سخرية إسرائيلية من طلب ترامب إلغاء محاكمة نتنياهو: يُهديه قطعة حلوى - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سخرية إسرائيلية من طلب ترامب إلغاء محاكمة نتنياهو: يُهديه قطعة حلوى - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 26 يونيو 2025 08:30 مساءً

بعد العاصفة التي أثارها "المنشور الاستثنائي" للرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصته "تروث سوشال"، والذي دعا فيه إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو منحه عفواً فورياً، وهاجم فيه القضاء الإسرائيلي واصفاً القضية ضد حليفه بأنها "ذات دوافع سياسية"، تلقف الصحافيون الإسرائيليون التصريح بسخرية يمكن وصفها بـ"الكوميديا السوداء".

وكتب أحد الصحافيين متهكماً: "طائرة B2 في طريقها لقصف المحكمة العليا الإسرائيلية"، وآخرون شبّهوا خطاب ترامب بـ"عرض مرعب يُظهر إلماماً واسعاً، لكنّه يذكّر بباغز باني".


وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مصادر مطلعة أن ترامب قد يتوجه برسالة إلى الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ يطلب فيها العفو عن نتنياهو، رغم أن مثل هذا التدخل لا يدخل ضمن صلاحيات رئيس الولايات المتحدة، بل هو من اختصاص الرئيس الإسرائيلي وحده.
من جهة أخرى، احتفى وزراء الائتلاف الحاكم بتصريحات ترامب، بينما اعتبرت عضو الكنيست عن حزب "العمل" نعمة لزيمي أن "نتنياهو ليس بريئاً لدرجة أنه يحتاج إلى تدخل ترامب لإنقاذه من المحاكمة"، مضيفة: "ما نشره ترامب يبيّن كيف تُؤخذ دولة بأكملها رهينة لمتهم جنائي. لا يمكن لفساد شخص واحد أن يدمّر مجتمعاً بأسره. كفى".
أما عضو الكنيست غلعاد كَريڤ، فرأى أن "لا أحد فوق القانون، ولا حتى رئيس الحكومة. هذا المبدأ من ركائز الدولة اليهودية الديموقراطية، وهو منصوص عليه بوضوح في قوانينها".

العصا والجزرة
الصحافي بن كسبيت، المعارض لنتنياهو، كتب في "معاريف": "يبدو طلب ترامب وكأنه جزء من صفقة منسقة، أو على الأقل شكل من أشكال ‘العصا والجزرة‘: فمن جهة، أوقف ترامب نتنياهو عن مواصلة الهجمات على إيران، وربما سيجبره أيضاً على إنهاء الحرب غير الضرورية في غزة (آمل ذلك)، ومن جهة أخرى، منحه قطعة حلوى شخصية لتحلية مرارة الوضع".
وأضاف كاسبيت: "لست متأكداً من وجود صفقة صريحة، وقد يكون ما حدث مجرد ارتجال. كما لست واثقاً من أن توقيت الهجوم على إيران لا يرتبط ببداية الاستجواب. لكن من يفهم القضية كان يتوقع أن يحاول نتنياهو بكل جهده تفادي الشهادة والخضوع لتحقيق حقيقي. وإن كان الهجوم على إيران قد ساعده على تجاوز شلله وخوفه، فقد كان الأمر يستحق بالنسبة له".
ويصف كاسبيت ترامب بأنه "خليط من قطار ملاهٍ وإعصار، لا يمكنك التنبؤ بما سيكون عليه لاحقاً. قد يكون معك في شهر عسل، وفي اليوم التالي يُعلن حرباً عالمية... المشكلة أن ترامب يتنقل باستمرار بين الإهانات والإطراء، ليس فقط مع نتنياهو، بل مع الحياة نفسها. إنه يعتبر نفسه ضحية ‘حملة اضطهاد‘ بسبب القضايا الجنائية التي يواجهها، والتي يؤكد أنها ذات دوافع سياسية".

عقلية نتنياهو
من جهته، اعتبر الصحافي في "هآرتس" غيدي فايتس، أن "بعد قصف الجمهورية الإسلامية، أصبح نتنياهو أكثر خطورة مما كان عليه سابقاً". ونقل عن مقربين منه قوله إن "الدولة العميقة، وعلى رأسها مكتب المدعي العام، أخطر من حزب الله، وربما حتى من إيران".
وأوضح فايتس أن نتنياهو، رغم خوضه حرباً كبرى، لم يتراجع عن مشروعه الرئيسي، وهو السيطرة على أجهزة الدولة، من الشرطة، إلى الشاباك، والقضاء، والإعلام، مع ترهيب المعارضين والمنتقدين وإخضاع من يسميهم بـ"العدو من الداخل"، وذلك على الرغم من تضارب المصالح في ظل تحقيقات تطال مساعديه في قضية "قطرغيت".
وأشار فايتس إلى أن نتنياهو "شوّه فهم خصومه للواقع" خلال الحرب مع إيران، قائلاً: "من دون إيران لا وجود لنتنياهو". وأضاف أن الحرب أصبحت وسيلة لتسريع حملة شطب محاكمته، خصوصاً بعد ثلاثة أيام من الاستجواب المتبادل الذي تورّط خلاله في شبكة من "الأكاذيب المحرجة".
ونقل فايتس عن استجواب سابق قول نتنياهو عندما سُئل عن صناديق الشمبانيا التي تلقتها زوجته سارة من أصدقاء أثرياء: "أنا أعدّ الصواريخ، لا زجاجات الشمبانيا". وهي نكتة تهدف لتقديمه بصورة "قائد تاريخي" لا يهتم بالتفاهات مثل من دفع ثمن السيجار أو المجوهرات.
ورأى فايتس أن تصرفات نتنياهو لا تحركها اعتبارات الأمن القومي، بل هدفها "تفكيك المؤسسات التي حاسبته، وتقديمه للمحاكمة، ومحاولة كبح نفوذه"، مضيفاً أن "مع وجود إجماع وطني حول الحرب، قد يكون الطريق إلى إلغاء محاكمته أقصر مما كان متوقعاً".
واختتم فايتس بالإشارة إلى أن نتنياهو "في حالة ذهنية شبه مسيانية"، وأن ظهوره العلني البهيج "مثير للقلق" لمن يتذكر مسار حكمه بين 2015 و2022. فما يبدو اليوم سيطرة إسرائيلية على سماء طهران قد لا يكون سوى ستار دخاني يُخفي وراءه خطة للاستيلاء على ما تبقى من الديموقراطية، عبر نشوة قومية متصاعدة وحلفاء لا يكبحهم شيء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق