رغم غياب أي بيان رسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، تواصل الصحافة الإسبانية الترويج لسانتياغو برنابيو كملعب نهائي مونديال 2030، في خطاب يوحي بأن الحسم قد تم فعليًا، حتى قبل إعلان القرار النهائي.
ومنذ أسابيع، تجمع وسائل الإعلام في إسبانيا على أن ملعب ريال مدريد سيحتضن النهائي، في سردية إعلامية تسعى لحسم الجدل مبكرًا، متجاوزة المغرب.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ليدر إن ديبورتيس” عن الصحافي الإسباني خوسي فيليكس دياز، فقد تم التوافق “غير المعلن” حول إقامة نهائي مونديال 2030 في ملعب سانتياغو برنابيو، وذلك خلال لقاء سابق جمع بين رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز ورئيس الفيفا جياني إنفانتينو على هامش مونديال الأندية الأخير في الولايات المتحدة.
وواصلت “ليدر إن ديبورتيس”، مثلها مثل باقي وسائل الإعلام الإسبانية، التلميح إلى أن نهائي كأس العالم في نسخته المئوية سيكون من نصيب مدريد، معتبرة أن تحديثات “البرنابيو” التقنية والهندسية تجعله الخيار الأكثر جاهزية لاحتضان مباراة التتويج الكبرى.
واعتبرت الصحيفة أن هذا التوجّه ليس مجرّد توقع، بل ينسجم مع ما تصفه بـ”العلاقة المتينة” التي تربط بين إدارة ريال مدريد ومؤسسات القرار الكروي العالمي، وعلى رأسها “فيفا”، مشيرة إلى أن حضور البرنابيو في الواجهة مجددًا هو بمثابة “اعتراف تاريخي” بمكانته.
وزعم التقرير ذاته أن اختيار مدريد سيعيد إنتاج مشهد نهائي 1982، حين احتضن البرنابيو تتويج منتخب إيطاليا على حساب ألمانيا، في واحدة من اللحظات الكروية الخالدة، ما يمنح “التكرار” بُعدًا عاطفيًا وتاريخيًا في المخيال الكروي العالمي.
كما أفادت بأن غياب أي بلاغ رسمي من “فيفا” حتى الآن لا يُلغي حجم الترويج الإعلامي داخل إسبانيا لهذا السيناريو، في وقت لم تُعلن فيه أي مدينة من الشريكات الثلاث استضافة نهائي البطولة رسميًا.
وأبرزت أن الصحافة الإسبانية تُسوق القرار على أنه “محسوم سلفًا”، رغم أن المغرب هو الآخر يمتلك ملفًا قويًا يتضمن ملاعب محدثة ومرشحة بقوة، وعلى رأسها ملعب محمد السادس الكبير في الدار البيضاء، الذي ينتظر هو الآخر الاعتماد الرسمي من الفيفا.
وأوضحت بعض التحاليل الإعلامية الإسبانية أن احتضان النهائي في البرنابيو سيُرضي جمهورًا محليًا واسعًا، خاصة بعد موسم مخيب على مستوى التظاهرات الكبرى التي غابت عن الملاعب الإسبانية، ما يجعل لحظة النهائي فرصة لإعادة الوهج المفقود.
وأوردت بعض التقارير أن الضغط الإعلامي الكبير داخل إسبانيا قد يتحول في الأيام المقبلة إلى حملة رسمية، تقودها الحكومة والاتحاد الإسباني، من أجل تثبيت “حق مدريد” في استضافة النهائي، في ما يشبه النزاع الرمزي على لحظة التتويج بين الحلفاء الثلاثة.
وزاد التقرير موضحًا أن الإصرار الإعلامي الإسباني على البرنابيو قد يُعقّد مفاوضات التوزيع العادل للمباريات الحاسمة، خصوصًا في ظل رغبة المغرب في نيل حق احتضان واحدة من اللحظات الكبرى، سواء نصف النهائي أو النهائي، كجزء من تمثيل متوازن للدول المنظمة.
ولفت إلى أن هذا النقاش سيستمر في احتلال واجهات الأخبار الرياضية في الشهور المقبلة، إلى حين إصدار “فيفا” قرارًا رسميًا ونهائيًا بخصوص المدن التي ستحتضن مباريات نصف النهائي والنهائي، وهو ما سيُحدد مستقبل هذا السجال الإعلامي بين الشركاء.
وأضاف المصدر ذاته أن الرباط والدار البيضاء ليستا خارج الحسابات كما تروج بعض الأقلام الإسبانية، بل تملكان مقومات تنظيمية وتجهيزية لا تقل عن مدريد، خاصة في ظل التقدم السريع في بناء ملاعب مطابقة لمعايير الفيفا العالمية.
وأشار إلى أن المغرب يراهن، من جهته، على ملفات قوية ومتنوعة، تجمع بين الجاهزية اللوجستية والدعم الشعبي والرمزية الجغرافية، مؤكدًا أن السباق على النهائي لم يُحسم بعد، ولا يزال مفتوحًا على كل السيناريوهات.
تعليقات