الجيل الرقمي في خدمة السياحة المغربية بعيدا عن الاستراتيجيات الرسمية

الجيل الرقمي في خدمة السياحة المغربية بعيدا عن الاستراتيجيات الرسمية

هذا الجيل الرقمي لا يروج فقط للوجه السياحي المعتاد، بل يستكشف تفاصيل الحياة اليومية، ويقدم حكايات صادقة من أعماق القرى والمدن الصغيرة، ما يضفي على السياحة المغربية بعدا جديدا، متجذرا في الواقع ومتناغما مع روح العصر.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن المغرب استقبل خلال النصف الأول من سنة 2025 حوالي 8,9 ملايين سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 19 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، أي ما يعادل 1,4 مليون زائر إضافي.

وللوقوف على عمق هذه الظاهرة وتأثيرها، تحدثنا مع خبير الذكاء الاصطناعي والتواصل الرقمي، الأستاذ مهدي عامري، الذي قال في تصريح لجريدة “مدار21” إن “الجيل الرقمي في المغرب اليوم أصبح فاعلا أساسيا في صناعة الصورة السياحية الوطنية وإعادة صياغتها عبر الإنترنت”.

وأشار إلى أن هذه الصورة لم تعد حكرا على الجهات الرسمية، بل باتت تتشكل بشكل عضوي من خلال المحتوى الذي ينشره الشباب المغاربة عبر منصات مثل إنستغرام، تيك توك ويوتيوب.

وأضاف قائلا إن “الشباب يوثقون تفاصيل الحياة اليومية، من حفلات الزفاف إلى الطقوس الشعبية، ومن الأسواق إلى العادات الغذائية، وهو ما يسهم بوعي أو بغير وعي في إعادة تعريف الذات الوطنية والهوية المغربية وتقديمها للعالم برؤية عصرية”.

وأكد أن أمام هذا الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي المتعلق بالمغرب، أصبح من الممكن أن يشاهد زائر جولة افتراضية في أزقة شفشاون، أو يتعرف على وصفات الأكلات المغربية التقليدية من خلال فيديوهات منزلية بسيطة، لكنها مدعومة بجودة بصرية وتقنية عالية، بفضل أدوات تحرير الفيديو والذكاء الاصطناعي.

ويرى الأستاذ عامري، أن هذه التكنولوجيا الحديثة تعد أداة ذات وجهين. فمن جهة، توفر للشباب المغربي إمكانيات هائلة لإنتاج محتوى إبداعي عالي الجودة، بفضل أدوات مثل الترجمة الفورية، تنميط الصور، التحسين الآلي، وابتكار جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد.

لكن في المقابل، كما ينبه الخبير، فإن هذه الأدوات نفسها تثير تحديات متزايدة تتعلق بموثوقية المحتوى، بأصالته، بل وباحتمال مصادرة الثقافة البصرية المحلية وإعادة استخدامها خارج سياقها الحقيقي.

ويشدد زكرياء، بصفته خبيرا في الذكاء الاصطناعي والتواصل الرقمي، على أن ما نعيشه اليوم من إعادة تشكيل صورة المغرب في الفضاء الرقمي يشكل برأيه فرصة واعدة للنهوض بسياحة مستدامة أكثر توازنا. غير أن تحقيق هذا الهدف، كما يقول، رهين بوعي نقدي يحسن الموازنة بين الإبداع والصدق، وبين الترويج والتوثيق، وبين الجماليات والعمق.

ويختم تصريحه بتأكيد أن مستقبل السياحة المغربية لن يبنى فقط على المواقع الطبيعية والتاريخية، بل على “قدرة الشباب المغربي على رواية قصة البلاد من الداخل، بلغة رقمية عالمية، وبأسلوب يعكس تنوع الأصوات المغربية”.

