يدخل كوكب نبتون مرحلة الحركة التراجعية الظاهرية اليوم السبت 5 يوليو 2025 وهي ظاهرة فلكية تمر بها الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي بشكل دوري وتستمر عادة لعدة أشهر وبالنسبة لنبتون سيستمر هذا الانعكاس الظاهري حتى بداية ديسمبر المقبل.

عادة ما يتحرك نبتون – مثله مثل باقي الكواكب – نحو الشرق أمام خلفية النجوم البعيدة ولكن عندما تدخل الأرض مرحلة معينة من دورتها المدارية ويصبح موقعها بين الشمس والكوكب الخارجي يبدو لنا من على سطح الأرض أن الكوكب يعكس اتجاهه ويتحرك غرباً.

هذا الانعكاس ليس حقيقياً بل هو ظاهرة بصرية ناتجة عن اختلاف السرعة والمسافة بين الأرض والكواكب الأخرى.

هذه الظاهرة كانت مألوفة للراصدين في العصور القديمة لكنها أربكتهم لفترة طويلة لأنهم كانوا يعتقدون أن الأرض هي مركز الكون وأن الكواكب تدور حولها في مدارات دائرية مثالية.

اليوم يشرح علم الفلك الحديث هذه الظاهرة بوضوح: الأرض أثناء حركتها السريعة في مدارها الأصغر تتجاور نبتون ما يجعله يبدو وكأنه “يتراجع” أمام خلفية السماء.

لتقريب الفكرة أكثر: تخيل أنك في سيارة تسير بسرعة على طريق مستقيم وأمامك سيارة أبطأ. عندما تتجاوزها سيبدو لك أنها تتحرك للخلف للحظات رغم أنها في الواقع لا تفعل ذلك.
هذا بالضبط ما يحدث بصرياً مع نبتون خلال فترة الحركة التراجعية.

خلال هذه الفترة يرصد نبتون باستخدام تلسكوب متوسط أو كبير الحجم في سماء الفجرًحيث يشرق عند منتصف الليل ويصل إلى ارتفاع يصل إلى 60 درجة فوق الأفق الجنوبي الشرقي قبل أن يتلاشى مع ضوء الفجر.

ومع مرور الأسابيع سيبدأ الكوكب بالتقدم تدريجيا نحو سماء المساء، حيث سيصل كل ليلة إلى أعلى نقطة له في السماء قبل نحو 4 دقائق أبكر من الليلة التي قبلها.

الحركة التراجعية هذه تسبق حدثاً فلكياً مهماً في 23 سبتمبر 2025 ستكون الأرض بين نبتون والشمس في ظاهرة تعرف بـ “التقابل” حيث يشرق نبتون مع غروب الشمس ويظل ظاهراًً طوال الليلًوهي أفضل فترة خلال العام لرصده بوضوح ولفترة طويلة.

كوكب نبتون هو أبعد كوكب في النظام الشمسي ويدور حول الشمس مرة كل 165 سنة ويتميز بلونه الأزرق العميق وعواصفه الهائلة بما في ذلك البقعة المظلمة العظيمة.