رغم وضع اسم لاعبه المغربي عز الدين أوناحي في لائحة غير المرغوب في استمرارهم داخل أولمبيك مارسيليا، يرفض النادي الفرنسي التفريط فيه بثمن بخس، متمسكًا بسقف مالي محدد، ورافضًا عروضًا وصفت بـ”الهزيلة” آخرها من جيرونا الإسباني.
وفي هذا السياق، كشف موقع “فوت أفريكا” أن إدارة أولمبيك مارسيليا تلقت عرضًا اعتُبر “غير محترم” بخصوص عز الدين أوناحي، في إشارة إلى الفجوة الكبيرة بين القيمة التي يطلبها النادي (12 مليون يورو) وما يعرض فعليًا، رغم خروج اللاعب من دائرة الأولويات.
وتابع “فوت أفريكا” أن سبارتاك موسكو تقدّم سابقًا بعرض رسمي، غير أن اللاعب المغربي رفضه لعدم اقتناعه بالمشروع الرياضي، وليبقي الباب مفتوحًا أمام وجهات تمنحه تنافسية أقوى، خاصة بعد النجاح الذي حققه خلال فترة إعارته مع باناثينايكوس اليوناني الموسم الماضي.
وأكد التقرير أن نادي جيرونا الإسباني حاول دخول السباق عبر مقترح مالي قدر بثلاثة ملايين يورو فقط مقابل شراء 50% من حقوق أوناحي، وهو ما اعتبرته إدارة مارسيليا خطوة لا تعكس القيمة الفنية ولا الإمكانات العمرية للاعب البالغ 25 عامًا، فرفضته دون تردد.
وشدد على أن النادي الفرنسي أعاد التأكيد لوكلاء اللاعب والأندية المهتمة أن رقم 12 مليون يورو ليس قابلًا للتجزئة أو “التفكيك” عبر صيغ مشاركة الحقوق، معتبرًا أن اللاعب ما يزال أصلًا ماليًا يمكن الاستفادة منه رياضيًا أو تسويقيًا إذا لم تصل عروض مطابقة.
كما أفاد بأن رفض الصيغ “الهجينة” (نسب مئوية أو حقوق مستقبلية) يرتبط برغبة الإدارة في إنجاز بيع واضح يساعد في إعادة هيكلة الرواتب وتمويل صفقات وسط ميدان جديدة، دون الدخول في حسابات لاحقة معقدة تقيد حركة النادي ماليًا.
وأبرز أن المفارقة تتمثل في أن الجهاز الفني تحت القيادة الجديدة لا يُخطط لمنح أوناحي دورًا محوريًا، بينما الإدارة المالية ترفض تخفيض تقييمه، خوفًا من خلق سابقة تضرب قيمة أصول أخرى مطروحة للاستثمار أو التدوير في المواسم القادمة.
وبدوره، كشف موقع “فوت مارسيليا” الفرنسي أن أوناحي لا يرغب في اتخاذ قرار متسرع، مفضلًا الانتظار ليرى ما إذا كانت أندية الدوري الإسباني أو الإيطالي ستتقدم بعروض أكثر جدية، خاصة مع تمتعه بلياقة جيدة واستعداده للاندماج سريعًا تكتيكيًا.
وأوضح أن اللاعب ووكيله لا يريدان القبول بعرض دون الحد المالي والفني الأدنى، وأن معسكره الخاص ينطلق من قناعة أن الأيام الأخيرة للميركاتو قد تخلق حاجة مفاجِئة لدى نادٍ ينافس قاريًا، ترفع قيمته وتدفع نحو عرض أقرب للسقف المطلوب.
وأورد أن استمرار أوناحي دون حسم قد يفرض على مارسيليا فصلًا تدريبيًا (لوفت) يجنّب ارتباك التوازن الداخلي، مع استعداد اللاعب للحفاظ على انضباطه البدني، خشية فقدان موقعه في التجمعات الدولية القادمة مع المنتخب المغربي.
وزاد موضحًا أن مارسيليا يعتقد أن عامل الوقت قد يُحوّل “الرفض الحالي” إلى “قبول متأخر” من نادٍ محتاج، خصوصًا في حال تعرض منافس أوروبي لإصابة في خط الوسط، ما يعزز فرص الوصول إلى العرض المالي المقبول.
ولفت إلى أن السيناريوهين الأبرز: إما بيع بالقيمة الكاملة خلال النافذة الحالية، أو بقاء مؤقت يُستغل لإعادة إبراز اللاعب في مباريات انتقائية تُحافظ على رصيده، دون منحه دورًا محوريًا يضعف حجج النادي في ملف التفاوض.
وأضاف المصدر ذاته أن إدارة مارسيليا تُدرك أن طريقة حسم ملف أوناحي ستُقرأ من طرف أندية ووكلاء عند تعاملها مع صفقات مستقبلية، ما يجعل التنازل المالي خيارًا مُكلفًا رمزيًا، حتى لو وفر خروجًا سريعًا الآن.
وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستحدد الاتجاه: إما تصعيد من جيرونا أو دخول نادٍ جديد يرفع قيمة المنافسة، أو استمرار الوضع على الجمود، ليبقى اللاعب بين “باب خروج ضيق” و”نافذة انتظار” قد تُفتح فجأة قبل صافرة إغلاق السوق.
تعليقات