تجربة أمّ مع ابن مصاب بالتوحّد... تحدّيات وظلم للراشد في متابعة حياته - شبكة جدة الإخبارية

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجربة أمّ مع ابن مصاب بالتوحّد... تحدّيات وظلم للراشد في متابعة حياته - شبكة جدة الإخبارية, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 09:10 صباحاً

رغم التقدّم الكبير الذي أُحرز في مجال تشخيص التوحّد وسبل التعاطي معه، لا يزال التعامل مع هذه الحالة تحدياً، سواء بالنسبة إلى من تُشخص لديه أو إلى أهله والمحيطين. لا يمكن إنكار أن الوعي قد ارتفع وباتت الإحاطة ممكنة بأساليب أكثر تطوّراً تساعد من يعاني التوحّد على الاندماج في المجتمع ومتابعة حياته كأيّ فرد باستقلالية. ضمن ورشة العمل "خلّينا نحكي عن بكرا" التي نظّمتها OpenMinds لأهالي الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصّة والاضطرابات النمائية العصبية، سُلّط الضوء على الخدمات المتوافرة اليوم في لبنان للراشدين المصابين بالتوحّد، وفُتح النقاش حول الثغرات الموجودة، ولا سيّما في ما يخص خدمات الدعم المجتمعي والسكن، مع الاستماع مباشرةً إلى تطلّعات الأهالي وهمومهم.
على هامش اللقاء، نقلت السيدة سيلفيا لمام في حديث إلى "النهار" تجربتها مع ابنها الذي بلغ من العمر 22 عاماً وهو مصاب بالتوحّد، بدءاً من لحظة التشخيص وصولاً إلى المرحلة التي بلغها اليوم.

 

 

 

IMG20250626WA0121_133335.jpg

 

 

 

ما التحدّيات التي واجهتِها مع تشخيص حالة التوحّد؟
في حوالى عمر السنة والثلاثة أشهر بدأت تظهر علامات تأخّر في النموّ، من حيث النطق وردود الفعل،  مقارنةً بأطفال آخرين، وخاصة بعد ولادة ابن لمام الثاني. لكن رغم الاستشارة المتكرّرة لطبيب الأطفال، لم يتمكن من تشخيص الحالة لديه واكتفى بنصحها بإدخاله إلى حضانة ليلتقي أطفالاً آخرين. لكن في الحضانة، كان يمضي الوقت وحده من دون أيّ تفاعل مع رفاقه. في تلك الفترة، أقيم مؤتمر عن التوحّد فكانت هذه فرصة للمام حتى تتعرّف إلى هذه الحالة وتلاحظ بعض علاماتها لدى ابنها. لكن حتى في عمر السنة ونصف السنة، عندما أشارت إلى الطبيب باحتمال إصابته بالتوحّد، استبعد الفكرة تماماً. واستمرّت الأمور على هذا الشكل مع كل ما يمكن أن ينتج من هذا التأخير من تحدّيات إلى أن تخطّى عمر السنتين واتّضحت العلامات أكثر عندما أظهر رفضاً أكبر للمحيط وتمكّن طبيب اختصاصي في الجهاز العصبي من أن يشخص الحالة على أثر فحوص أجراها، بعدما توجّهت إليه الوالدة.
من تلك اللحظة بدأت الرحلة التي لم تخلُ من الصعوبات، وسواء في الحضانة، أو في المدرسة، كانت هناك حاجة دوماً إلى أستاذ ظلّ، إلى جانب المتابعة النفسية المتخصّصة والتعليم المنزلي الذي كان حلاً مناسباً في مرحلة معينة.
وفق ما توضحه لمام، في مرحلة معيّنة، التقت بمجموعة من الأمهات لأطفال مصابين بالتوحّد وتوجّهن إلى المدرسة الإنجيلية التي أظهر مديرها تفهّماً لافتاً واستعداداً لدمج الأطفال المصابين بالتوحّد. وكانت هذه من أولى المدارس الدامجة آنذاك.

ما العلامات اللافتة التي دلّت إلى الإصابة بالتوحّد؟
بغريزتها كأم، كانت تلاحظ علامات معيّنة مقلقة لدى ابنها جعلتها في حالة شك مستمرّة بوجود مشكلة لديه. لذلك تنصح كل أم بأن تتنبّه وتتبع حدسها كأمّ لأنها لن تخطئ في ذلك. من العلامات التي لاحظتها لدى ابنها، إضافة إلى التأخر في النموّ والنطق والتفاعل مع الآخرين، مشكلة ارتداد الطعام التي تُعدّ شائعة بين الأطفال الذين يعانون التوحّد بشكل خاص. فهم يعانون مشكلات في المعدة والهضم وصعوبات في المضغ والبلع. لذلك، في عمر ثلاث سنوات، كان ابنها لا يزال يتناول الطعام مهروساً ولم يكن قادراً على مضغه. ومن العلامات التي تلاحظ أيضاً لدى طفل مصاب بالتوحّد أنه لا يردّ لدى مناداته باسمه ولا يتفاعل مع المحيط.

كيف يتابع اليوم حياته بعد بلوغه سن الرشد؟
بعدما أمضى 13 سنة في المدرسة الإنجيلية، انضمّ طارق من 3 سنوات إلى الجمعية اللبنانية للتوحّد حيث يتابع نشاطات ويقوم بأعمال تسمح له بالكسب المادّي ليكسب شيئاً من الاستقلالية. يعلم الكل أنه كأيّ شاب مصاب بالتوحّد لا تكثر الاختيارات والفرص المتاحة له في البلاد. فقليلة هي المراكز والمؤسسات التي تستقبل حالات مماثلة. 
يبدأ نهاره الساعة الثامنة والنصف صباحاً في الجمعية حيث يقوم بنشاطات رياضية وفنّية وطهو، إضافة إلى التعلم. في فصل الصيف ينضمّ إلى مخيّم صيفي يتابع فيه نشاطاته، ثم يمضي بعد الظهر مع العائلة. توضح والدته أنها حريصة على تمضية أوقات مفيدة له معه مثل النزهات في الطبيعة وعلى البحر مع نشاطات وفترات يمضيها مع الأقارب والعائلة، بما أن الاختيارات ليست كثيرة له كراشد مصاب بالتوحّد قد لا يتمكن في حالته هذه من الانطلاق في حياته باستقلالية تامّة. وهذا ما يشكّل ظلماً حقيقياً له في الحياة بما أن الدعم غير متوافر لمثل هذه الحالات، وفق ما توضحه.
 سيلفيا لمام أصبحت مدرّبة حياة تساعد في توجيه عائلات وأهل لهم أبناء مصابون بالتوحّد فتقوم بتدريبات انطلاقاً من تجربتها الخاصة. في حديثها تشير إلى أن الخدمات الموجودة في البلد للراشدين المصابين بالتوحد هي خدمات تقدّمها مؤسسات وجمعيات أسّسها أهل عاشوا هذه التجربة، ومن هذه المؤسسات Open Minds.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق