تفقّدت وزيرة البيئة تمارا الزين موقع بطحة الشوح حيث اندلع الحريق أعالي جرود القبيات، واطّلعت ميدانياً على حجم الأضرار البيئية التي لحقت بالثروة الحرجية والطبيعة في المنطقة.

ورافقت الوزيرة في جولتها نائبة رئيسة بلدية القبيات الدكتورة ميرنا هلال كرم، ورئيس بلدية مشتى حمود السيد رشاد صالح، ورئيس مجلس البيئة في عكار الدكتور أنطوان ضاهر، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس البلدي.

جولة الزين في القبيات (النهار).

وشارك في اللقاء مسؤولو الدفاع المدني الذين بذلوا جهوداً مضنية لإخماد النيران والحد من تمددها، بالإضافة إلى عناصر من الجيش وشبان من البلدة، الذين لعبوا دوراً محورياً في عمليات الإطفاء.

وأكدت الوزيرة الزين أهمية تعزيز التدابير الوقائية، وتكثيف الجهوزية للاستجابة السريعة لمثل هذه الكوارث، مشيدةً بتفاني فرق الإطفاء والدفاع المدني والجيش والمتطوعين المحليين.

وشددت على "ضرورة المحاسبة الفعالة للعابثين بالبيئة ومرتكبي الجرائم البيئية"، معتبرة أنّ "الوقاية تبقى الأساس في مواجهة هذه الكوارث". وأشارت إلى أن "هذا العام يشهد موسماً جافّاً بشكل غير معتاد نتيجة كميات الأمطار المحدودة، ما يرفع من احتمالية اندلاع حرائق مماثلة، ويتطلب تشديد الإجراءات الوقائية وزيادة الوعي البيئي".

كما أكدت الزين أن "وزارة البيئة تطلق سنوياً خطة طوارئ وطنية لمواجهة مخاطر الحرائق"، داعية إلى "تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي لضمان حماية المساحات الحرجية والبيئة الطبيعية في لبنان".

تقييم أولي لحريق القبيات 

أشار الدكتور جورج متري، مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، في تقييم أولي عن حرائق القبيات الأخيرة إلى أن المساحة المتضررة تجاوزت 20 هكتاراً في منطقة ذات حساسية إيكولوجية عالية جداً، حيث إن قدرة الغطاء النباتي على التعافي بعد الحريق محدودة للغاية بفعل طبيعة الموقع وظروفه المناخية والبيئية.

أضاف: إن مثل هذه الحرائق تُعدّ جرس إنذار جديداً يؤكد الحاجة الملحة لوضع إدارة مخاطر حرائق الغابات والأحراج في صدارة أولويات الدولة، بدءاً من الوقاية والتخطيط المسبق، وصولاً إلى الاستعداد السريع ورفع جاهزية فرق الاستجابة، وصولاً إلى إعادة التأهيل واستعادة النظم البيئية المتضررة.

آثار حريق القبيات (النهار).

وشدد على أن الحفاظ على غاباتنا ومساحاتنا الطبيعية مسؤولية جماعية تتطلب إرادة سياسية واضحة، وتعاوناً فعّالاً بين كل الجهات الرسمية والمجتمع المحلي. بدون ذلك، ستبقى هذه الثروات الطبيعية عرضة لمزيد من الحرائق والاندثار، ما يفاقم أزمة فقدان التنوع البيولوجي ويؤثر سلباً على حياتنا ومستقبل أجيالنا.

آثار حريق القبيات (النهار).