في زمن غابت فيه الحواجز بين المحلي والعالمي، بات الشباب المغربي يشكلون واجهة جديدة لصورة بلادهم على الفضاء الرقمي، عبر كاميرات هواتفهم المحمولة ومشاركاتهم اليومية، يعيدون رسم صورة المغرب بعيدا عن القوالب التقليدية والصور النمطية التي غالبا ما تسوق عبر الحملات الرسمية.

هذا الجيل الرقمي لا يروج فقط للوجه السياحي المعتاد، بل يستكشف تفاصيل الحياة اليومية، ويقدم حكايات صادقة من أعماق القرى والمدن الصغيرة، ما يضفي على السياحة المغربية بعدا جديدا، متجذرا في الواقع ومتناغما مع روح العصر.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن المغرب استقبل خلال النصف الأول من سنة 2025 حوالي 8,9 ملايين سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 19 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، أي ما يعادل 1,4 مليون زائر إضافي.

وللوقوف على عمق هذه الظاهرة وتأثيرها، تحدثنا مع خبير الذكاء الاصطناعي والتواصل الرقمي، الأستاذ مهدي عامري، الذي قال في تصريح لجريدة “مدار21” إن “الجيل الرقمي في المغرب اليوم أصبح فاعلا أساسيا في صناعة الصورة السياحية الوطنية وإعادة صياغتها عبر الإنترنت”.

وأشار إلى أن هذه الصورة لم تعد حكرا على الجهات الرسمية، بل باتت تتشكل بشكل عضوي من خلال المحتوى الذي ينشره الشباب المغاربة عبر منصات مثل إنستغرام، تيك توك ويوتيوب.

وأضاف قائلا إن “الشباب يوثقون تفاصيل الحياة اليومية، من حفلات الزفاف إلى الطقوس الشعبية، ومن الأسواق إلى العادات الغذائية، وهو ما يسهم بوعي أو بغير وعي في إعادة تعريف الذات الوطنية والهوية المغربية وتقديمها للعالم برؤية عصرية”.

وأكد أن أمام هذا الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي المتعلق بالمغرب، أصبح من الممكن أن يشاهد زائر جولة افتراضية في أزقة شفشاون، أو يتعرف على وصفات الأكلات المغربية التقليدية من خلال فيديوهات منزلية بسيطة، لكنها مدعومة بجودة بصرية وتقنية عالية، بفضل أدوات تحرير الفيديو والذكاء الاصطناعي.

ويرى الأستاذ عامري، أن هذه التكنولوجيا الحديثة تعد أداة ذات وجهين. فمن جهة، توفر للشباب المغربي إمكانيات هائلة لإنتاج محتوى إبداعي عالي الجودة، بفضل أدوات مثل الترجمة الفورية، تنميط الصور، التحسين الآلي، وابتكار جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد.

لكن في المقابل، كما ينبه الخبير، فإن هذه الأدوات نفسها تثير تحديات متزايدة تتعلق بموثوقية المحتوى، بأصالته، بل وباحتمال مصادرة الثقافة البصرية المحلية وإعادة استخدامها خارج سياقها الحقيقي.

ويشدد زكرياء، بصفته خبيرا في الذكاء الاصطناعي والتواصل الرقمي، على أن ما نعيشه اليوم من إعادة تشكيل صورة المغرب في الفضاء الرقمي يشكل برأيه فرصة واعدة للنهوض بسياحة مستدامة أكثر توازنا. غير أن تحقيق هذا الهدف، كما يقول، رهين بوعي نقدي يحسن الموازنة بين الإبداع والصدق، وبين الترويج والتوثيق، وبين الجماليات والعمق.

ويختم تصريحه بتأكيد أن مستقبل السياحة المغربية لن يبنى فقط على المواقع الطبيعية والتاريخية، بل على “قدرة الشباب المغربي على رواية قصة البلاد من الداخل، بلغة رقمية عالمية، وبأسلوب يعكس تنوع الأصوات المغربية”.

المصدر: مدار 21