عبدالله السعيد، صانع ألعاب الزمالك ، وجد نفسه عند مفترق طرق بعد انتهاء عقده مع النادي بنهاية الموسم ، وسط خلاف حاد حول المقابل المادي للتجديد، بينما المفاوضات التي بدأت مبكرًا توقفت فجأة.

ووفقًا لمصادر مقربة من اللاعب أكدت أن السعيد "أصبح منفتحًا على مناقشة عروض خارجية" بعد انتهاء إجازته، نافيًا أي اتفاق مبدئي مع الزمالك، ويدرس– وفقًا لمدير أعماله – عروضًا من دوري المحترفين السعودي والدوري الإماراتي، والتي قد تشكل تحديًا لولائه التاريخي للقلعة البيضاء.

من الصعب تعويضه

أحمد حسام ميدو، مسؤول لجنة التخطيط بالزمالك ، أكد خلال حواره على قناة "أون سبورت" قائلا: "عبد الله السعيد يحافظ على مستواه بشكل احترافي مميز، ومن الصعب تعويضه... قدمنا له عرضًا جيدًا للغاية والجميع يتمنى استمراره".

 وأضاف: "في آخر 15 مباراة للفريق، كان أكثر اللاعبين تأثيرًا في الأرقام والإحصائيات هو السعيد إلى جانب محمد شحاتة" ورأى ميدو أهمية بقاء السعيد في الأبيض لتعزيز قوته، خاصة مع الأداء الاستثنائي الذي قدمه رغم تجاوزه الـ39 عامًا، وأضاف: "الجميع يتمنى استمراره، لكن الكرة الحديثة تحكمها معادلات صعبة"

بديل أصغر سنا وأكثر تأثيرا

ودخل رضا عبد العال، نجم الزمالك والأهلي السابق على خط المواجهة ، في تصريح لبرنامج "البريمو" قائلا: "أداء السعيد تراجع مؤخرًا، والأندية الكبيرة لا تعتمد إلا على من يقدم عطاءً متجددًا"، مرشحًا محمد رضا "بيبو" (لاعب بيراميدز) كبديل أصغر سنًا وأكثر تأثيرًا. 

قيمة عرض الزمالك 

قاد عبد الله السعيد الزمالك للتتويج بـدوري الكونفيدرالية الأفريقية (2019)، وسجل أهدافًا حاسمة بكراته الثابتة التي أُطلق عليها جماهيريًا "فاولات السعيد"، وتحول إلى رمز للقيادة داخل الملعب،  لكن الموسمين الماضيين شهدا تراجعًا نسبيًا في أدائه، ما دفع إدارة الزمالك للتريث في تجديد عقده، فيما تشير المصادر إلى أن العقد المقترح من النادي تضمن خفضًا في القيمة المالية مقارنةً بعروض من أندية سعودية وإماراتية، رغم تقديمه "حوافز مرتبطة بالأداء".

مكانة ومهارات عبدالله السعيد 

وقدم محمد عمارة، نجم الأهلي السابق، نصيحة للسعيد عبر برنامج "اللعيب" على قناة MBC مصر قائلا: "عبدالله السعيد من أحسن اللعيبة اللي عنيا شافتها... أتمنى ينهي حياته مع الزمالك". مضيفًا بحسم: "ميدورش على الفلوس خاصة أن الفوارق المالية قريبة بين العروض". 

وأضاف: "عبد الله السعيد في مكانة لوحده خارج التقييم مع أي لاعب في مصر، حتى ولو كان زيزو"، مؤكدًا أن مكانته "فريدة ولا تقارن"، في إشارة إلى ما يمتلكه اللاعب من مهارات فريدة في التمركز والتمريرات الطولية والصناعة، فضلًا عن قدرته على تسديد الكرات الثابتة بدقة.

مشوار عبدالله السعيد

بدأت رحلة عبد الله السعيد الكروية من شوارع بورسعيد ، حيث ولد في 13 يوليو 1984 لتبدأ مسيرته مع كرة القدم في الملاعب الشعبية قبل أن تكتشفه مواهب نادي المصري البورسعيدي، وتميز بلمساته السحرية، ما جعله يخطف الأنظار بسرعة في صفوف الفريق الأول.

مع المصري البورسعيدي، نضجت موهبة السعيد بشكل لافت بين 2005 و2011، حيث تحول إلى قائد فني للفريق بفضل رؤيته التكتيكية الاستثنائية وقدرته الفذة على توزيع الكرات وتسديد الضربات الثابتة بدقة متناهية.

الانتقال إلى النادي الأهلي 

أما الانتقال إلى النادي الأهلي عام 2011 كان بمثابة نقطة التحول في مسيرته، حيث وقع عقدًا قياسيًا آنذاك بقيمة 10 ملايين جنيه. مع القلعة الحمراء، كتب السعيد بعضًا من أبرز صفحات تاريخه، حيث شارك في تحقيق 6 بطولات دوري متتالية و3 كؤوس مصر، بالإضافة إلى التتويج بدوري أبطال أفريقيا 2012، وتم اختياره كأفضل لاعب في الدوري المصري مرتين (2014 و2016)، ليؤكد مكانته كأحد أبرز صانعي الألعاب في تاريخ الكرة المصرية.

من القلعة الحمراء إلى ميت عقبة 

في عام 2018، اتخذ السعيد قرارًا جريئًا بالانتقال إلى الزمالك، حيث واصل تألقه وقاد الفريق للفوز بكأس الكونفيدرالية الأفريقية 2019 وكأس مصر 2020، وتصدر قوائم صناع اللعب في الدوري المصري لثلاث مواسم متتالية، محافظًا على مستواه رغم تقدمه في العمر.

مع المنتخب الوطني

على الصعيد الدولي، مثل السعيد مصر في 38 مباراة دولية بين 2012 و2019، سجل خلالها 6 أهداف مهمة، كان أبرزها أهدافه في تصفيات كأس العالم 2014 ومشاركته المؤثرة في كأس الأمم الأفريقية 2017.