نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الشّرطة الفرنسيّة تستعين بتقنية ثلاثيّة الأبعاد لفكّ ألغاز الجرائم - شبكة جدة الإخبارية, اليوم السبت 5 يوليو 2025 07:20 صباحاً
يوفّر قسم الأدلّة الجنائية في الشرطة الفرنسية في مقره بالقرب من ليون خدمة فريدة من نوعها للمحققين هي عبارة عن صور ثلاثية الأبعاد، تتيح لهم دخول مسرح الجريمة كما لو كانوا في المكان ميدانياً.
عند تناول قضية وهمية تتمثل بمقتل رجل بطلقات نارية وجرح آخر بسكّين، يظهر على شاشة شرطي نموذج ثلاثي الأبعاد لشقة مع ثلاثة خيارات: مسرح جريمة فارغ، ونتائج التحقيق (جثة، بقع دماء، أسلحة، وأدلة أخرى)، ومقطع فيديو يتضمّن تصوّراً للشجار الذي أدّى إلى جريمة القتل.
يقول الضابط غريغوري الذي لم يذكر كنيته إنّ "عملنا هو تسهيل فهم الوقائع".
ويضيف "نتعامل مع كل مسارح الجرائم الكبرى"، من هجمات، وقضايا جنائية كبيرة بما في ذلك القضايا القديمة التي لم تُحل.
وقد تدخّل فريقه في التحقيق الذي فُتح بعد اغتيال مُدرّس على يدي جهادي في أراس (شمال) خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أو بعد هجوم بالقنابل أدى إلى إصابة نحو 15 شخصاً في ليون عام 2019، وذلك للتحقق من ادعاء المشتبه فيه.
إذا كانت القضايا كبيرة، تتم الاستعانة بـ"فريق توثيق مسرح الجريمة" كما يُعرف رسمياً، وهو قسم صغير أُنشئ قبل نحو عشر سنوات، ويضم أربعة أشخاص فقط من بينهم امرأة متخصصة في الهندسة المعمارية الثلاثية الأبعاد ولديها خبرة في تصميم ألعاب الفيديو.
لكن القسم يمتلك معدات متطورة، بدءاً من جهازي مسح بالليز مزوّدين بكاميرا ويُمكنهما التقاط مساحة بتقنية ثلاثية الأبعاد وإنشاء تمثيل بياني بنقاط متفرقة. تجمّع النقاط هذا دقيق جداً، بدقة تصل إلى مليمتر واحد على بعد عشرة أمتار، إذ تظهر ساحة الجريمة بسرعة وبوضوح على الشاشة.
من التصوير التقليدي إلى نماذج ثلاثية الأبعاد
يمتلك القسم أيضاً ماسحاً ضوئياً بالليزر محمولاً، وكاميرات بزاوية 360 درجة، وطائرات مسيرة من مختلف الأنواع (متعددة الأطياف، حرارية، تقليدية...) وأجهزة "آي باد برو" قادرة على إجراء هذا النوع من التحويل الرقمي.
يقول غريغوري "بدأتُ العمل في الشرطة منذ أكثر من 20 عاماً من خلال التقاط صور تقليدية، والآن وصلنا إلى ما نحن عليه".
أما المواقع فتبقى نفسها. ويقول "حتى لو كانت الأحداث تعود إلى 20 عاماً، فإن المنزل"، أو بالأحرى مسرح الجريمة، "يبقى كما هو. يمكننا إجراء مسح ضوئي لما هو موجود وإعادة العمل عليه ليتوافق مع نتائج تلك الفترة".
على سبيل المثال، يمكن لمجموعة مركبة من 150 صورة أن تظهر بصمة قدم مثلاً في نموذج ثلاثي الأبعاد فائق الدقة.
ونتيجة لذلك، يمكن للمحقق زيارة مسرح الجريمة من جهاز الكمبيوتر الخاص به، وتكبير الأدلة، وأخذ القياسات، مع انطباع بأنه يسير في وسط المكان، مع تعديل الاتجاهات لمضاعفة زوايا المشاهدة.
يساعد الفريق أيضاً في عمليات إعادة التصوّر المتحرك التي يمكن استخدامها خلال المحاكمات، أو بهدف تبسيط دور الخبراء التقنيين. في قضية الهجوم على سوق عيد ميلاد في استراسبورغ (شرق فرنسا) الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص عام 2018، طُلب من الفريق تتبّع مسار أحد المتهمين.
ليس هذا المختبر سوى جزء صغير من الهيئة الوطنية لعلوم الطب الشرعي التي تشرف على أكثر من أربعة آلاف عنصر في فرنسا، من بينهم 3140 عالماً.
من مسحة بسيطة مبللة بمحلول ملحي إلى أحدث التقنيات، يُجري الشرطيون والفنّيون أكثر من 1,1 مليون تحليل سنوياً، ويتعاملون مع نحو 310 آلاف من الأدلة المضبوطة.
في إيكولي، إحدى ضواحي ليون، حيث يعمل 1200 من هؤلاء العناصر، تعمل الفرق بتعاون: مختبر البحث عن آثار البصمات، كلاب الأثر، قسم الأسلحة النارية (البالستية)، ومختلف التخصصات المتعلقة بتحديد هوية الأشخاص.
0 تعليق