لوحدة الصفّ وبناء الدولة، أو يكون خطوة لنهاية القضية الفلسطينية وتصفيتها".