نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فنانون من إسبانيا وفرنسا ورومانيا ولتوانيا وسوريا يواصلون رحلة الجداريات في "أصيلة 46" - شبكة جدة الإخبارية, اليوم السبت 5 يوليو 2025 06:10 مساءً
أصيلة (المغرب): كريم السعدي
يواصل 17 فنانا وفنانة تشكيليين من إسبانيا وفرنسا ورومانيا ولتوانيا وسوريا، فضلا عن فنانين مغاربة، حوارهم الفني بالريشة والألوان، في إطار الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافية السادس والأربعين، المنظمة تحت رعاية عاهل المغرب الملك محمد السادس، ما بين 29 حزيران/ يونيو و6 يوليو/ تموز الجاري، وذلك ضمن تقليد انطلق منذ 1978، يتحول معه عدد من أحياء وأزقة المدينة القديمة إلى رواق عرض مفتوح في الهواء الطلق، يضفي على بياض الأسوار ألوانا من البهجة وأشكالا من الإبداع.
ويقوم جوهر جمالية جداريات أصيلة على تنوع المواضيع والتقنيات المستعملة فيها، وترك الحرية لخيال الفنان لاختيار الأشكال والألوان التي من خلالها يحول جدارا أصم إلى لوحة تنضح إبداعا وتسلب عين الزائر.
وقال حاتم البطيوي، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن دورة هذه السنة من الموسم تتميز بكونها تؤكد على استمرارية تقليد الجداريات، الذي انطلق سنة 1978، ولم يتوقف من حينها إلى اليوم.
وذكر البطيوي، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، بأن الجداريات تمثل الأرضية الفنية التي انطلق منها موسم أصيلة، قبل أن يتفرع إلى أنشطة وبرامج، شملت مؤتمرات وندوات وملتقيات، تناولت جوانب إبداعية وفنية وسياسية ودبلوماسية.
وشدد البطيوي على أن الهدف من إنجاز الجداريات يتمثل في خلق جو جمالي وبيئي وصحي لأطفال المدينة ولسكانها وزوارها، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تتميز أيضا بإنجاز جداريات الأطفال؛ مشيرا إلى أن موسم أصيلة راهن منذ زمن على الأطفال، قبل أن يستحضر تجربته الشخصية، حيث قال: "كنت أحدهم ذات زمن، من أجل تكوين جيل من المبدعين في كافة المجالات، حيث الكثير من هؤلاء صاروا إعلاميين وتشكيليين وفنانين وممثلين".
وقال الفنان التشكيلي عبد القادر المليحي، الذي هو منسق الجداريات خلال دورة هذه السنة من موسم أصيلة الثقافي إن التظاهرة تشهد مشاركة 16 فنانا من المغرب ومن الخارج، مشيرا إلى أن كل فنان يشتغل على جداريته وفق الموضوع الذي اختاره والأسلوب الذي يرغب فيه، معتبرا أن هذه الحرية في الإبداع تضفي على الجداريات تنوعا رائعا وتجعل مدينة أصيلة متحفا مفتوحا أمام السكان والزوار على السواء.
وشدد المليحي على أن "الجداريات صارت تقليدا فنيا يميز أصيلة منذ سنة 1978"، مضيفا أن الدورة الحالية تشهد مشاركة فنانين من سوريا وإسبانيا وفرنسا ورومانيا ولتوانيا، فضلا عن المبدعين المغاربة.
ولم تخف لمياء بلول، الفنانة التشكيلية التي تنحدر من مدينة الدار البيضاء، والتي قصدت أصيلة للمرة الثانية لتترك أثرا فنيا على جدرانها بعد مشاركة أولى سنة 2021، سعادتها بالمشاركة في دورة هذه السنة من موسم أصيلة رفقة ثلة من المبدعين المغاربة والأجانب بمدينة أصيلة "الجميلة جدا".
وقالت بلول، التي كانت منهمكة في خلط الألوان بكثير من الانتباه لتخرج لونا يعكس حضور موضوع البيئة في جداريتها، إن "التراث الفني لأصيلة يبعث على الاعتزاز لأنه يغرس حب الفن ويشجع على ممارسته في نفوس الأطفال الصغار". وبخصوص الجدارية التي تشتغل عليها، قالت إنها تعكس واحدا من المواضيع التي تستأثر باهتمامها الفني منذ زمن، أي البيئة، مبرزة أنها تتعامل مع هذه الجدارية على أساس أنها نافذة فنية مفتوحة على الطبيعة.
أما الفنان خالد الساعي، الذي دأب على المشاركة في مواسم أصيلة،لأزيد من 10 مرات، فقال إن كل جدارياته تتناول موضوعا مختلفا وإن جمع بينها المغرب، مبرزا أنه اشتغل سابقا على زلزال الحوز، وهذه المرة على اهتمام المغرب بالبيئة والتنمية المستدامة.
وفضلا عن المواضيع التي تتناول المغرب، يبرز الحرف العربي ثابتا آخر في الجداريات التي أبدعها الساعي بأصيلة، هو الفنان الذي لا تخلو جدارياته من رموز لغوية ينقلها من سياقها الكلامي إلى سياق جمالي بصري جديد.
0 تعليق