انتعاش ملحوظ يعرفه سوق الجملة بمراكش خلال الأيام الأخيرة في عرض التين الشوكي، أو ما يعرف محليًا بـ”الكرموس”، إذ شهدت الأسعار انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، وتراوحت حسب الجودة بين 100 و400 درهم للصندوق الواحد.
ويُعزى هذا التراجع في الأسعار، وبحسب تصريحات متفرقة استقتها جريدة “مدار21” الإلكترونية من تجار بالسوق المذكور، إلى وفرة المحصول، وتحسن ظروف إنتاجه، وتزايد المساحات المزروعة به في عدد من مناطق المملكة.
وأكد أحد التجار أن أسعار التين الشوكي تختلف حسب الجودة، موضحًا أن “المنتوج ليس موحدًا، فهناك ثمار ذات جودة عالية، وأخرى متوسطة أو ضعيفة، ولذلك نجد صناديق تُباع بـ400 درهم وأخرى بـ100 درهم فقط”، مشيرًا إلى أن المنتوج متوفر بكثرة هذا الموسم بعد سنوات من التراجع بسبب انتشار مرض القرمزية.
وبحسب نفس المصدر، فإن هذا التحسن في العرض جاء نتيجة وعي الفلاحين وتغييرهم لطريقة الاشتغال، إذ أصبحوا يولون عناية خاصة للمحصول طيلة السنة، من خلال السقي المنتظم، واستخدام المبيدات المخصصة، والاهتمام بالجودة منذ بداية الغرس.
وأضاف المتحدث: “لم يعد التين الشوكي يُزرع في أراضٍ مهملة، بل أصبح الفلاحون يهيئون له ظروف نمو متكاملة، مما أدى إلى تحسن كبير في نوعية الثمار ومردوديتها”.
وتتصدر منطقة تارودانت لائحة المناطق المنتجة، إلى جانب تيزنيت، الجبيلات، سيدي بوعثمان ورحامنة، وتعرف هذه الجهات بجودة عالية في التين الشوكي، رغم قساوة المناخ وشح المياه.
وقال تاجر آخر في هذا السياق: “فلاحو تارودانت يقدمون منتوجًا يُغطي حاجيات السوق الوطني، ويُصدَّر إلى دول مجاورة كموريتانيا. إنهم يبذلون مجهودات كبرى، ويستحقون كل التقدير”.
وأكد آخر أن “النوعيات الممتازة ما تزال متوفرة، رغم أن بعض الأصناف التي كانت متضررة من القرموزية قد اختفت تمامًا.. لكن الغرس الجديد، الذي اعتُني به منذ البداية، أعطى ثماره، وهو ما نلاحظه اليوم في الأسواق”.
وعلى مستوى البيع بالتقسيط، تراجعت الأسعار بشكل واضح، حيث أشار تاجر مخضرم إلى أن “الحبة التي كانت تُباع قبل سنوات بعشرة دراهم، تُباع اليوم بدرهمين أو ثلاثة فقط، حسب الجودة والمنطقة”، موضحًا أن “الهدف اليوم لم يعد هو الربح السريع، بل ضمان تداول المنتوج في السوق بشكل يحفظ كرامة الفلاح والمستهلك معًا”.
وختم أحد التجار حديثه قائلًا: “التين الشوكي من أجود المحاصيل الصيفية، وهو فاكهة صحية، ولا مثيل له في السوق. نتمنى أن يستمر الخير، وأن يجد هذا المنتوج دعمًا أكبر بالنظر إلى قيمته الغذائية والاقتصادية”.
تعليقات