أيّ خيار للبنان بين إسرائيل وسوريا و"البحر"؟ - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أيّ خيار للبنان بين إسرائيل وسوريا و"البحر"؟ - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 02:30 مساءً

في الوقت الذي يطغى فيه الكلام على اعداد اركان الدولة اللبنانية اجوبة او اقتراحات على ما حمله الموفد الاميركي السفير توم براك الى لبنان، برز الى الواجهة بقوة سقف مرتفع لـ"حزب الله" على ألسنة مسؤوليه يتشددون من خلاله بموضوع بقاء السلاح والتلويح بالتحرك لردع اسرائيل، على حد قولهم.

 

يسير ذلك في موازاة اظهار ايران انها لم تنهزم وانها لا تسارع الى التفاوض مع الولايات المتحدة الاميركية، على خلفية انطباعات بهزيمتها او عدم انتشارها بل على العكس تظهر تشدداً وانطلاقاً من لبنان الى جانب مواقف مسؤوليها على نحو يضع لبنان في موقع حرج: بين الإلحاح الاميركي لتنفيذ لبنان التزاماته بناء على موافقة الحزب على نزع سلاحه، وبين تشدد ايران في الساحة الوحيدة التي تبرز فيها عدم خسارتها عقب الحرب الاسرائيلية  الاميركية وعقب خسارتها سوريا ايضاً. حين يقول الشيخ نعيم قاسم ان الحزب لن يسكت الى الابد، فإنه يستمر في القول ان قرار الحرب والسلم لا يزال بين يديه وان الانسحاب من جنوب الليطاني لن يغير من معادلة فرض منطقه على الدولة اللبنانية.

 

 

صورة لبشار الأسد في دمشق (نبيل اسماعيل).

صورة لبشار الأسد في دمشق (نبيل اسماعيل).

 

يعتقد مراقبون ديبلوماسيون ان ايران حين خسرت سوريا اصبح لبنان اهم بالنسبة اليها من اجل تعويض خسائرها والابقاء على وجودها، بمعنى ان إضعاف ايران والحزب عسكرياً زاد من تشددها. يضاف الى ذلك تسجيل هؤلاء المراقبين نقطة خطيرة جداً تتمثل في اقامة حالة طائفية سياسية تفيد بأن الطائفة الشيعية لا تزال تمسك بالبلد في الاقتصاد والامن والاستقرار، ويود اركان هذه الطائفة استمرار دعم ذلك بالسلاح تحت وطأة التهديد بالذهاب الى حرب اهلية او عدم رغبة القيمين على البلد في الذهاب الى حرب اهلية . هذا في جانب، وفي جانب آخر تظهير حالة طائفية سياسية سيحتاجها الحزب بحكم المخاطر التي يسوقها إن من جهة اسرائيل أو من جهة سوريا أخيراً بعد سقوط مظالم بشار الاسد، أو حتى من جهة الداخل اللبناني المجمِع على ضرورة انتهاء سلاح الحزب واستعادة الدولة سيادتها وقرارها.

 

ويقول هؤلاء المراقبون ان الكلام على اشتراط انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها قبل ان يعلن لبنان اي نية لديه لفرض حصرية السلاح، سبق ان عايش لبنان تجربة مماثلة لها حين تم استحضار مزارع شبعا من الاستيداع لابقاء سلاح الحزب مبرراً وقائماً في عام 2000. فيما الرهان اليوم على العودة الى ما بعد 2006 من حيث ابقاء سلاح الحزب انما كما سار الحزب على تهدئة وعدم اطلاق اي رصاصة على اسرائيل حتى 8 تشرين الاول 2023 حين بدأ حرب مساندة غزة، فإنّ هذا ما يسعى اليه مع ايران ولا اهمية في الواقع لاخلاء جنوب الليطاني او عدم اظهار صواريخ الحزب باعتبار ان الامور يمكن ان تتغير في لحظة . ويخشى ان التشدد الايراني الذي يعبر عنه الحزب يستدرج رفعاً لسقف التفاوض مع الولايات المتحدة ووضع اوراق اضافية في يد طهران على خلفية انها لم تخسر اذرعها الاقليمية وهي لا تزال تملك القدرة على التفاوض على لبنان وسواه في هذا الاطار .

 

المحاذير ثلاثة على الاقل خصوصاً في ظل عدم استطاعة لبنان التقدم على المحاور الاخرى الاصلاحية او الاقتصادية، كذلك استمرار اسرائيل في ان تشكل المطرقة التي توجه الضربات الى لبنان في ظل المراوحة اللبنانية الداخلية بعدم حسم نزع سلاح الحزب او اقناعه بذلك . ويخشى كثر في هذا الاطار ان تترك الولايات المتحدة اسرائيل للضغط عسكرياً في هذا الاطار باعتبار ان امنها على الحدود الشمالية يبقى عرضة للتهديد والخطر . وتالياً فإن لا اطمئنان في ضوء ذلك الى ان التهدئة على جبهة ايران - اسرائيل مباشرة ستعني حكماً عدم العودة الى حرب عبر اذرع ايران او توجيه ضربات اليها من هذه الزاوية، وقد اظهرت ايران انها تستخدم لبنان ولا تأبه لما يتعرض له من تدمير .

 

المحذور الثاني يتصل باحتمال نجاح الرهان على يأس الولايات المتحدة من لبنان فيما ان جهدا كبيرا يستلزم لبنان للابقاء على اهتمام الادارات الاميركية بالمقدار الذي يتطلبه ذلك. والرهان على الولايات المتحدة يبقى لاعتبارين اساسيين ان واشنطن وحدها تستطيع الضغط او المونة على اسرائيل، في اطار اي وساطة محتملة بين لبنان واسرائيل. وهناك مخاطرة بفقدان ذلك اذا لم يتجاوب لبنان مع الافكار الاميركية او لم ينفذ التزاماته نزع سلاح الحزب. والاعتبار الاخر ان الولايات المتحدة هي العمود الفقري الداعم للجيش اللبناني ولا يجوز ان يفقد ذلك اذا فشلت الدولة في مهمتها ضمان حصرية السلاح خصوصاً في ظل انتقادات وملاحظات اميركية وغير اميركية في هذا السياق حتى الان.

 

المحذور الثالث يتصل بما يحصل في جوار لبنان وتحديداً في سوريا والانتظارات المرتقبة في اتفاق سلام وليس بالضرورة تطبيعاً بين سوريا واسرائيل في المدى المنظور. سيكون لبنان في هذه الحال بين ثلاثة أضلع أحدها سوريا وثانيها اسرائيل وثالثها البحر. فأي من هذه الخيارات سيحاول لبنان ان يعتمده او أن يتكئ عليه؟ لا جواب محتملاً والارجح لا تفكير "دولتياً" بعد في ذلك علماً انه موضوع مهم، وسيكون للبحث صلة.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق