على مدار أكثر من عقد من الزمن منذ ثورة 30 يونيو، شهدت مصر تغييرات وتنمية شاملة كان من أبرزها إطلاق مبادرة "حياة كريمة"، التي أصبحت عنوانًا لتحول حقيقي في حياة سكان القرى والمناطق النائية، حيث كُسر حاجز التهميش وبدأت رحلة التنمية المتكاملة لتحسين جودة الحياة لملايين المواطنين.

مبادرة "حياة كريمة": مشروع قومي لتطوير الريف المصري

أُطلقت المبادرة الرئاسية في يناير 2019 بهدف تطوير القرى المصرية بالكامل، وتحسين مستوى حياة أكثر من 60 مليون نسمة يعيشون في الريف. وتعكس هذه المبادرة رؤية شاملة تستهدف إعادة بناء البنية التحتية والخدمات الاجتماعية وتحقيق العدالة التنموية بين المدن والقرى.

من تحديات متراكمة إلى مشهد حضاري متكامل

جاءت ثورة 30 يونيو في وقت كانت مصر تواجه فيه تحديات كبيرة، من بينها أزمة العشوائيات والمناطق غير الآمنة، والتي كانت تمثل بؤرًا للفقر والجريمة. ومنذ اللحظة الأولى، أولت الدولة اهتمامًا بالغًا لهذا الملف، وعملت على تحويل هذه المناطق إلى بيئات حضارية توفر للمواطنين سكنًا لائقًا وخدمات متكاملة.

نماذج ناجحة مثل مشروع الأسمرات وروضة السيدة وبشاير الخير، تثبت أن الإرادة السياسية والتنمية المستدامة قادرة على إعادة الحياة لهذه المناطق المنسية.

مليارات الجنيهات للقضاء على العشوائيات

خصصت الحكومة ميزانية ضخمة تصل إلى 63 مليار جنيه لتطوير 357 منطقة غير آمنة في 25 محافظة، تستفيد منها أكثر من 1.2 مليون مواطن. وشملت هذه المشروعات إنشاء نحو 246 ألف وحدة سكنية مجهزة بكافة المرافق والخدمات الضرورية لتحسين جودة حياة السكان.

القضاء على الأسواق العشوائية والمناطق غير المخططة

في إطار جهود تطوير العمران والتنمية المستدامة، تستهدف الدولة القضاء الكامل على الأسواق العشوائية والمناطق غير المخططة بحلول عام 2030. تبلغ مساحة هذه المناطق حوالي 152 ألف فدان، مع ميزانية تصل إلى 318 مليار جنيه مخصصة لتطوير البنية التحتية وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

"حياة كريمة": حجر الزاوية في الجمهورية الجديدة

تُعد مبادرة "حياة كريمة" المشروع الأبرز في رؤية الدولة لبناء الجمهورية الجديدة، حيث تستهدف في مرحلتها الأولى تطوير أكثر من 4500 قرية داخل 175 مركزًا في 20 محافظة، بميزانية 350 مليار جنيه، يستفيد منها نحو 18 مليون مواطن، مع تركيز خاص على محافظات الصعيد التي حصلت على 68% من مخصصات المرحلة الأولى.

وفقًا لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وصلت نسبة تنفيذ مشروعات المرحلة الأولى إلى 85%، وقُدرت قيمة الإنفاق الفعلي بـ200 مليار جنيه، مما يؤكد جدية الحكومة في إنجاز هذه الرؤية التنموية.

مشروعات مياه وري واستدامة بيئية

تضمنت المبادرة مشروعات شاملة لتأهيل وتبطين الترع، حيث تم الانتهاء من تأهيل أكثر من 3250 كيلومترًا من إجمالي 4 آلاف كيلومتر مستهدفة، مما يساهم في تحسين استدامة الموارد المائية ودعم الزراعة.

كما أُطلقت مبادرة "القرية الخضراء" التي تهدف إلى تأهيل القرى وفق معايير بيئية عالمية، والحصول على شهادة "ترشيد" للمجتمعات الخضراء، لتعزيز التنمية المستدامة وحماية البيئة في المناطق الريفية.

تجسد مبادرة "حياة كريمة" التزام الدولة المصرية بتحسين حياة ملايين المواطنين وتوفير حياة كريمة ومستقبل أفضل لأبناء الريف، من خلال تنمية شاملة ومستدامة تعكس روح التغيير والإصلاح الذي بدأته ثورة 30 يونيو.