نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أسلوب واشنطن التصاعديّ: حصر السلاح في لبنان ثم "احتفال السلام" - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 03:10 مساءً
تضع إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب في أجندتها، إضافةً إلى حضّ الدولة اللبنانية على نزع سلاح "حزب الله"، هدفا آخر يتضح أنها تتبع أسلوباً تصاعديّا للإبقاء على رمق المطالبة به، هو انضمام لبنان إلى "احتفال السلام" مع إسرائيل.
ولقد شكّل ما قاله المبعوث الأميركيّ توم برّاك قبل أيام عن ضرورة توصّل كلّ من سوريا ولبنان إلى اتفاقات سلام مع إسرائيل، تأكيداً مبدئياً لما كان تحدّث عنه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذي حضّ على تطور سياسي مماثل في شباط/فبراير الماضي، قائلاً إنّ "لبنان يمكنه حشد قواه والانضمام إلى "اتفاقات أبراهام" للسلام، كما يمكن سوريا أن تفعل ذلك". ويتّسع الانسجام بين واشنطن وتل أبيب حيال الرغبة في الاحتفال بالسلام في بيروت ودمشق.
رغم أنّ زيارة برّاك السابقة للبنان جعلت أهمية حصر السلاح مطلبا أوّلَ، ولم يكن التشاور كثيفا مع السلطات اللبنانية في التطبيع مع إسرائيل لأنّ الملف ليس ملحّاً، يبدو لبنان، بحسب الأجواء المتابعة للأروقة الديبلوماسية الأميركية في بيروت، موجودا على أجندة واشنطن ضمن قائمة "السلام العتيد" في الشرق الأوسط.

الرئيس بري مستقبلاً المبعوث الخاص إلى سوريا توماس بارّاك (الزميل نبيل إسماعيل).
ومن يتابع اجتماعات أميركية حضوريّاً في الولايات المتحدة، يلاحظ التلازم بين مطلبين أميركيين، على أن يشكّل حصر السلاح تهيئة لدخول لبنان "اتفاقات أبراهام". في المعطيات، إنّ تأكيد الإدارة الأميركية أولوية نزع سلاح "حزب الله" لا يزال بنداً أوّلَ على طاولة تلك اللقاءات في الولايات المتحدة، ولا ترتيبات حاضرة في واشنطن حتى الآن لبلورة السلام بين بيروت وتل أبيب، لكنّ ثمة تشبّثا بمبدأ إحلال السلام بعد الانتهاء من إشكالية السلاح وإنجاز الجيش اللبناني المهمّات السيادية.
يقول رئيس المعهد الأميركي اللبناني للسياسات بول الهندي ردّاً على أسئلة "النهار": "ليس خافياً أن الرئيس دونالد ترامب يسعى إلى السلام في الشرق الأوسط، مع أهمية خاصة يوليها للبنان الذي لا يُعدّ بعيداً عن الانضمام إلى اتفاقات أبراهام التي يطمح ترامب إلى أن تشمل كلّ الشرق الأوسط، ولا يمكن لبنان أن يكون معزولاً وحده خارج الاتفاقات".
وبحسب انطباعات الهندي، "الفرصة متاحة في ولاية ترامب للتوصل إلى سلام، ومن المهم لديه تحقيق السلام والإنماء الاقتصادي في الشرق الأوسط، من دون إغفال أمن إسرائيل الذي يشكّل الهدف الأول في أولويات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، مع محاولات عبر اتفاقات أبراهام لإنهاء كلّ حالات النزاع".
ماذا يتغيّر في المنطقة إذا توصّل لبنان وسوريا إلى سلام مع إسرائيل؟ يجيب بأنّ "السلام يغيّر كلّ شيء في المنطقة ويريح الجنوب اللبناني من النزاعات ويطوّر الاقتصاد في لبنان ويساهم في استيراد مواد أولية من إسرائيل ويساعد في تطوير اتفاقات اقتصادية".
حالياً، تبحث تل أبيب عن اتفاق أمني مع سوريا يضمن التعاون الاستخباري لضبط الحدود ومنع نشوء ميليشيات مسلّحة معادية لإسرائيل، في موازاة سعي في دمشق إلى انتزاع الاعتراف بنظام الرئيس السوري أحمد الشرع والانسحاب الإسرائيلي من مناطق سورية دخلها الجيش الإسرائيلي بعد سقوط نظام بشار الأسد. ولكن، لا نماذج تحضيرية في إسرائيل لاتفاق آخر سياسيّ تطبيعيّ مع سوريا أو لبنان، رغم أنه في جدول الأهداف اللاحقة. وثمة توقعات مراقبة ومتابعة للأوضاع الإسرائيلية فحواها أن يكون الاتفاق السياسي مع سوريا ولبنان جزءاً يتبع إنهاء الحرب كليّاً في قطاع غزة والتوصل إلى حلول في المنطقة.
0 تعليق