موناكو موطن لإعادة تأهيل النجوم! - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
موناكو موطن لإعادة تأهيل النجوم! - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 04:20 مساءً

تحوّل نادي موناكو الفرنسي إلى الوجهة المثالية لإعادة تأهيل النجوم، حيث باتت الإمارة الصغيرة مقصداً لنجوم تعثّرت مسيرتهم، أو قست عليهم الإصابات، وقد لجأوا إلى ناديها الذي يُعرف بـ"العيادة الرياضية المفتوحة".

وفي خطوة تؤكد هذا التحوّل، أعلن النادي أخيراً ضم الدولي الفرنسي السابق بول بوغبا بعقد يمتدّ حتى الـ 2027، قادماً من جوفنتوس، بعد فترة طويلة من التوقف بسبب إصابة وإيقاف في قضايا منشطات، كما ضمّ الإسباني الشاب أنسو فاتي -على سبيل الإعارة- من برشلونة، في محاولة واضحة لمنح هذا اللاعب فرصة حقيقية لاستعادة بريقه المفقود بعد سلسلة من الإصابات والمواسم المتذبذبة.

 

بول بوغبا يعود إلى الملاعب من بوابة موناكو. (إكس)

بول بوغبا يعود إلى الملاعب من بوابة موناكو. (إكس)


لا يعدّ هذا التوجه جديداً في "فريق الإمارة"، لكنه بات أكثر وضوحاً الآن. البيئة الخاصة التي يوفّرها النادي، بعيداً من الضغوط الجماهيرية والإعلامية، في مدينة هادئة ذات مرافق طبية متطوّرة، جعلت منه خياراً مثالياً لمن يبحثون عن انطلاقة محدّثة لمسيرتهم، ولا سيما اللاعبين الذين يعانون من تراجع بدني أو نفسي، إذ يجدون في موناكو أرضاً مناسبة للتعافي بعيداً من القسوة التي تفرضها جماهير أندية النخبة في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا، وفي الدوري الفرنسي الذي لا يعتبر قاسياً أو تنافسياً كثيراً.

وقال المدير الرياضي للنادي في حديث لصحيفة "ليكيب" المحلية: "نحن لا نتعامل مع هؤلاء اللاعبين كنجوم سابقين أو حالات ميؤوس منها. على العكس، نمنحهم بيئة متكاملة ليعيدوا بناء أنفسهم على المستويين الجسدي والذهني. المشروع لا يقوم فقط على الفوز بالمباريات، بل على صناعة روايات عودة حقيقية".

ولم تكن تجارب بوغبا وفاتي الأولى من نوعها في الإمارة. فقد سبقهما لاعبون كثر لجأوا إلى موناكو من أجل استعادة مستواهم، على غرار الإسباني سيسك فابريغاس الذي اختار النادي بعد خروجه من تشيلسي، ولعب دوراً قيادياً مهماً في الفريق رغم تراجع سرعته وأدائه البدني، وكذلك تييموي باكايوكو الذي عاد أيضاً بعد تجارب غير موفقة مع ميلان وتشيلسي، وإن كانت تجربته الثانية أقل نجاحاً من الأولى. حتى المخضرم نيمانيا ماتيتش انضم لفترة قصيرة، مساهماً بخبرته في خط الوسط.

تقوم استراتيجية الإدارة الحالية على الجمع بين عنصرين: التعاقد مع أسماء كبيرة فقدت بريقها وتحتاج إلى إعادة تأهيل، وفي الوقت نفسه الاستثمار في مواهب شابة قابلة للتطوّر والبيع لاحقاً بعوائد مالية. وهو ما يفسر سعي النادي في الفترة الحالية إلى ضم المهاجم الشاب ميكا بيريث من شتورم غراتس النمسوي، والهداف الجورجي جورج ميكاوتادزه من ميتز. ولا تبحث الإدارة عن أسماء فحسب، بل عن لاعبين في نقطة مفصلية من مسيرتهم: إما أن يصعدوا من جديد، أو يختفوا تدريجياً.

وعلّق الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو، المتخصص في سوق الانتقالات، على توجه النادي بالقول: "ما يفعله موناكو ليس عشوائياً. هو نادٍ ذكي يفهم السوق ويعرف متى وكيف يتدخل. فاتي وبوغبا ليسا صفقتين رمزيتين فقط، بل يمثلان فلسفة كاملة في كيفية إعادة تدوير النجومية داخل كرة القدم الحديثة".

و يبدو أنّ موناكو لم يعد مجرّد نادٍ يبحث عن ترتيب جيد في الدوري الفرنسي أو مشاركة أوروبية عابرة، بل أصبح مؤسسة كروية متخصصة في إعادة إحياء مسيرات النجوم، وصناعة العودة، والتعامل مع اللاعب كمشروع إنقاذ متكامل لا كرقم في التشكيلة فقط. وبالنظر إلى الأسماء المرتبطة به في السوق، فإنّ النادي مستمر في هذا النهج، مما قد يجعل منه نموذجاً فريداً في القارة، يجمع بين الرؤية الاقتصادية والإنسانية والرياضية في آن.

وسيبقى نجاح بوغبا بالعودة إلى سابق عهده، واستعادة فاتي وميكاوتادزه الثقة والنجومية، مرهوناً بالزمن. لكن ما هو مؤكّد أنّ موناكو، أكثر من أي وقت مضى، بات موطناً لإعادة تأهيل النجوم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق