نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد خسائر فادحة بالغابات... كندا تلجأ للمسيّرات في إعادة التّشجير - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الخميس 3 يوليو 2025 10:20 صباحاً
يُنفَّذ في إحدى مناطق شمال كيبيك التي اجتاحتها الحرائق خلال صيف 2023، مشروع تجريبي للعام الثاني على التوالي يرمي إلى إعادة تشجير الأراضي بأشجار التنوب الأسود والصنوبر الرمادي عن طريق استخدام طائرات مسيّرة.
بدلاً من مجرد إسقاط البذور من السماء، تستخدم شركة "فلاش فورست" القائمة على المبادرة، بذوراً تُزرع في كبسولات تحتوي على الماء والمغذيات والفطريات لزيادة فرص بقاء النباتات.
يوضح كاميرون جونز المشارك في تأسيس الشركة أن "هناك توقيتاً ملائماً محدداً لإعادة تشجير الغابات باستخدام الطائرات المسيرة، وقد أمضينا السنوات الخمس الماضية في تحديده بدقة".
على سبيل المثال، يجب إعادة الزراعة بسرعة بعد الحرائق، لأن "المناطق التي احترقت قبل أكثر من ثلاث سنوات غالباً ما تحتوي على الكثير من النباتات المتنافسة (كالأعشاب والشجيرات وغيرها) التي لا تسمح للبذور بالنمو؛ إذ تحجب النباتات الضوء والرطوبة"، وفق جونز.
لذلك، تتدخل الشركة بعد عام إلى عامين من الحريق بعد تحديد المناطق التي تشهد تجدداً طبيعياً واستبعادها. هذا يعني أن التدخل يكون في المناطق التي لم تعد فيها الغابات قادرة على التجدد بسبب عنف الحرائق وتكرارها.
في 2023، شهدت كندا عاماً قياسياً أثرت خلاله الحرائق على كل مقاطعات البلاد وأتت في النهاية على ما يقرب من 18 مليون هكتار. وتأثرت مقاطعة كيبيك، وتحديداً هذه المنطقة الشمالية من المقاطعة الناطقة بالفرنسية، تأثراً بالغاً بهذه الحرائق.
50 ألف كبسولة يومياً
يوضح المهندس في شركة "فلاش فورست" أوين لوكاس، وعيناه مثبتتان على شاشات التحكم "نستخدم الذكاء الاصطناعي لرسم خرائط مسبقة للمواقع. نختارها بناءً على متغيرات المناخ والخصائص الطبوغرافية لضمان وضع البذور في المكان المناسب".
وتنفذ الشركة أيضاً مشاريع في مقاطعة كندية أخرى هي ألبرتا، وفي كولورادو بالولايات المتحدة هذا العام. تستطيع كل من الطائرتين المسيّرتين العاملتين في كيبيك إيصال 50 ألف كبسولة إلى الأرض يومياً.
يقول أوين لوكاس "عندما تزرع، لا ترى الآثار، ولكن عندما تعود في الخريف وترى البذور تنمو، تعرف أنك تفعل شيئاً إيجابياً".
في 2023، كما في هذا العام الذي شهد احتراق أكثر من 4,2 ملايين هكتار في مختلف أنحاء البلاد، يُغذّي الجفاف الذي يُرجّح الخبراء ارتباطه بالاحترار المناخي، انتشار حرائق الغابات.
تعرب أنجيل ميانسكوم، إحدى قادة شعب الكري، وهي مجموعة سكان أصليين في المنطقة شريكة في المشروع، عن أسفها قائلةً "من المحزن فقدان كل هذه الغابات".
مع ذلك، تبدي ميانسكوم سرورها برؤية "طرق مبتكرة للتعامل مع الوضع".
وتُعدّ المجتمعات الأصلية الأكثر تضرراً من الحرائق في كندا لأنها غالباً ما تعيش في مناطق نائية في أعماق الغابات الشمالية.
خسارة البذور
يوضح ماكسنس مارتان، أستاذ علم البيئة الحرجية في جامعة كيبيك في أبيتيبي-تيميسكامينغ "نُضطر اضطراراً متزايداً إلى إعادة تشجير كندا، فبينما تتكيف أشجار الغابات الشمالية مع الحرائق، أصبح الوضع الآن أكثر تعقيداً".
ويذكّر بأنه في عام 2023، على سبيل المثال، معظم الغابات التي احترقت كانت فتية جداً. ويقول "إذا كانت الغابة فتية جداً، فسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً جداً لإعادة إحيائها، لذا فإن إعادة الزراعة هي الخيار الوحيد".
وبرغم أن استخدام المسيّرات قد يُنظر إليه كخيار للوصول إلى مناطق معينة بسرعة أكبر، إلا أنه يثير تساؤلات أيضاً. فالواقع أن هذه التقنية تتطلب كميات كبيرة من البذور لأن الكميات التي تتم خسارتها أكبر من تلك المرتبطة بالزراعة اليدوية.
ويؤكد ماكسنس مارتان أن "هذا سيُشكل بالتالي مشكلة في البذور نظراً لصعوبة حصادها"، كما أن كندا تعاني نقصاً في المعروض.
0 تعليق