نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لعنة
"الإقليمي"..
"170
حادثًا
و200
ضحية
خلال
عامين
فقط - شبكة جدة الإخبارية, اليوم السبت 5 يوليو 2025 05:25 مساءً
صباح اليوم السبت 5 يوليو 2025، تحوّل الطريق الإقليمي عند الكيلو 92 من محور حيوي إلى مسرح لمأساة جديدة.
اصطدمت عدة مركبات ببعضها البعض في حادث مروّع أسفر عن مصرع تسعة أشخاص، وإصابة أحد عشر آخرين، بعضهم في حالات حرجة، بينما اندفعت سيارات الإسعاف من محاور متعددة، وانتشرت فرق الإنقاذ بين هياكل الحديد المحطّمة تبحث عن ناجين، فيما كانت بقع الدم على الأسفلت ترسم سؤالًا جديدًا حول سلامة طريق لا يتوقف عن ابتلاع الأرواح منذ افتتاحه.
نائب وزير الصحة يشرف على علاج المصابين
وزارة الصحة أعلنت حالة الطوارئ في مستشفيات المنوفية والمحافظات المجاورة، وأكدت توافر أكياس الدم والأدوية، بينما باشر الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة، الإشراف بنفسه على علاج المصابين، فيما توافد أسر الضحايا على مستشفى الباجور التخصصي وسط حالة من الصدمة.
و باشرت النيابة العامة تحقيقًا عاجلًا في ملابسات الحادث، الذي يُعدّ واحدًا من أكثر الحوادث دموية منذ مطلع العام. هذا الحادث، وإن بدا مأساويًا في حدّ ذاته، لا يشكّل استثناءً على الطريق الإقليمي، بل هو استمرار لسلسلة من الحوادث التي رسّخت لقبًا قاتمًا لهذا الطريق: طريق الموت.
الهدف من إنشاء الطريق الإقليمي
يمتد الطريق الدائري الإقليمي، على مسافة تقارب 400 كيلومتر، زافتُتح رسميًا في 2018 ضمن خطة الحكومة لتطوير شبكة الطرق وتخفيف الضغط عن العاصمة. من حيث المبدأ، كان الهدف من إنشائه هو ربط الطرق الصحراوية والزراعية الرئيسية ببعضها، وتحسين حركة النقل بين المحافظات، إلا أن الواقع العملي كشف عن خلل بنيوي في التنفيذ والتشغيل. فقد تحوّل هذا الطريق خلال فترة قصيرة إلى أحد أخطر المحاور في مصر، مع تكرار الحوادث المروّعة التي تخلف أعدادًا كبيرة من القتلى والمصابين.
170 حادثا في عامين فقط
تشير تقارير «الهيئة العامة للطرق والكباري» إلى أن القطاع الواقع بين طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي ومحافظة المنوفية شهد وحده ما لا يقل عن 170 حادثًا جسيمًا في الفترة من 2022 إلى منتصف 2024.
وتكشف سجلات «الإدارة العامة للمرور» أن أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم على هذا الطريق خلال العامين الماضيين، معظمهم بسبب اصطدامات مباشرة ناتجة عن اختراق المركبات للحارات المعاكسة في ظل غياب حواجز خرسانية فاصلة. ورغم التحذيرات المتكررة، لا تزال قطاعات واسعة من الطريق تفتقر إلى أدنى شروط الأمان، سواء من حيث الإنارة، أو العلامات الإرشادية، أو صيانة الطبقة الأسفلتية، أو حتى الرقابة على سرعات المركبات الثقيلة.
شاحنات تركض بسرعة مرعبة
الحوادث التي وقعت على الطريق خلال السنوات القليلة الماضية غالبًا ما تتورط فيها شاحنات نقل تسير بسرعات عالية، أو مركبات ركاب قديمة متهالكة، ما يشير إلى أزمة مزدوجة في البنية والرقابة.
في فبراير 2024، وقع حادث تصادم بين أتوبيس وشاحنة نقل أسفر عن مقتل عشرة أشخاص بينهم أطفال، وهو الحادث الذي أعاد إلى الأذهان مأساة مماثلة وقعت في يونيو 2023 حين لقي 11 شخصًا حتفهم في تصادم بين ميكروباصين في نفس القطاع الجغرافي. .
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أشار في تقريره الصادر عام 2022 إلى أن الطريق الإقليمي يسجل معدل حوادث يفوق بـ40% متوسط الحوادث على الطرق الحرة الأخرى في مصر، وهي نسبة مرتفعة بالنظر إلى حداثة الطريق من جهة، ووعوده الرسمية بالأمان من جهة أخرى.
أزمة الطريق الإقليمي
الخبراء يؤكدون أن أزمة الطريق الإقليمي ليست في بنيته وحدها، بل في فلسفة تشغيله، إذ لا توجد محطات طوارئ كافية، ولا يتم تطبيق اختبارات فجائية لاستهلاك المخدرات بين السائقين، وهي مشكلة متكررة في الحوادث الجسيمة الأخيرة، كما أن غياب التفتيش الدوري على المركبات العاملة على هذا الطريق يزيد من احتمالية الأعطال المفاجئة والانفجارات الميكانيكية، خاصة في الشاحنات التي تُحمّل بأوزان زائدة دون رقابة.
0 تعليق